الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر
أخر تحديث ٠٦:٠٧ | الثلاثاء ٣٠ ابريل ٢٠١٣ | ٢٢ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حديث آخر الشهر

بقلم : مينا ملاك عازر

لما كنا معتادين عزيزي القارئ في نهاية كل شهر، أن نرتاح من ضغوط السياسة ومساوئ الاقتصاد وانهياره ، ونتحدث سوياً حديث آخر الشهر، وها موعدنا قد حان لنأخذ قسطاً من الراحة من هموم الحياة، ونتحدث عن التفاؤل والتشاؤم، والفقر والنحس.

فأنا مثلاً لم أكن من أولائك المشغولين بمسألة الفقر والشؤم والنحس، ولكنني شعرت في الآونة الأخيرة أننا نتجه فعلاً لتعميم هذه القاعدة، فهناك أشخاص أعرفهم حينما يتشائموا ويتوقعوا الاختيار السيئ يحدث، وهناك أشخاص يحسدون، وزعماء ينحسون، والتاريخ يشهد على زعيماً ما ذهب لبلد إلا وحلت الكوارث بها، وما نوى الذهاب لبلد إلا ونحسها، فجزء من سور الصين العظيم انهار على قدومه ، والزلازل والأعاصير والفيضانات لا تحل بمنطقة إلا ويكون قد حل بها، حتى بلاده أيوه بلاده التي يحكمها، نحسه يحل عليها، ولكن في هذه الحالة يحل جملة وقطاعي، فتجده حال ما يزور إقليم من أقاليم بلاده فيخصه النحس وينهار كوبري، تشتعل الحرائق، أما النحس الجملة فيحل على اقتصاد بلاده، وأحوال مواطنيه، فيقتل من انتخبوه، صحيح أنه لم يقتلهم بيديه، وفي بعض الأحيان تحل اللعنات حتى بمن لم ينتبخوه لا لشيء إلا أنهم مواطنين له، حتى أنه يُقال أن بعض زعماء البلاد التي زارها لم يستقبلوه في مطارات بلادهم خوفاً من النحس الملازم له، فاتقوا شره وأختصروا لقائه لأوقات قليلة أثناء زيارته لهم، وأعتقد أنه في الأيام القادمة سنسمع كثيراً عن بلاد تعتذر عن استقباله، وبلاد أخرى ترفع حالة التأهب القصوى بين جنود قواتها المسلحة وشرطتها والدفاع المدني حال قرب وصوله ومع وصوله وحتى بعد سفره لتقليص عدد الضحايا اللذين حتماً سيسقطوا بفعل نحسه الذي يصيب كل بلاد العالم التي انتوى زيارتها عدا بلداً صغير غني صحيح؟؟؟ لكنه من داعميه ومن مؤيديه لكن حاكمها لا يلتقي به خشية على نفسه.

صدقني عزيزي القارئ، هذا الحاكم الذي يحكي عنه التاريخ أن قصره الذي حل به العديد من الحكام لم يصب مكروه إلا في عهده، لم تلاحقه الحجارة والمولوتوف إلا في عهده، بغض النظر عن أن ذلك من طفح الكيل بشعبه إلا أن ذلك لا شك يعد أيضاً لنحسه المتزايد، ومن المؤسف -وذلك على حد قول شعبه- أن نحسه لا يصبه، فكثيرين توقعوا أن نحسه يصيب الطائرة الرئاسية التي يستقلها لكن ذلك لم يحدث أو يصب العقار الذي يقطن به فيسقط عليه ويرتاح الشعب من ديكتاتوريته وفاشيته كما يرتاح العالم من من نحسه إلا أن شيءاً من هذا لم يحدث مطلقاً، احتارت في نحسه كل مخابارات العالم، كيف يتقونه؟ فلم يجدوا إلا أن ينصحوا حكامهم ومن باب الأمن القومي بعدم استقباله أوتقليص مدد اللقاء معه شريطة الاستعداد لاستقباله ليس بحرس الشرف وإنما بأن تنشر قوات الدفاع المدني والقوات المدربة على عمليات الإنقاذ  في كافة ربوع البلاد المنكوبة بزيارته حرصاً منهم على سلامة مواطنيهم.
المختصر المفيد ربنا يرحمنا.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter