بقلم شريف منصور
الخروف بطبعه و حجمه غالبا ما يكون غير عدواني. ولكن الخروف الذي نحن بصدد الكلام عنه خروف من نوع غريب. خروف متقمص شخصية أسد يتوهم ان كل من لبس اللبدة فهو أسد. لم يري الفارق بين لبده الخروف ولبدة الأسد لان الخروف غالبا لا يعرف شيء بعد اللحظة التي يقترب فيها من الأسد.
قصة اليوم هي خروف من قطيع المتأسلمين راح ينطح جمل. و لان الجمل صبور لدرجة ان الناس يستخدموا تشبيه صبر الإنسان بصبر الجمل عندما يتحمل غباوة الآخرين. و لا ننسي أن الجمل ذاكرته قوية جدا فهو يتحلى بصفه الصبر وهي في الواقع نوع من قوة الذاكرة بالدرجة الأولي. الجمل يخزن في ذاكرته الإساءة ولا يردها فورا ولكن في اللحظة المناسبة يتحين الفرصة لكي ينتقم ممن أذوه.
اعتقد أن هذا كان هو مقصد الأخ هشام عندما قال لي ضاحكا من فضلك تكتب عن لماذا "نطح الخروف الجمل".
الدول العربية أشبه بالخروف و العالم الغربي أشبه بالجمل. ينطح صغار العرب جمل الغرب في أوقات عجيبة يحاولون أن يجرحوا الجمل بنطح غبي.
قتل 3 في بوسطن و محاولة قلب قطار سريع في كندا ما هو الا نطح خروف في إصبع الجمل او لنقل في طرف ظفر الجمل. قد يؤلمه ولكن بالتأكيد لن يقتله . فاين سيهرب الخروف من الجمل عندما يطيح به و يضرب معه قطيع الخرفان . الجمل يحمل عليق الخروف و ياتي له به فان قتل الخروف الجمل و هذا احتمال بعيد فحتما سيموت الخروف لأنه قتل من يأتي له بالعليق.
جمال الغرب تستهلك البترول و تدفع الثمن و تنتج الدواء و التكنولوجيات و الأكل و تعلم العرب و تخترع لهم اختراعات تساعدهم علي الحياة في زمهرير الصحراء و في جهنم الخليج في النهار.
لماذا تساعد أمريكا الإرهاب في الدول العربية و الإسلامية و تحاربه في الغرب؟ رأينا الإدارة الأمريكية تعترف بالإرهابيين في مصر و تساعد الإرهاب في سوريا . أعطوا القاعدة السلاح في أفغانستان و عادوا ليضربوهم ؟ دربوهم علي الفتك بالقوات الروسية احد القوي العظمي في ذاك الوقت. وعادوا يحاربونهم ! علامات استعجاب و استفهام كبيرة لا اعرف هل نستعجب او نتسال عنها و منها أو نقول أننا محدودي الفهم أمام ذكاء الإدارة الأمريكية العبقرية او لنقل الإدارات الأمريكية علي مدار الخمس عقود الماضية.
تفجيرات بوسطن تضع تحركات الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط و شرق أسيا محل تساؤل عظيم .
هل نصدق أن الإدارة الأمريكية اندهشت من تفجيرات بوسطن ؟ و هل نصدق أن هذه الحادثة حدثت بالفعل من شخص أشارت إليه المخابرات الروسية للمخابرات الأمريكية و تم استجوابه و أطلقوه دون أي رقابة او متابعه علي حد قولهم ، لأنهم لم يجدوا ما يثبت تورطه في أي عمل إرهابي؟ و كما يقول بعض المحللين السياسيين في شبكات التلفزيون الأمريكية ان الاستجواب الذي قامت به الأجهزة الأمنية لمن خطط وقام بعملية بوسطن هي التي حولته من شخص عادي إلي عدو لأمريكا؟
هل امريكا تملك فعلا وسيلة للتحكم في الارهاب ؟ و هل امريكا تعمل علي دعم الإرهاب في العالم العربي و الإسلامي ؟ وكيف تضمن أن الإرهاب لن يطولها الا اذا كانت متاكده من تحكمها في رؤوس الإرهاب في العالم.
و ان كانت الأخبار تؤكد ان مفجري المارثون في بوسطن يعملون من أنفسهم ولا علاقة لهم باي خلية إرهابية عالمية !! فهذا يؤكد لنا أن هذا عمل فردي خارج عن يد الإرهاب العالمي التي تدعمه الإدارة الأمريكية.
اللي اعرفه و أصبح و أضح جدا أن الإدارة الأمريكية تدعم جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية بمقابل. فما هو يا تري هذا المقابل ؟ و هل هذا المقابل له نسبة و احتمال فشل ستصيب عدد قليل من الضحايا في أمريكا متفق عليه او محسوب و مقبول في نظير شيء اخر لا نعرفه ؟
التاريخ لا يكذب ابدا فالاخوان المسلمين تحالفوا مع الانجليز و انقلبوا عليهم و تحالفوا مع سرايا الملك و انقلبوا عليه و تحالفوا مع الضباط الاحرار و انقلبوا عليهم تحالفوا مع السادات و قتلوه تحالفوا مع مبارك و انقلبوا عليه ... و تحالفوا مع أمريكا و .........
كنت اظن أن الشعوب العربية و الإسلامية هي مخدوعه في حكامها فقط ولكن اعتقد ان الخداع محدود بذكاء الحكام العرب و حكام الشعوب الإسلامية . لذلك الشعب الامريكي الذكي يستلزم خداعة حكام أكثر براعة و ذكاء و كل برغوث علي قدر دمائه.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع