الأقباط متحدون | بين يديك قدماي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٤٦ | الاثنين ٢٩ ابريل ٢٠١٣ | ٢١ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١١ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

بين يديك قدماي

الاثنين ٢٩ ابريل ٢٠١٣ - ٤٢: ٠٦ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم:  ماجدة سيدهم

"  المبادرات الفارقة هي التي تأتي من عمق  المحبة والاتضاع "
                                 ************                                                                                       
 *عشية هذا المساء تختلف جدا لأنها شديد الخصوصية ،والدعوة  إليها تثير التساؤلات والارتباك، الموعد الآن ، وليس  لدي وقت  لأتزين أو أتهيأ بشكل لائق ، ولهول المفاجأة  ارتطم  القلب  بكل التفاصيل الشاردة ، شل الذهن عن الترتيب ، ما عساها تحمل ثنايا تلك الدعوة  من مفاجآت مذهلة ، أووه .. يا للمفاجأة ، المكان شديد النصوع  والتجهيزات في غاية الدقة والإبهار ، ثمة عشاء فاخر ،نبيذ، ورود ، موسيقا  منتقاه بحنكة عاشق ، ما كل هذا الحشد والأبواق تترقب مقدمي اليه  بفخامة ، كيف أبتسم..!  متى أتكلم ومتى أصمت وكيف أستدير وأتقدم وأنتظر ..! سيقدم لي خاتمه الفيروزي.. ربما ،هذا رائع ..ثم  يلبسني إياه بتأن ساحر ثم ..  بعذوبة يقبل يدي  ..! وربما يتوج عنقي  بقلادة كثيرة  التميز صنعتها اشواقه البراقة ، وأيضا بمهل سيرفع وجهي إلى عينيه  هامسا : أحبك ، يا لها من أمسية خيالية  تكاد تطيح بي وجدا وعشقا .

لكن الوقت قتلني ، من الصعب إدراك قبول  دعوة في لحظتها دونما موعد مسبق وفي الأغلب  من يمتلك الدعوة يمتلك أيضا إمكانية التأجيل والتأني ..فعلام التعجل إذا ..!  يساورك الشك  والحرج معا  وتعود تتأكد  من الاسم والعنوان ، ولماذا أنت دون غيرك ، فالجمع كثير جدا وأيضا أفضل ،هكذا تسأل في نفسك و تصبح أمام  خيارين أفضلها محير، هل تعتذر أم تقبل..؟  إذا كيف أذهب والبرص قد ميزني  بملامح  التآكل،  لعنة لهذا الوهم الذي اعتراني لحتي صدقت أنني المدعوة لتلك الأمسية ، يا ألهي .. الاسم  يدعوني والعنوان يشير لزيغاني .. إذا أنا هي بعينها ، أعيش اضطراب  ما حلمت به من رحب  وجمال وحقيقة ما أنا عليه من رداءة ،لكنه  طرق الباب يلاحق نبض الدهشة  المريع ،

يفك خلايا التعب ويطرح الكيان هزالا ، ووجدتني أمامه ،ما أثقلها لحظة المواجهة، هكذا تسقط الأمسية المستحيلة تباعا، أبحث في الفراغ عن شق  يبتلعني ،لماذا أتيتَ الآن ..!،دعوتك  هي أن آتي  أنا اليك  فيمكنني الفرار منك  وليس أن تأتي هكذا بغتة  تحاصر لزوجة سنتيمتراتي ،فأين لي المفر منك ..! الخزي والاحباط والعري كللوا  الرأس بالتهدل، ليتك تنصرف بعيدا  كي أختبئ في الجدر كلها وأنتحب كما يجب أن تكون الخسارة ، فيما راح بلطف يرفع وجهي المبلل برطوبة الملح ، يمسح كتل الانكسار العالق بتفاصيلي الجعدة ،هامسا :  أحبك ،إلي مقعد خشبي  جذبني ،أجلسني ، قبالتي انحنى جدا وعن تورم قدميّ كشف عن تعب المشاوير.. يبادر ويغسلهما، يزيل وجع الالتواء ،

وعن مخاوف السؤال يهدئ من روعهما ، يا سيد .. لا محال، مهما بلغ منا الخجل والرفض فمرهون التجديد  يكون بوجوب اتضاعك وطاعتنا ، أنا فتاة المدينة الهاربة  لطالما بحثتك في كل الآبار المتهدمة وفي زمني تمر بي تغسلني وبالمجد أمام الحشد تكللني.
ولم تنته مبادرات الحب بعد .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :