الأقباط متحدون - الزعامة ....... والرخامه
أخر تحديث ٠٢:٤٦ | الجمعة ٢٦ ابريل ٢٠١٣ | ١٨ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٠٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الزعامة ....... والرخامه

بقلم : حنا حنا المحامي
فغرت فاى, واتسعت حدقتى عيناى, واستلهمت الصبر حين سمعت الرئيس المفدى محمد  مرسى عيسى العياط يتكلم عن الاقباط أحباءه لدرجة أن من يمس قبطى يكون قد مسه شخصيا..

يا لها من شهامه تصل إلى حد البلاهه.  ياله من بيان أفضل منه الصمت والسكوت.  يا له من صدق مع نفسه التى لا تعرف إلا الكذب ذلك ان الصدق لديه رذيله والكذب فضيله وذكاء بل وعبقريه يل وزعامه.  ولكن هل كان لرئيس الجمهوريه المفدى أن يلجأ إلى هذا البيان الساذج؟

لقد أعلن الرئيس المفدى أنه يعتنق الاسلام ولا شئ سواه.  فكيف يصرح بعد ذلك أنه يتعاطف مع الاقباط وهم غير مسلمين؟  كيف يمكن لهؤلاء الكفارأن يطالبوا بالعداله بينهم وبين المؤمنين الذين يجاهدون فى سبيل الله؟  الحياة الدنيا مال وبنون, فلابد من أن يكون المال سندا للرئاسه والزعامه ولذلك يتعين على الرئيس ان يكون هدفه الاسمى هو المال والسلطان وطبعا ليس فى حاجة إلى بنين.

إن هذا الهدف وحده يدخله الجنه.  ألم يقل رسول الاسلام إن "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"؟  لا شك أنه كرجل يصلى كل فرض ولا يفوته أى فرض من الفروض على مدى سبعة أيام فى الاسبوع يرعى كلام رسول الاسلام خاصة فيما يتعلق بزينة الحياة الدنيا...... فقط.

ولعل الرئيس المفدى له بعض العذر إن لم يكن كل العذر.  ذلك أن من يمس قبطى يكون قد مسه شخصيا.  وهو كما تعلمون شخص واحد فقط.  فمن يمس ألاف الاقباط فهو يستاء من أجل واحد فقط "يادوب على القد" لان الاساءه لو أصابت العديد من الاقباط فلن يكون له حول ولا قوه.  هل تعتقدون أنه يمكن أن يقطع إربا؟  بالطبع لا.  ولكن هل هناك من يفهم أو يقدر أنه لا يقدر على القدره إلا الله؟

لقد أعلن مأمور الخصوص للاقباط أنهم سيروا أياما سوداء أكثر سوادا مما سبق.  ولكن للاسف لم يعلن أنه لم يختص واحدا بعينه وإلا كان قد تصدى له السيد رئيس الجمهوريه التليد.   مرة أخرى لان الاساءه تكون قد أصابته شخصيا.  ولكن المأمور عمم القول على آلاف الاقباط.  وأمام هذا التعتميم لا يمكن أن يكون الرئيس له حيله.  مرة أخرى "هو حيقطع نفسه"؟  ولكن ثقوا أن المأمور لو كان قد اختص واحدا فقط لما تردد الرئيس فى محاسبته وربما عزله.  ذلك أنه لو كان فعل ما فعل ضد قتطى واحد فقط لما تردد الرئيس فى أن يتصدى له.  فى هذه الحاله يكون الرئيس هو نفسه المعتدى عليه.  هل فهمتم ذكاء المأمور؟ إنه يضع الرئيس فى حيص بيص.  ومن ثم لا يسع الرئيس إلا أن يسكت.

حضرات الساده القراء ... يبدو أننا فى عصر ما قبل التاريخ.  إن الرئيس يتصرف بسذاجه تجعلنا نعود القهقرى أربعة عشر قرنا من الزمان.  إن الحاكم وأتباعه هم أصحاب السلطه العليا فى البلاد.  وهم يتصرفون كما يحلو لهم أو بما يمليه عليهم قواعد ما قبل القانون.  لا شك أن الاقباط ليسوا من عشيرة الرئيس ويقال إنه لا يشرف الاقباط أن تكون مثل هذه العقليه لها صفة الزعامه أو الكياسه أو القياده.

الحقيقه المره أن هذا الرئيس المدعو محمد مرسى عيسى العياط قد فشل فشلا ذريعا فى أن يكون رئيسا لاعرق دوله فى التاريخ.  إنه لا يزال يعتقد أنه يمكن أن يفرض على الاقباط الجزيه ولكنه يأخذ الامر الهوينا حتى لا يثير الرأى العام العالمى. 

ولكن يمكننا أن نقول إن توجهات العياط معروفه بوصفه "ميس" وضعه الاخوان المسلمون.  وهذه العقليه الباليه لا تدرك ولن تدرك أن إثارة الفتن والمنازعات ليس من شأنها إلا ان تؤدى بالبلاد إلى الحضيض.  وهذه الحقيقه لا تغيب بالطبع عن العياط رغم أنه ضحل المعلومات والعلم.  وهذا يقطع بأن مصر لا تعنيه بالقليل أو الكثير وكل ما يعنيه هو المال والسلطان وزينة الحياة الدنيا.

إن العياط الذى كلف الاخوان ستمائة مليون جنيه حتى يكون رئيسا لجمهورية مصر العربيه سواء بالانتخاب أو بالزيت والسكر أو بطباعة الاصوات وبطاقات الانتخاب لا يمكن أن يرعى مصلحة مصر.  إن المصلحه العليا تكمن فى شق الصف وتطفيش رجال الاعمال حتى يحصل الاخوان على تلك المشروعات بتراب الفلوس.

وهذه الحقيقه تقودنا إلى حقيقة أخرى مريره وهى أن رئيس أية دوله مسئول مسئوليه كامله عن رفاهية شعبها وازدهار تلك الدوله وهذا لا يتأتى إلا بالسلام الاجتماعى والعداله الاجتماعيه.  ولكن أى سلام وأى عداله؟  إن الاعتداء على الاقباط أصبح منهجا مبرمجا يسير بلا انقطاع.  وهذا لا يكلف الرئيس المفدى سوى الصمت أو على أكثر الكثير كلمة أن من يعتدى على الأقباط يكون قد اعتدى علىّ.  يكلمة فى الهواء يعقبها عمل شرير لا يقصد به إلا الاعتداء على مجموعه من الابرياء الدين لا يعتنقون إلا السلم والسلام والمحبه.

فى الملاكمه أو المصارعه أو أى نوع من أنواع الرياضه الجسميه يتعين أن يكون الانداء من نفس الوزن حتى تكون المعركه أو الصراع متكافئا.  ومن هنا كانت الرياضه نموذجا من النماذج الاخلاقيه الرفيعه.  أما فى أمر العياط فالتكافؤ غير قائم فمجموعة الاقباط يشكلون بأكثر الكثير عشرين فى المائه.  وهم ليسوا قله عدديه فقط ولكن قله ونسبه ضئيله جدا من السلطان.  فالتكافؤ غير قائم بأى صوره من الصور.  ولكن العياط أو من سبقه أو من يخلفه يرون أن فى الاعتداء على الاقليه العزلاء متعه ما بعدها متعه حتى لو اضر ذلك بمصلحة البلاد والعباد.  ألا يكون ذلك نموذجا حيا من الخيانه العظمى التى تهدف إلى إضعاف الدوله وهدم قواها الاقتصاديه والاجتماعيه فضلا عن الاساءه إلى سمعتها الدوليه وتطفيش أى مشروع يهدف إلى إنقاد مصر؟

ولكن سواء كان الامر خيانه عظمى أو غير عظمى فمن هو الحاكم الذى بيده السلطه والسلطان ومقاليد الامور؟  وإذا كان الحاكم هو مرتكب الخيانه العظمى فإن الشعب لابد من أن يحاكمه.  وهو ما سوف يقوم به الشعب عاجلا أو آجلا.  والعجيب سواء هو أو الاخوان لا يتخذون من الماضى القريب عظه حتى يتمادوا فى  الغى والفساد والبهتان  والكذب والنهب والسلب.  لا شك أن العياط قد فشل فشلا ذريعا فى رئاسة البلاد.  ولذلك لا شك أيضا أن الاخوان سوف يطيحوا به, ليس فقط لفشله, بل إيضا لأن طبيعة الاخوان الغدر.  حينئذ ماذا سوف يكون مصير قادة الاخوان؟  لا شك أنها ستكون ليست سيئه فحسب, بل سوداء قاتمه لن تعبر إلا عن خلقهم وحقدهم على كل شى وحشعهم المادى تحت ستار الدين.

ومن أطرف الطرائف المضحكه المبكيه أن أعوان الرئيس المفدى يعلنون بكل الاساليب المجرده من الاخلاق أن الاقباط يخفون أسلحه فى الكنائس.  وهذا الاصرار يعنى حقيقة واحده أن المسلمين يخفون تلك الاسلحه فى الجوامع.  وهذا أمر إذا كان الاسلام يقره فإن المسيحيه لا ولن تقبل مثل هذه الافعال.  ومن الغريب أن من يدعون هذا الادعاء وذلك الخطل يؤكدون أن المسيحيين أقروا بوجود أسلحه فى الكنائس.  وبذلك أثبتوا عن يقين أن الناس على دين ملوكهم فقد أصبح من الجلى أن الكذب هو زينة الحياة الدنيا بتفوق.

استمرأ الساده المشرفون على أعمال العنف والتعدى والقتل ضد الاقباط حدوتة جلسات الصلح, ولكن لكل صبر حدود كما أن لكل عدوان نهايه ونتيجه.  فقط يئس الاقباط وعلى رأسهم قداسة البابا تاوضروس الثانى من قصة الجلسات العرفيه وأصبح من الموجب الذى لا مناص منه هو العمل الجدى وتطبيق القانون وفرض العقوبات التى يحددها القانون.  ليس هناك مجال للخيانه.  وبذلك أصبح جليا أنه لا بد من وضع حد لتلك المهازل التى يباركها الحاكم المتعصب أيا كان.

الحقيقه المره أن مصلحة مصر التى تتجلى فى تماسكها أصبحت آخر اهتمامات الحاكم أو الحكام وهم بذلك يضعفون مفاصل الدوله.  فما معنى هذا؟  ببساطه إنهم ليسوا مصريين أصلاء ذلك أن مصلحة الوطن هى آخر اهتماماتهم.  فمصر منكوبه بسلسله من الخونه الذين أودوا بمصر إلى الحضيض.

إن مصر مبتلاه بحكامها فهم لا يعبأون بأى مصلحه أو ازدهار للوطن.  حين قامت الثوره المباركه سنة 1952 كان الجنيه المصرى يشترى خمس دولارات.  وكان رأس مال مصر هو القطن المصرى والقمح فقد كان أفضل قطن فى العالم إذ كان الوحيد طويل التيله.  ولما قامت الثوره لم تعبأ بالزراعه بل أضعفوا الثوره الزراعيه بحدودة الاصلاح الزراعى الذى فتت الملكيات.  وأضعف إلى الحضيض الانتاج الزراعى.  ومن ثم القطن الطويل التيله أصبح فى حكم المنتهى.  ولو كان هناك بحث علمى لمصلحة الفلاح لكان قد سن قانون لفرض أجور تكفل للفلاح الحياه الكريمه برفع أجره وتوفير حياه كريمه له. ومن ثم كان يمكن أن يرتقى الانتاج الزراعى بمزايا الانتاج الضخم
   (mass production)
ولكن ما لبث الانتاج الصغير أن أثر تأثيرا سلبيا على الانتاج الزراعى ككل  ومن ثم ما لبث الانتاج الزراعى أن تهاوى.

ولكن إحقاقا للحق فقد كاد يقضى عبد الناصر على التفرقه العنصريه ومن ثم لم يصل الانهيار الاقتصادى إلى ما وصل إليه الآن.

بالتزامن مع انهيار الزراعه كان هناك زعم فى العمل على زيادة الانتاج الصناعى.  على ذلك أنشئت المصانع الاشتراكيه دون خبره أو دراسه أو درايه فحققت خسائر فادحه وظل اقتصاد مصر فى الانهيار.

عقب ذلك اعتلى العرش الرئيس السادات وما لبث أن كشر عن أنيابه ضد البابا والاقباط وفجر من جنباته ما كان يخفيه من تعصب.  إلى أن أودع الاخوان روحه للعنايه الالهيه.  ولكن سامحة الله ترك تركة مثقله بالتعصب وشق الصف صد الاقباط.

لم يكن بعد السادات سوى مبارك الذى ورث الرئاسه بالانتخاب الذى تجاوز 95 فى المائه طبعا.  وبدأت الاحداث والمجازر والتهجير اللاإنسانى والقتل الجماعى ضد الاقباط والتى تنتهى جميعا بجلسات الصلح المهينه المعروفه.  كما أن نهايته كانت أيضا معروفه, بل طبيعيه.
وجد الاخوان أن الفرصه سانحه للقفز على السلطه فتربصوا بمصر الدوائر وتخلوا عن مبادئهم وشعاراتهم فركعوا تحت أقدام أمريكا وسجدوا أمام إسرائيل عدوهم الاول ونفذوا أو على الاقل وعدوهم بتنفيذ كل طلباتهم.  ولكن ..... وآه من لكن هذه.  إن الاقباط يقعون فى قائمة الاعداء وهم قله ومسالمون ولا يحملون أسلحه وليس لديهم مليشيات.  إذن هذه فرصه جميله لنجعل لنا سمعه بأننا لسنا مسالمين أو خانعين ضعاف بل إننا لن نتخلى عن مبدأ إظهار القوه والعضلات إن هدفنا ليس الماده بل نصرة الدين.  لذلك ليس أسهل من تكشير الانياب على الاقباط القله حتى يعرف العالم قوة الحكم وقوة الاخوان وأن الاخوان لن تقلم أظافرهم بل هم مؤمنون يرفعون راية الاسلام, وليس أقل من أن يجعلوا من الاقباط وقودا ونارا يراها العالم وتدفئ المسلمين الذين ينادون بدين الحق.   وبذلك يعرف العالم أن الاخوان قوه لا يستهاب بها.  نعم إنها قوه على الاقليه المسالمه, ولكنها قوه والسلام.

ويلاحظ على الاخوان فى تصرفلتهم ضد الاقباط أنهم  ينتقون المبادئ التى تناسب نفوسهم وأهواءهم وامراضهم فهم مثلا على سبيل المثال لا الحصر يغضون الطرف على قول رسول الاسلام "لكم دينكم ولى دين".  ويتغاضون عن وصية القرآن بالمسيحيين بأنهم لا يستكبرون.  وهذه الاقوال والوصايا التى تتعارض تعارضا صارخا بل وشائنا مع تصرفات وسلوكيات الاخوان المسلمين المصريين لها مقال آخر.

المهم أننا تعلمنا منذ الصغر أنه من النذاله أن يستعرض الرجل القوى عضلاته ضد رجل آخر أضعف منه بل إن الشخص القوى الذى يستعرض عضلاته على من هو أقل منه قوه يطلق عليه "جبان" ذلك أن الشخص الشجاع هو من ينازل من كافأه قوة ووزنا.  وهذا ما يفعله الاخوان ومن سبقوه.  فهم يستعرضون قوتهم على أشخاص مسالمه تطبق دينها فى احترام المواطن والحاكم.  ولكن عوامل الخسه والنذاله تقابل هذه الاخلاقيات على أنها فرصه لاظهار العضلات والقوه والبطش.  وكما سبق القول مثل هذه القوه أمام إسرائيل وأمام أى دوله أخرى قويه تتلاشى هذه العضلات وتلك القوه.  نعم .... يا لها من نذاله.

وعلى العكس فإن الشخص القوى الذى يعتدى عليه ممن هو أقل منه قوه وعتادا ثم يقابل هذا الاعتداء بااتسامح وضبط النفس, فإن مثل هذا الشخص يطلق عليه وصف النبل والشهامه.

أمام تلك المبادى الاخلاقيه المتعارف عليها فإننا إذا حاولنا وصف الاخوان المسلمين وأخلاقياتهم فهل يمكن أن ندعى أنها شهامه أم فى الحقيقه لها وصف آخر؟

حضرات الساده القراء:  إنه لمن أبشع الامور أن يتخذ الانسان من الدين ستارا للجشع المادى  واعتداء الانسان على أخيه الانسان وتنفيث الاحقاد المدمره فى صورة شائنه وغيرها من الامور الدنيويه والتى لا توصف إلا بالتدنى والنهم الذى لا يشبع وهى جميعا سلوكيات تتم تحت ستار الدين.  يا للعار !!!!!!!!!!.

وثقوا أيها الاخوان المسلمون أنكم ستحصدون قريبا وقريبا جدا ما تزرعون. وثقوا أن الله لا يكره مثل ما يكره هؤلاء الذين يتخذون من الدين الالهى ستارا لمطالبهم الدنيويه.

كما أؤكد لكم أن الزعامه التى تسعون إليها لن تحصلوا عليها بكل هذه الرخامه.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter