الأقباط متحدون - مرسي والعمدة الروسي
أخر تحديث ٠١:٢٤ | الأحد ٢١ ابريل ٢٠١٣ | ١٣ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٠٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مرسي والعمدة الروسي

بقلم: مينا ملاك عازر
استقبل العمدة المحلي لمدينة سوتشي مرسي مندوب الإخوان بقصرالرئاسة القائم بدور الرئيس في مصر، ولم يكلف خاطره مسؤولاً روسياً رفيع المستوى ويذهب للمطار لاستقباله، وده كله في إطار احترام رؤساء العالم للرئيس المصري، الحقيقي والفعلي فضيلة جناب المرشد محمد بديع مرشد الجماعة المحظورة وإللي بتحاول تبقى بالقانون مستورة، ولذا لا تجد رئيس دولة يعرف الحقيقة مثل قطر أو روسيا يكلف نفسه ويذهب للمطار لاستقبال الإخوان، ولو كان بديع هو إللي رايح لهم لكانوا ذهبوا لاستقباله، احتراماً له ولمنصبه الفعلي والواقعي، ولذا لا أريدك عزيزي القارئ تنزعج من عدم مقابلة بوتين لمرسي، واكتفائه بلقاء مرسي مع العمدة الروسي.

 
ومن مرسي والابن الذي بلا صفة سياسية في العائلة الحاكمة القطرية إلى مرسي والعمدة الروسي يتحرك العالم بخطى ثابتة وواثقة نحو معرفة حقيقة الأمور في مصر فتجدهم يعاملون القائم بأعمال الإخوان في قصر الرئاسة على حسب قدره في نظرهم، وبحسب معلوماتهم عنه، وهي المعلومات المتواترة عن رئاسة بديع والشاطر الحقيقية للبلاد وإدارتهم لشؤونها، ناهيك عن أنهم يعرفون أن مرسي محتاج، والمحتاج لازم ينخ، يعني ما يقدرشي يعمل زي ناصر ويقول لهم طب أنا ماشي، طب أنا حاتنحى لإنه عارف إنه لو قال لهم كده سيقولوا له والفخر يملأ عيونهم إتنحى، وإعلن سبب تنحيك إننا عاملناك وحش، وحينها وحينها فقط سيحملنا الشعب المصري على أكتافهم وستفتح لنا أبواب مصر، فيرد عليهم ويقول أنا لي شعبية كبيرة وطاغية وجارفة، فيضحكون وهم يشيحون بوجوههم عنه، ناظرين للتلفيزيون الذي ينقل مشاهد المعركة الدائرة عند دار القضاء العالي، وكيف أن ميدان التحرير مغلق في وجه الإخوان؟ والثوار الحقيقيون يسيطرون عليه ويمنعون كل الفلول- بدءا من الإخوان والسلفيين وحتي رجال النظام السابق- من دخول الميدان.
 
واللي مش مصدقني عزيزي القارئ، بأن الروس لا يقدرون مرسي انظر كيف عاد مرسي من هناك بخفي حنين؟ كيف لم يعدوه بالقرض؟ كيف لم يعدوه بزيادة الإمدادات بالقمح؟ كيف التقى به مساعدو بوتين الذي لم يلتقي به سوى ساعة واحدة، مما يعني أنهم يعرفون أنه محتاجهم، والمضطر يركب الصعب، اركب بقى يا مرسي الصعب، وتعاون مع حلفاء ناصر أيام الستينيات - وما أدراك ما الستينيات- اللذين وعدونا بأن يحتفلوا بمرور سبعين عاماً على التحالف المصري السوفييتي وأنهم يريدون أن يكيدوك ويكيدوا رؤساء المقطم، الروس يعرفون أنه لو فعل مرسي ما فعله ناصر حين هددهم بالرحيل عن حكم مصر يوماً ما وفعلها سيكونوا بهذا قدموا لمصر أكبر هدية، توطد العلاقات المصرية الروسية لأمد زمني غير قليل، فناصر حين هدد بالرحيل وفضح مماطلة السوفيت في عونه كان مرتكزاً على شعبية حققية ليس في مصر فقط وإنما كان يتمتع بشأن وقدر عالميين، إذ كان محل احترام حتى أعدائه الأمريكان، فكان تصريحه وفعله هذا يضعف من وضع السوفيت في العالم، ويفقد السوفيت امتيازاتهم الحاصلين عليها بمصر، أما مرسي فلا مكانة ولا قدر عالمي، ولا الروس لهم امتيازات بمصر يخشون عليها، بل كلهم ثقة أنهم قد يحصلون على المزيد منها إن تسببوا في رحيله.
 
أخيراً، هل أدرك مرسي ما هي الستينيات حين التقى بالعمدة الروسي؟ حين قارن لقائه به بما كان يجرى بلقاء ناصر أم أدرك ما هي الستينيات حين وعى بضعف موقفه التفاوضي، وهو يحتاج ويطلب ولا يقدم شيء لأنه ليس لديه ما يقدمه أم أدرك ما هي الستينيات حين تركه بوتين ليتفاوض مع مساعديه، وهو ما لم يكن يجرؤ بوتين على فعله مع ناصر، ولا حتى السادات ولا المخلوع أم سيدرك ما هي الستينيات حين سيقف يحتفل بما أرساه ناصر –معتقل الإخوان-  من علاقات قوية بين الروس ومصر.
 
المختصر المفيد الرئاسة إللي يقول لها شعبها يا عورة، يلعب بها العالم كله الكورة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter