الاثنين ٢٢ ابريل ٢٠١٣ -
٣١:
١٢ م +02:00 EET
بقلم: القمص أثناسيوس چورچ
هناك ارتباط شديد ÙÙŠ الكنيسة الأولى بين عيد القيامة وطقس المعمودية، لذا جعلت من الصوم الكبير ومن الÙترة الليتورجية السابقة لعيد القيامة Ùترة تهيئة وإعداد للموعوظين المقبلين على التناصير.. باعتبار أن الأربعين المقدسة Ùترة إعادة اكتشا٠مجددة لنعمة المعمودية بالنسبة (للمعمَدين)Ø› ÙˆÙترة إعداد وتهيئة ملائمة للمقبلين الجدÙد (الموعوظين)ØŒ لتكون نعمة المعمودية ونذرها غير غائبة عن Øياتنا كسلوك ودعوة عليا؛ مستمرة ÙÙŠ تغذية التقوى والØياة؛ سواء للموعوظين أو للمؤمنين المعمدين؛ على اعتبار أن المعمودية (سر ÙصØÙŠ) يعني العبور والاجتياز الذي تهيئ به الكنيسة Ù†Ùسها (كلها) لنعمة السر.
وتضع الكنيسة إنجيل المولود أعمى ÙÙŠ Ø£Øد التناصير؛ إشارة إلى نعمة المعمودية.. Øيث جاء Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…Ø¬ØªØ§Ø²Ù‹Ø§ وأعطى نورًا ÙˆØياة للأعمى الذي كان يستعطي من بعد المر والشقاوة.. أتاه الذي يهب النظر للعميان؛ والذي يسمع الصÙÙ… أقواله.. أتاه المسيا المنتظر الذي Ø´ÙÙ‰ عمى البشرية المعتازة والتي كانت تستعطي. ÙØقق كمال النبوات، خلق له أعينًا جديدة بذات الخامة والطريقة التي بها جبل آدم ÙÙŠ القديم. Ùمنذ الدهر لم يسمع Ø£Øد عن أن Ø£Øدًا ÙØªØ Ø£Ø¹ÙŠÙ† مولود أعمى.. رأى الأعمى بينما هذا المولود أعمى لم يراه ولم يذهب إليه. أتى إليه الخالق الطبيب ليÙظهر عمله ومجده Ùيه؛ كاشÙًا عن أنه نور العالم الØقيقي؛ المرسل ليعمل أعمال الذي أرسله ما دام نهارًا.
جعل الذي كان بلا أعين أصلاً منذ ولادته الأولى يبصر، أعطاه Øواسًا جديدة وصØØ Ø®Ù„Ù‚ØªÙ‡Ø› ونقله من النقص والعمى إلى الكمال والإبصار.. أمره أن يغتسل بالماء لكي يبصر بقوة الكلمة (بغسل الماء بالكلمة)ØŒ أقامه من عماه؛ Ùماء معموديته يعطي ميلادًا جديدًا بالروØ. ÙˆÙÙŠ بركة سلوام (Ù…Ùرسَل) يستنير من Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ø±Ø³Ù„ والصخرة التي Ùيها الØياة التي كانت نور الناس.. وقد جعل ماء معموديته لنا جميعًا ماء سلوام الروØية؛ ماء المرسل الذي ينبع إلى Øياة أبدية ليهب بصيرة واستنارة واغتسالاً وتقديسًا وتبريرًا لكل من دعاهم ليتبعوه ÙÙŠ التجديد؛ وليخبروا بÙضائل من غيّر أشكالهم وجدد أذهانهم ودعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب.
تÙÙ„ وصنع طينًا وطلى بالطين عيني الأعمى؛ لأنه هو خالق جبلتنا وهو الÙخاري الأعظم صانع الخليقة.. منØÙ‡ عينين جديدتين وجبل له من الطين ما نقص لجبلته.. خلقهما ليبرهن أنه ذاك الخالق الأول والأوØد الذي شكّلت يداه آدم الأول من التراب؛ وهو الذي خلق له الآن مقلتي عين جديدتين؛ كونهما وصنعهما بيديه من الطين؛ وبنسمته جعل Ùيهما الØياة بعمل يديه.. تÙÙ„ ÙÙŠ الطين لأن التنÙس هو الوظيÙØ© البيولوجية التي تÙبقي على الإنسان Øيًا بعطية الله واستعادة الØياة بنسمة Ùيه.. أمر الأعمى أن يذهب ويغتسل ÙÙŠ بركة سلوام (مرسل) لأنه هو المرسل رسول العهد؛ وهو النبع والنهر والصخرة الروØية؛ سر خلقتنا الجديدة واستنارتنا.. الذي أتى إلى هذا العالم لدينونة Øتى يبصر الذين لا يبصرون (يو ٣٩:Ù©)..
ÙˆÙÙŠ صلوات المعمودية تتردد أصداء هذه المعجزة عندما نطلب بإلØØ§Ø Ù„ÙƒÙŠ ينعم علينا Ù…Øب البشر والنÙوس ليعمل Ùينا للشÙاء ويمنØنا قوة العاÙية لنØيا للبر ونتطهر للتجديد، ويتØول قبØنا وعيبنا إلى بهاء؛ إذ لا شيء يصعب على سخاء عطاياه وقدرته الإلهية.. نطلب إليه كي [ÙŠÙتخ عيوننا ومسامع قلوبنا لتستنير عيون قلوبنا وعقولنا Øتى لا ننام موت الموت؛ ÙˆØتى ننال Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ¹Ù„Ø§Ù† وننÙØªØ Ø¹Ù„Ù‰ Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø±Ø¤ÙŠØ§ ونور إعلان الأمم.. لذلك نطلب نعمة الاستنارة وترك الظلمة والاستضاءة بنور القيامة والمعرÙØ© الØقيقية، Ùنضيء بشكله المØيي.. وننتقل ونتبدل ونتقدس بضياء أعمال الملكوت، الذي يمكّن عيوننا من قبول البهاء وينزع عنها كل غشاوة وظلمة تعطل الرؤية الإلهية].
وتضع الكنيسة قراءات من سÙر طوبيا لما ÙŠØويه من إشارات كثيرة للمعمودية واستنارة عيني طوبيت؛ ومراÙقة ملاك المعمودية لنا ÙÙŠ رØلة غربتنا ÙÙŠ هذا العالم... إننا يا سيدنا ومعنا عميان كثيرون نق٠عند بركة سلوام لكي نجدك Ùنبصر عمل استعلانك الإلهي ورجاء دعوتنا التي بها قد ربØنا كل شيء.. كنا عميانًا مشوهين Ùارغين من النعمة وأتيت إلينا مجتازًا وخلقت لنا أعينًا جديدة؛ ÙˆØولت الماء الساذج الطبيعي المØسوس إلى قوة إلهية غير منطوق بها؛ Øولتها إلى طبيعة Øية والدة تهب الØياة الجديدة؛ وأعمالك غير المدركة صيرتها مدركة لنا ÙˆÙينا. ودعوتنا لكي نبصر ونذوق الموهبة السماوية وشركة Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ ومعاينة مجدك.
إنها دعوتك لكل البعيدين وذوي العاهات والمشوهين والناقصين كي يتكملوا ويصØّوا وينالوا جمالاً، Ùمبارك أنت يا الله الصانع العجائب ÙˆØدك؛ الذي تÙعل كل شيء ÙÙŠ كل Ø£Øد.. وتدعونا اليوم لنعيش ونتذكر مواطنتنا السماوية وتمتعنا بأطياب مائدتك الملوكية، Ùإن كنا نعر٠تاريخ ميلادنا الجسدي ونØتÙÙ„ به؛ Ùكم بالأولىَ علينا أن نذكر يوم معموديتنا وميلادنا الØقيقي من رØÙ… المعمودية؛ وأن نذكر ÙÙŠ Ø£Øد التناصير أيضًا خلقتنا الجديدة ومعموديتنا التي بها صرنا Ù…Øسوبين مع شعب الله وخائÙيه؛ هياكل Ù„Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ ضمن الأسماء المكتوبة ÙÙŠ سÙر الوعد الثمين.
اذكروني ÙÙŠ صلواتكم
http://frathanasiusgeorge.wordpress.com/