الأقباط متحدون - عدالة إيه يا مرسى؟!
أخر تحديث ٠٦:٥٥ | الجمعة ٢٦ ابريل ٢٠١٣ | ١٨ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٠٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

عدالة إيه يا مرسى؟!

يذكرنى قرار مرسى والتنظيم السرى للإخوان بتشكيل ما أسموه بـ"المجلس الوطنى للعدالة والمساواة" بأمرين، الأول نكتة تتحدث عن رجل ذهب ليشترى "فراخ"، فأشاروا عليه بمبنى مهيب وضخم متعدد الطوابق، فسألوه فى الطابق الأول هل تريدها "بيضاء" أم "بلدى"؟ وعندما قال "بلدى" قالوا له ليس عندنا، فى الطابق الثانى، وعندما وصل سألوه هل تريد الريش "أبيض" أم "أسود" أم "متنوع"؟ وعندما أجاب قالوا له لا يوجد هنا، فى الطابق الثالث.. وهكذا حتى وصل الطابق الثانى عشر وهنا قالوا له لا يوجد عندنا فراخ بيضاء أو بلدى أو من أى نوع، لكن ما رأيك فى النظام؟!
 
النكتة المصرية مغزاها واضح، لكن حتى النظام الذى تتباهى به النكتة غير موجود لدى مرسى ومن يعملون معه.
الأمر الثانى الذى يذكرنى به مجلس مرسى الجديد، هو أن التمييز بين المصريين على أساس دينى وعرقى وسياسى موجود منذ عقود طويلة، فعلى سبيل المثال المسيحيون محرومون من الترقى إلى مناصب محددة ومحرومون من العمل فى جهاز المخابرات على سبيل المثال.
 
ناهيك عن كل أشكال التمييز الموجودة فى التعليم والتعاملات مع أجهزة الدولة، ليس فقط ضد المسيحيين لكن ضد باقى الأقليات المصرية، وعندما تولى التنظيم السرى للإخوان عمق هذا التمييز وأكسبه طابعا دمويا، فعن أى مساواة وعدالة يتحدث فى ظل ما يلى على سبيل المثال:
• دستور طائفى يكرس لدولة دينية تفرق بين المواطنين المصريين، بل وتفرق بين المسلمين أنفسهم، وفى النهاية تخلق فئة مميزة هى أصحاب مشروع الدولة الدينية، وتضطهد وتحرم باقى المصريين، بمن فيهم المسلمون من حقوقهم فى بلدهم.
 
• خطاب التنظيم السرى الدولى المعلن الذى ينتمى إليه مرسى يحرم المسيحيين على سبيل المثال من حقهم فى الترشح لمناصب الدولة بما فيها رئاسة الجمهورية.
• ألم يسمع مرسى عن الاعتداءات البشعة على الكنائس واختطاف فتيات مسيحيات؟ أضف إلى ذلك تورطك يا مرسى الشخصى فى الاعتداء على الكاتدرائية، فالصور التى رأتها الدنيا كلها تؤكد أن وزير الداخلية الذى اخترته صمت أو أمر الشرطة بأن تضرب فى الرمز المسيحى، وحمت البلطجية ولأنك مؤمن بالتمييز الدينى لم تفعل شيئا.
 
• أنت نفسك يا مرسى خطابك دينى يفرق بين المصريين، وكذلك التنظيم الذى تنتمى إليه، بل أنت تضطهد وتصمت على قتل وسحل مخالفيك، ولو أردت فعلا مجلسا للعدالة، فالأولى أن يتم تقديمك للمحاكمة مثل مبارك بذات التهمة وهى قتل المتظاهرين "فليس على رأسك ريشة".
• إذا كنت تفعل أو تصمت على الجرائم ضد المسيحيين وضد مخالفيك من المسلمين، فمن المؤكد أنك ستفعل أكثر مع باقى المصريين، من شيعة وبهائيين وملحدين وعقائد وأديان أخرى كثيرة.
 
هذا قليل من كثير، والحقيقة يا مرسى أن مصر لن ترى عدلا أو مساواة إلا بعد رحيلك أنت والتنظيم السرى الدولى الذى تنتمى إليه .. وإلى الأبد.

نقلا عن جريدة الاستقلال

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع