الأقباط متحدون - مرسي وتحرير سيناء
أخر تحديث ٠٧:٠٠ | الخميس ٢٥ ابريل ٢٠١٣ | ١٧ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٠٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مرسي وتحرير سيناء

بقلم: مينا ملاك عازر

كل سنة وحضرتك طيب عزيزي القارئ بمناسبة مرور 31 عاماً على تحرير سيناء، تلك الأرض العزيزة على قلوبنا والتي سُفِك لأجل الحفاظ عليها واستعادتها الدماء الغزيرة. وهي الارض التي تلعب الآن دوراً فعالاً في وصول جماعة الإخوان المسلمين لقمة السلطة التنفيذية بمصر بل وتلعب لإبقائهم، فما من فصيل سيقبل بيعها وتقديمها للحمساويين إلا هم لينفذوا ما تريده أمريكا وإسرائيل بتقديم سيناء للفلسطينيين الحمساويين، وهذه هي الأزمة أن ما حرره السادات ومن بعده المخلوع يبيعه ويتاجر فيه المرشد والشاطر وعزت.
 
وحضرتك أكيد تعرف أن الجماعة التي لاتعرف ولا تعترف بالحدود بين الأوطان تحكم بلد يحترم أهله كل حبة رمل من أرضه، ويعتبرون أن من يفرط في أرضه كمن فرط في عرضه، ولذا أنا أشعر بالمأساة حين أرى مرسي يوزع اراضي مصر بين حماس والسودان ما داموا تابعين للجماعة، ويظن أنه بذلك سيصل بجماعته لأستاذية العالم، يحرر الجيش والشعب سيناء ويبيعها عزت وأتباعه وهذه هي المفارقة أن يقوم الشعب بثورة ينشد فيها الكرامة الإنسانية والحرية فينحني ويذله حكامه أمام العالم وهو يراه مفرطاً في أرضه، تتحرر البلاد بدماء الشهداء ويبيعها الإخوان للأهل والعشيرة.
 
هل يعرف الإخوان قدر وقيمة الدماء التي سفكت لتحرير سيناء حتى يتاجروا بها، هل يقدر الإخوان قيمة دم بخلاف دمائهم؟ هل يفهم الإخوان ما تعنيه سيناء؟ أم هي مجرد أرض للبيع والشراء مثلها في ذلك مثل أي أرض وسلعة يتاجرون بها كما يتاجرون في أوجاع وأحزان أهالي الشهداء "القصاص القصاص" –ما تسمع يا مرسي-.
 
عزيزي القارئ، بين تحرير سيناء وتخريب سيناء، عاشت مصر فترة من الإهمال لسيناء كان نتاجها الطبيعي أنها صارت مرتع للأجنحة العسكرية للإخوان والمناوئة للإخوان أي الأجنحة التي تحمل أفكاراً أكثر تشدد وتطر فاً من الإخوان، العيب ليس في الملاحق الأمينة في معاهدة السلام لأن لاملحقاً أمنياً ولا بنداً بالمعاهدة يمنعك من تعمير سيناء، المشكلة الحقيقية في من يريد أن يأخذ من سيناء كل شيء ولا يريد أن يقدم لها أي شيء، فتركوها فريسة في أيدي دمويين.
ما دمت جئت بسيرة المعاهدة، ألفت انتباه حضرتك، أن هاني صلاح الدين ببرنامج ساعة مصرية طالب الرئيس بمراجعة معاهدة السلام وملاحقها الأمنية، فيما أعتبره إشارة وبداية للتفريط في سيناء.
 
فأنا لا أخذ أي تصريح إخواني بحسن نية، فهي بداية خطة الإخوان، في نقل سيناء للإدارة الحمساوية بدليل أن مرسي لم يحرك ساكناً أمام التأشيرات التي تكتبها إسرائيل على جوازات السفر الفلسطينية بألموافقة على دخولهم غزة وسيناء، مما يعني لي أنهم لا كرامة لهم ولا احترام لأرضهم ولحدود وطنهم، اشتروا الثورة من المجلس العسكري السابق، وها هم يبيعون في الوطن ليشتروا كرسي السلطة، فهل يقبل الجيش والشعب ببيع سيناء بعد تحريرها؟ هل من المعقول أن يعتبر الإخوان السادات خائناً وهو الذي شرع في تحرير سيناء-وهو الذى فقد أخوه الطيار عاطف السادات- وكاد يتم تحريرها، ويعتبرون مبارك خائناً وهو الذي أتم تحرير سيناء، فإن كان ذلك كذلك، فبماذا يعتبرون أنفسهم؟
 
أنا شخصياً أعتبر مبارك خائباً وليس خائناً لأنه لم يعمر سيناء ولم يستثمر بها عن حق، أما من يبيعها فهم الخونة، مبارك يا سادة أتم تحريرها في مثل هذا اليوم من 31 عاماً، واستمر في مقاضاة إسرائيل لسبع سنوات أمام المحاكم الدولية لاسترداد حواليس كيلو متر مربع، أما أنتم تبيعونها بالمتر المربع لزبانيتكم ولإخوانكم من بائعي الأوطان والأرض للمحتل.
المختصر المفيد يسقط يسقط كل خائن أو عميل.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter