الأقباط متحدون - من المكتبة الإسلامية ‏:‏ العالم الإسلامي ‏..‏ وتحديات القرن الجديد
أخر تحديث ١٢:٠٢ | الاربعاء ٢٤ ابريل ٢٠١٣ | ١٦ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٠٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

من المكتبة الإسلامية ‏:‏ العالم الإسلامي ‏..‏ وتحديات القرن الجديد

من المكتبة الإسلامية ‏:‏ العالم الإسلامي ‏..‏ وتحديات القرن الجديد
من المكتبة الإسلامية ‏:‏ العالم الإسلامي ‏..‏ وتحديات القرن الجديد

ربما كان انتشار الفوضي وتسلط الحكم الاستبدادي الذي لا يسمح بتداول السلطة واحترام حقوق الإنسان‏,‏ واحدا من أسباب تعثر العالم الإسلامي‏.‏

ولهذا يجب ألا ننخدع بالتعبير الشائع الربيع العربي حيث إنه تعبير خاطئ وغير صحيح. فما عرفته الدول العربية في العامين الماضيين لم يكن بالربيع المنشود بل هو خريف سقط فيه الطغاة. وسوف تظل الشعوب تجابه صعوبات ومشاق, ولن ينتهي الخريف حتي يعقبه شتاء طويل وقاس وبعدها يأتي الربيع الذي نبحث عنه.


هذه كلمات من مقدمة كتاب جديد يحمل اسم العالم الإسلامي وتحديات القرن الجديدصدر للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د.أكمل الدين إحسان أوغلو وكتب مقدمته الرئيس محمد مرسي.


وهو كتاب تبدو فكرته الأساسية واضحة من السطور الأولي حيث إنه يقدم نفسه كقراءة للواقع الذي يعيشه العالم الاسلامي في الأربعين عاما الأخيرة التي شهدت ميلاد منظمة التعاون الاسلامي عقب حريق المسجد الأقصي الشهير عام1969 وكان وراءه يهودي متعصب من أصل استرالي.


فقبلها بسنوات حاول العالم الإسلامي تحقيق فكرة التضامن والاتحاد في عدة مؤتمرات منها مؤتمر القاهرة عام1926 عندما فكر شيخ الأزهر الشريف في عقد مؤتمر إسلامي دعا لحضوره ممثلين من جميع أنحاء العالم الاسلامي بدعم خاص من الملك فؤاد, ومؤتمر في مكة المكرمة في نفس العام الذي ضم رجال الدبلوماسية و كبار القادة والزعماء الدينيين, وهو ما تزامن مع رؤية المفكر الكبير عبد الرزاق السنهوري في رسالته للدكتوراة تصور إعادة خلافة غير تقليدية بمعني انتخاب الخليفة من جانب ممثلي الشعوب المسلمة عوضا عن فكرة توريث اللقب.


صحيح أنها كانت كلها بدايات إلا ان الفكرة ذاتها سارت في الاتجاه الصحيح لتولد منظمة المؤتمر الاسلامي ويصبح تنكو عبد الرحمن أول أمين عام لها وتظهر ملامحها الأولي في مؤتمر الرباط عام1969 الذي حضرته خمس وعشرين دولة وتبدأ بعدها في التحرك والتعامل مع قضايا فلسطين و أفغانستان و البوسنة و جامو و كشمير و العراق والصومال وهي قضايا سياسية أحتلت الكثير من اهتمامات العالم الاسلامي.


أما قضية الأقليات المسلمة فهي قضية شديدة الحساسية حيث تشير الإحصائيات إلي أن عدد المسلمين في العالم يصل إلي500 مليون مسلم, يعيش ما يمثل ثلث الأمة الإسلامية خارج حدود العالم الإسلامي ويعانون من مشكلات عدة. فعلي سبيل المثال شنت الحكومة البلغارية حملة طمس هوية أبناء الجالية التركية المسلمة حيث أجبرت مليونا ونصف المليون منهم علي تغيير أسمائهم, كما شهدت منطقة جنوب الفلبين صراعات بدأت في القرن الثالث عشر بعد دخول أهالي منداناو و باسيلان و سولو وتاوي و بالوان في الاسلام. وعندما أقدمت أسبانيا علي غزو الفلبين في القرن السادس عشر لم تتمكن من مهادنة المسلمين. وعندما تنازلت اسبانيا للولايات المتحدة عن حكم الفلبين عام1898 بعد هزيمة اسبانيا وما تحقق بعدها من استقلال الفلبين عام1946 كانت منداناو جزءا من هذا الاستقلال الذي انقلب إلي توتر داخلي. ومنذ ذلك الحين تصاعدت حدة التوترات إلي صراع مسلح.


وبالإضافة إلي كل هذا, تعد قضية مسلمي أراكان في ميانمار من أكبر التحديات بعد أن اضطر أكثر من مليوني مسلم إلي الفرار خشية الوقوع ضحية لحملات التطهير العرقي ويواجهون ظلما وتعنتا شديدا من قبل السلطات التي تحرمهم من حقوق المواطنة و حظر حق العودة للوطن.


وعلي الجانب الآخر تبدو قضية الاسلاموفوبيا هي الأخري قضية المسلمين في العالم. فهذا الخوف الشديد من الاسلام والمسلمين إنما يحقق وكما قال كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة نوعا من عدم الاستقرار في العالم. فان تأثير التاريخ وتداعيات التطورات الأخيرة قد جعلت العديد من المسلمين حول العالم اليوم يتعرضون للظلم و يساء فهمهم ويتملكهم القلق من إهدار حقوقهم, بل يخشون حتي الايذاء الجسدي. فالنظر إلي المسلمين نظرة نمطية سلبية جامدة علي أنهم معارضون للغرب علي الرغم من تاريخهم الطويل الذي لم يكن يحفل بالصراعات, بل كان يحفل أيضا بالتعاون والتأثير المتبادل وإثراء العلم والأدب بين الجانبين هو أصل الحكاية. والواقع أنه لم تكن الحضارة الأوروبية لتصل إلي ما وصلت إليه لو لم ينهل العلماء المسيحيون من العلوم والأداب الاسلامية في العصور الوسطي وما بعدها.


والغريب وكما يقول المؤلف ان يوجد مثل هذا التيار المعادي للإسلام علي الرغم من أن الأدلة التاريخية تثبت أن المسلمين لم يعيشوا غرباء في أوروبا, فالمسلمون من سكان أوروبا الأصليين يمثلون حجر الاساس لأوروبا علي المستوي الفكري والثقافي, ويعود تاريخهم إلي القرن الثامن. فالمعروف ان المسلمين قد أثروا الحضارة الغربية من خلال وجودهم في أسبانيا علي مدي ثمانمائة عام, وكانت لهم اسهاماتهم كما كان للمسلمين في جنوب شرق أوروبا وجود مماثل امتد حتي القرن الرابع عشر. وتشير الأبحاث إلي ان العديد من المسلمين في أوروبا مثل الألبان والبوسنيين والبوماك( المسلمين البلغار) والتوربيش( المسلمين السلافيين المقدونيين) ومسلمي الروما( الغجر) هم بالفعل من سكان أوروبا الأصليين.


وبالرجوع إلي أصل الاسلاموفوبيا يتضح وجودها من زمن بعيد يرجع إلي بدايات القرن العشرين حيث تم تصوير الاسلام علي أنه خطر علي المسيحية والقيم الغربية لتصبح المواقف الاستفزازية ضد الاسلام في الغرب متجاوزة كونها مجرد أفكار لتتحول إلي تمييز فعلي وانتهاك كبير لحقوق الانسان.


وهكذا يحاول الصرب طمس هوية المنشآت الإسلامية في البلقان عام1992 وتظهر الرسوم المسيئة وفيلم فتنة عام2006 وغيرها من الكيانات التي تعبر تعبيرا صريحا عن العداء للاسلام والمسلمين. الا أننا لا يمكننا أن نقف مكتوفي الايدي دون خطط للارتقاء العلمي والتكنولوجي ودون خريطة تعاون اقتصادية ودون إصلاح لأوضاع سياسية واجتماعية في العالم الاسلامي وهي الرؤية التي يحملها هذا الكتاب الذي يضم تسعة فصول وأكثر من عشرة ملاحق تتناول أفكارا للاصلاح والتجديد والمراجعة عبر رحلة استمرت ثماني سنوات لأول أمين عام منتخب لمنظمة التعاون الاسلامي( المؤتمر الاسلامي سابقا)وكشهادة واضحة عن العالم الاسلامي ومطالعة لكشف حساب يقدمه الامين العام عن مهمته. وإن لم يكن كشف حساب تقليديا يبرز جهوده ومشروعاته بقدر ما يحمل رؤية للخروج من أكثر من مأزق يعترض اليوم طريق العالم الاسلامي.. فهل نستطيع؟


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.