بقلم: عماد توماس
الأنباء الواردة من مدينة الواسطى بمحافظة بنى سويف، لا تبشر عدو او حبيب..حالة من القلق والخوف تنتاب اقباط المدينة على خلفية اختفاء فتاة مسلمة تدعى (رانا .ح )-23 عامًا، تواردت انباء عن زواجها من شاب مسيحى وسفرهما الى تركيا وأنباء اخرى عن زواجها من شاب مسلم وسفرهما لنفس الدولة..وتسريب خطابات منسوبة للفتاة الى اسرتها تفيد زواجها من مسلم وسفرها خارج البلاد وتؤكد على انها تزوجت وتركت المنزل لاسباب يعرفها والدها ولم تفصح عنها!!
والد وأقارب الفتاة وبعض تجار الدين من المنتفعين وبعض السياسيين يؤججون المشاعر فى اجل فرض حالة من الفوضى وتهديد بحرق الكنائس ومنازل الاقباط بعد صلاة الجمعة وبلطجية ينتظرون الفوضى للنهب والسرقة..العقلاء أصواتهم منخفضة لا يحلون ولا يربطون..يحاولون بقدر امكانياتهم البسيطة وسط مجتمع متعصب ومتطرف يظهر معدنه فى وقت الشدائد والازمات ولما لا والثورة قد اظهرت أسوأ ما فى المصريين وكشفت عن الوجه القبيح لكثيرين
القضية تحولت الى قضية دينية رغم كونها قضية عاطفية وعلاقة بين شاب وفتاة..فلو تاكد ان الفتاة هربت مع شاب مسلم ما كان الامر قد وصل لذلك..ويتوارد الى الذهن العديد من الأسئلة المحيرة والحائرة التى تبحث عن اجابات تقنع العقل وتشفى الغليل:
اولا : هناك المئات من الفتيات المسيحيات اختفن سواء نتيجة علاقات عاطفية مع مسلمين او اكراه متعمد او خطف لهن اذا كن من القاطرات..ولم نسمع أن أسرهم قاموا بتهديد بحرق المساجد او الاعتداء على منازل المسلمين مثلما تأتينا الأنباء من الواسطى من التهديد والوعيد وغلق محلات الاقباط بالقوة وتهديد القتيات المسيحيات من السير فى الشوارع؟
ثانيا: موقف الشرطة قل عنه ما تشاء : متخازل أو متواطئ..فليس مقبولا ان تقوم الشرطة بالقبض على والد وشقيق الشاب المسيحى المتهم ؟ فأى ذنب لهم فعلوه حتى لو كان الشاب المسيحى تزوج من الفتاة المسلمة وسافر خارج البلاد؟ فمن المبادئ القانونية الثابتة أن يحاكم المتهم لفعل محدد آتاه ، فلا يحاكم الشخص من أجل ذنب ارتكبه غيره ولو تصورنا غير ذلك لاتسعت دائرة الاتهام بلا ضوابط. ولماذا لا يتكرر الامر فى حالة غياب فتاة مسيحية مع مسلم؟ هل تتذكرون فتاة مرسى مطروح المسيحية القاصر التى تزوجت من مسلم رغم عدم أهليتها؟
ثالثا: الذين يتحدثون عن السماحة ويقولون على النصارى " لهم ما لنا وعليهم ما علينا" نقول لهم ما اجمل هذا الكلام ولكن "هاتوا برهانكم" فمن حق المسلم ان يتزوج مسيحية فلماذا لا يحق للمسيحى ان يتزوج مسلمة اذا كان " لهم ما لنا وعليهم ما علينا" !!
رابعا: ظاهرة العقاب الجماعى للمسيحيين أصبحت مشاعة بعد كل جريمة دينية ففى العامرية ودهشور وغيرها تم تهجير الاسر القبطية بسبب خطأ فردى من احد المسيحيين ويتكرر الامر مع كل جريمة دينية بسبب غياب تنفيذ سلطة القانون وتواطئ الشرطة او عدم مقدرتها على تعقب الجناة الحقيقيين!!
خامسًا: هل الالهاء السياسى والانهيار الاقتصادي فى البلاد وراء تصعيد مشكلة فردية وتحويلها الى مشكلة دينية؟
أخيرا: التشخيص الصحيح للمرض اول طريق للعلاج..وما دمنا نستخدم المسكنات فى العلاج فلن تُحل مشاكلنا... الخطاب الدينى المتطرف والاعلام المؤجج للفتن ومناهج التعليم التى ترفض الاخر والفقر المدقع الذى يعيش فيه معظم المصريين ليسوا هم أساس المشكلة بل هى نتائج للمنبع الفاسد الذى ينتج منه كل ما سبق...اغلقوا اولا منابع التعصب ثم بعد ذلك جففوا المياة المتسربه !!
اللهم انى بلغت اللهم فاشهد