الأقباط متحدون - أنتفاضة النصارى
أخر تحديث ٠١:٢٢ | الثلاثاء ٣٠ ابريل ٢٠١٣ | ٢٢ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أنتفاضة النصارى


بقلم: القس. أيمن لويس

تعالت الاصوات التى تتحدث عن الحرب الاهلية ، أنتظر كثيرون أن تكون طائفية ، فنحن مجتمع طائفى بكل ما تعنية الكلمة ، وأن يبدأها المسيحون ، أن يفعلها النصارى ، فما يعانية المسيحيون من روح عدائية تترجم فى صورة ممارسات ظلم وأضطهاد تعطى منطقية لأصحاب هذة التوقعات ، ولاسيما أن الامر فى العقود الاخيرة تعدى روح الكراهية والاقصاء والاذدراء ، حتى اصبحت جرائم قتل شبه جماعية ، تُلمح بخطة أبادة ، وفى كل مرة تعرض فيها المسيحيون لحوادث اعتداء أسفرت عن تساقط قتلى بطواطأ امنى سافر أومساندة النظام ، كان هناك توقع بظهور فُجُر النصارى ، وأنفجار غضب الحليم وظهور شره !! . وتختلف وتتباين دوافع القائلون بأنتفاضة النصارى . فهناك فريق من أصحاب النيات الحنسة ، يفكرون بردة الفعل لأى انسان طبيعى (الفطرة) عين بعين وسن بسن لذا فلاساءة بلاساءة والاعتداء بالاعتداء ، وبمنطق كل هذا الضغط لبد أن يولد الانفجار . وفريق أخر يتمناها وينفخ فى النار ليؤججها لأغراض شخصية أو لدعم أهداف سياسية لتأكيد فشل القيادة السياسية الحالية والذى لايحتاج الى تأكيد ، وزيادة حالة السخط العام . أما الفريق الثالث هم من يبزلون كل جهد لأستفزاز المسيحيون لتوصيلهم لحالة أنفلات الاعصاب والتهور لتنفيذ مخططتهم ، وهو جر المسيحيين لبدء الحرب الاهلية الطائفية ، فهى الفرصه التى ينتظرونها بل يشتاقون اليها على أحر من الجمر للخروج للجهاد لقتل الكفار ، وهؤلاء مشحونون بميل فطرى للعداء مثارون فى حالة من الهياج لا تستشعر نفوسهم الراحة ألا عند سفك الدماء لتنقية الامة ، ولا يروى ظمأهم إلا مشاهدة جثث القتلى وأحصاء عددها ، أنها القرابين التى يتعبدون بها لألههم ، هؤلاء يعيشون حالة من الاستقواء بسبب تفوقهم العددى ، وغطاء نظام سياسى بكل مؤسساتة ، وتعاطف مجتمعى فى عمومه .

من المعروف أن الاسلاميين بكل تنويعاتهم لديهم مشكلة كبيرة فى قبول الاخر ، وهم يبنون فكرهم هذا على عقيدة دينية ، لذا هم لايشعرون أن هناك مشكله فيما يفعلون ، ولا يستشعرون الحرج مما يعلنون ، بل يرون ان هذا حق وواجب دينى ، أن النظام الحاكم هو المؤسس الاول لهذا الفكر وهذا الاتجاه وله أيدلوجياته . ما اعلن منها وما لم يعلن بعد ، رغم ما يرددونه من شعارات التسامح الجوفاء التى تتناقض مع صورتهم الخارجية . علينا أن نعترف أننا أمام نظام طائفى 100% ، ورئيس طائفى دون أى مجال للشك ، وموقف الاخوان تجاه المسيحيون وكنائسهم معروف ، وساذج من أصابه حالة من الاندهاش والاكتئاب من موقفهم برئيسهم فى أحداث الخصوص والكاتدرائية ، وإن كان رفضهم للأخر يصل لحد أنهم يجدون صعوبة فى قبول المسلم غير الاخوانى فكم يكون غير المسلم بالنسبة لهم ؟!!. والسلفيون أكثر غلظة وأشد ظلماَ وعدوانية وأفتراء . بوجه عام إن كان قيمة المواطن المصرى قد تدنت إلى أقل مستوياتها فى عهد الرئيس د.مرسى بما يفوقها بمراحل عنه بما وصلت ألية فى عهد سابقه . فكم تكون قيمة غير المسلم ؟!! .

هل ما يحدث هو أستكمال لما سمعناه أن هناك مخطط لتفريغ المنطقة من غير المسيحيين ؟ وهل هذا المخطط حقيقة ؟ فقد كانت البداية لبنان ثم تلاها العراق وقد تم تقسيم السودان وها هى سوريا تحت الممارسة ، فلم يتبقى فى المنطقة إلا أقباط مصر وهم أكثر اقلية دينية عددية ، كما كانوا دائماَ هم مصدر دعم وسند لأخوتهم المسيحيون فى البلدان الناطقة بالعربية . أنهم يمثلون للأسلاميون المتشددون شوكه فى الحلق . . على العموم ، إن التيارات الاسلامية المتشددة تعيش اليوم فى حماية نظام د.مرسى وبمباركة أمريكية عصرها الذهبى . وقديماَ قال سليمان الحكيم تحت ثلاث تضطرب الارض ، وأربعة لا تستطيع أحتمالها : تحت عبد إذا ملك ، وأحمق إذا شبع خبزاً ، تحت شنيعة إذا تزوجت ، وأمة إذا ورثت سيدتها .

عودة لموضوع المقال .. هل يفعلها المسيحيون ويعلنون الانتفاضة ويواجهون العنف بالعنف والسلاح بالسلاح ؟ ومتى ؟ متى يفتحون مخازن الاسلحة المكدسة بالكنائس والاديرة ؟ لماذا لم تظهر بعد مذبحة الكشح او بعد مذبحة كنيسة القديسين او امبابة أو ، أو ، .. الخ ، وأخيراً وليس أخراً الخصوص ومهزلة الكاتدرائية . ماذا ينتظرون ؟ هل ينتظرون اشارة من كائنات فضائية بعدما افتضح أمر امريكا والغرب وانه لا دين لهم فما يهمهم هو المصالح والهيمنة ! .

لا.. ولن .. ولم .. يفعلها المسيحيون أبداً ، هذة هى الحقيقة التى قد لايصدقها الاغلبية ، والتى قد لايقبلها عدد ضئيل جداً من المسيحيين . ليس خوفاً ولا جبناً ولكن لعدة أسباب أخرى ترجع لطبيعة المسيحى وتكوينه ، أقول منها . أولاً . . أن المسيحى بطبعه لا يميل للتصادم أو لأستخدام العنف الدموى ، فتعاليم التسامح لديه جزء أساسى فى عقيدته الدينية إن أراد أن يحيا بمنهج المسيح وفى الغالب هو يريد ذلك ، إن الغفران للأخرين لديه مرتبط بغفران الله لخطاياه ويكرر هذا فى صلاتة الربانية اليوميه عدة مرات ، كما ان عبادته لاتقبل إلا بممارسة الغفران . فهو منتج من نسج هذه الخيوط  ،وتعلم منذ الصغر بوصايا لا تجازوا أحداً عن شر بشر . ثانياً .. أن الحكومات السابقة كانت تتعامل مع المسيحيون على أساس أنهم جالية أو فصيل وأنهم مسؤلية الكنيسة وهى المتحدث الرسمى لهم وأختزُلت الكنيسة فى البابا . فأرتوا بماء الزهد الارثوذكسى والجهاد الروحى السلبى (الصوم والصلاة) وهذا هو مفهوم الجهاد المسيحى . ثالثاً .. إن أراد الاقباط أن يفعلوها لكانوا قاموا بها أبان الغزو الاسلام أو فى عصور كانوا فيها أكثر عدداً من الوقت الراهن ، لم يكن يوماً الاقباط أصحاب هوى للقتال . مثل ما حدث فى أسبانيا . فواحدة من الاسباب التى حافظت على بقاء المسيحيين بالمنطقة شدة أنتمائهم الدينى وبعدهم عن المواجهات الدامية وإلا لكان حدث لهم مثل ما حدث للمسيحيين فى بلاد المغرب العربى . رابعاً .. إن التعاليم المسيحية تكرس مفهوم الوطن والدولة والمواطنة ، لهذا لن يكونوا يوماً مليشيات مسلحة ويوم أن يخرج المسيحيون سوف يخرجون مع جموع الشعب المصرى بأعتبارهم جزء من نسيج هذا المجتمع ، مثلما حدث فى 25 يناير ، إن قيمة الوطن ومفهوم المواطنه من أساسيات الشخصية القبطية .

أخيراً .. إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل فى البلاد ، فلا ترتع من الامر ، لأن فوق العالى عالياً يلاحظ ، والأعلى فوقهما .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع