واصلت الدعوة السلفية وحزب النور، هجومهما ضد تنظيم الإخوان، واتهماه بأنه يدفع ثمن المناصب والكراسى من الشريعة وإعزاز الدين، وأشارا إلى أن «الحرية والعدالة» يتعامل مع الأحزاب الإسلامية بطريقة «السمع والطاعة وإلا فمصيرهم الطرد والتشويه».
وقال الشيخ محمد القاضى، عضو مجلس الشورى العام للدعوة السلفية: «الإخوان تحرص على المناصب والكراسى وتدفع ثمنها من الدين والشريعة ونصرتها، وحزب الحرية والعدالة يتعامل مع الأحزاب الإسلامية كما لو أنها جزء من التنظيم وعليه السمع والطاعة، وإلا فمن يخالفه مصيره الطرد والتشويه والتشهير والعداوة»، مشيراً إلى أن سياسة الإقصاء وعدم المشاركة ومحاولة سن قوانين خاصة بالمساجد من أجل السيطرة على المساجد الكبرى فى المحافظات والتضييق على الدعوة السلفية، أكبر دليل على ذلك.
وأضاف لـ«الوطن»: «الإخوان لا يستمعون أو يعتبرون بالنصائح، ولا يمكن مهما كان التنظيم مملوءاً بالكوادر أن يكون معصوما عن الخطأ»، ووجه حديثه للإخوان متسائلا: «لماذا لا تستجيبون لإخوانكم الذين ينصحونكم بلا ثمن، ويتعاونون معكم من أجل المشروع وليس من أجل الوزارات والمحافظات والمحليات؟ ولماذا دائما نتساهل فى دفع الثمن من الديانة بدلاً من أن يكون الثمن من الدنيا ومناصبها مع حفظ مقام الشريعة، خصوصاً موقفكم من قضية الشيعة وما يتعلق بها من تحالفات واتفاقات داخلية وخارجية فى مصر وسوريا، وموقفكم من الاتفاقات مع الكنيسة والضباط الملتحين؟».
وأوضح «القاضى» أن حديثه لا يقصد به اتهام النوايا، ولكن ضرورة مراعاة الأولويات التى ينبغى أن يتبناها الإخوان، مضيفاً: «إن كانت منافسة، فنريد منهم منافسة شريفة، نعطى فيها صورة للأخلاق الإسلامية، وكيف نتفق وكيف نختلف وفقاً لمبادئنا الإسلامية السامية».
من جانبه، قال شريف طه، عضو الهيئة العليا لحزب النور وأمين الحزب بالدقهلية: «إن المشكلة الرئيسية فى الإخوان أنها لا تنظر لنفسها على أنها جماعة من جماعات المسلمين، تؤدى بعض الجوانب من المشروع الإسلامى، وإنما تنظر لنفسها على أنها جماعة المسلمين، وأنها صاحبة المشروع الإسلامى الوحيد الصحيح المتكامل، وعلى باقى الحركات الإسلامية أن تكون جزءاً من هذا المشروع، أو على أقل حال أن تكون مؤيدة ومتابعة، وإلا اعتبرت عقبة فى طريق المشروع الإسلامى لا بد من إزالتها وإقصائها باعتبارها تهدده، لمجرد خلافها معها وخروجها عن العباءة».
وأضاف لـ«الوطن»: «ما يفسر القهر الشديد والبغى الذى تمارسه الإخوان ضد من ينفصل عنها ويخرج منها، محاولاتهم لقمع الدعوة السلفية وتشويهها منذ إعلانها، وتوجيه التهم لها دون دليل، وفى مقدمتها العمالة لأمن الدولة قبل الثورة، وحتى بعدها ومع تكوين حزب النور وإدراكهم أنه لن يكون داخل عباءتهم، عملوا على إسقاط مرشح الحزب بصرف النظر عن أنه منافس ينتمى لتيار إسلامى».
وأوضح «طه» أن كل هذا يحدث تحت مبرر الخوف على المشروع الإسلامى، مضيفاً: «هؤلاء قليلو الخبرة، ولو تركنا لهم الأمر فسيضيع المشروع الإسلامى، خصوصاً أن الإخوان لا تعرف إلا منطق القوة، وفى حالة ضعفك فسيجرى تهميشك وإقصاؤك، ولا يُستبعد التضييق عليك بعد ذلك».