بقلم :مدحت ناجى حافظ

عزيزى القارئ

هل سبق أن شعرت أنك تحتاج أن توجِّه أحد الأشخاص فى موضوع ما أو على سلوك معين؟
تُرى كيف كانت أو ستكون طريقتك فى التوجيه؟

تصوَّر معى،عزيزى القارئ،أن لى صديق ،لنفترض أن اسمه ابراهيم،يتمتع بغزارة المعلومات فى اتجاهات متتعددة ومتنوعة ومختلفة،فإذا حدثته عن الأقمار الصناعية،أفاض عليك بمعلومات عن طريقة تثبيها فى الفضاء،وإذا حدثته عن النسور،أفاض عليك بمعلومات عن الدروس المستفادة من النسور،وإذا حدثته عن الإنسان،أفاض عليك بمعلومات عن التكوين الداخلى للإنسان....وهكذا.

وهنا يتضح التحدى الذى يواجه هذا الصديق،ونحن أيضاً معه،ألا هو أنه لا يعطى فرصة لأحد أن يتحدث،ويبقى هو وحده مستأسراً بالحديث،وقد يرى أن محاولة أى شخص فى مشاركته للحديث هو نوع من التعدى على صلاحياته ...!

وهنا نستفسر،عزيزى القارئ،هل قابلت أحداً مثل صديقنا هذا؟ وكيف يمكنك توجيهه بأن يترك فرصة للآخرين للمشاركة مع إحتفاظك بصداقته؟
قطعاً لا يصح أن نقول له أنه لا يشعر بالآخرين،وأنه لا يفكر إلا فى نفسه فقط وما الى ذلك من كلمات، فكل هذه العبارات من شأنها أن تفقدك صداقته أو على

الأقل لن تبقى علاقتكما على   المستوى المرجو...فما الحل؟
الحل هو استخدام طريقة السندوتش فى التوجيه،وهى التى تعنى أن أبدأ بالمدح على شئ حسن حقيقى (وهذا يمثل الطبقة السفلى من السندوتش) ثم أشير الى ما أريد تعديله (وهذا يمثل حشو السندوتش) ثم أنهى حديثى بمدح حقيقى (وهذا يمثل الطبقة العُليا من السندوتش).


ولنطبق هذا مع صديقنا ابراهيم،فنقول له:
على فكرة يا ابراهيم أنا فخور بيك وبغزارة معلوماتك (الطبقة السفلى) ويبقى حلو جداً لما تدينا فرصة اننا نعبر عن وجهات نظرنا واستفساراتنا (الحشو) علشان نستفيد من معلوماتك وخبراتك الكبيرة (الطبقة العليا).


عزيزى القارئ،هذه درجة رائعة وحكيمة فى توجيه الآخر مع الإحتفاظ بعلاقتنا الطيبة معه،دون إجراحه،وقد استخدمها كثير جدا من العظماء على مر التاريخ ،هؤلاء العظماء الذين كانوا يتعاملون على المستوى الإنسانى...فكن انت واحداً من هؤلاء العظماء المؤثرين،وكن كالطيور مغرداً حتى وإن كانت لا تكافأ على تغريدها،إلا انها تبقى مغردة لأن هذه هى طبيعتها وهذه هى رسالتها ولتغريدنا بقية...