الأقباط متحدون - مصيـر الإرهـابي
أخر تحديث ٠١:٣٤ | السبت ٢٠ ابريل ٢٠١٣ | ١٢ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٠٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مصيـر الإرهـابي

 بقلم مهندس عزمي إبراهيـم
الشر لا يعيش في النفوس الطيبة. لأن النفس البارة أرضٌ خصبة للخير، تحتضن بذوره من ثلاث مصادر أساسية: وهي مبادئ الأديان السامية، وعدالة القوانين المدنية الإنسانية، ونقاء البيئة وما تمنحه للإنسان من رعاية أسرية وإجتماعية. وللخير مزايا رائعة تعود ليس فقط على حامليه بل على المحيطين بهم، أي عائلاتهم ومجتمعهم ووطنهم والعالم أجمع. وقد قيل في المثل الشعبي "الخير يعُم على الكل والشر يعود لاصحابه".
ولكن للشر بريق لامع خادع مغري، يضوي في ظلام النفوس الضعيفة كشرار النار. وقد يخبو بريق الشر في تلك النفوس مؤقتاً تحت عوامل الأديان والقوانين والعرف الاجتماعي، ولكنه لا يلبث أن ينتفض ويشتعل ناراً حارقة مدمرة تحت عوامل عديدة تدفعهم لارتكاب الأعمال الشريرة.كالظلم والعنف والارهاب والقتل والتحرش والخطف والاغتصاب والهدم والحرق، وغير ذلك من موبقات. وقد تنبثق تلك المشاعر السوداء نابعة من الذات، أو مدفوعة من البيئة، أو من الإثنين معاً. أي قد ينبت الشر في بعض النفوس من أمراض نفسية شخصية، أو من بذور يبذرها آخرون يحملون تلك النوازع الشريرة ويدفعون الضعفاء لتنفيذ مخططاتهم إما تابعين مخدوعين، أو محتاجين مأجورين.
هل ينتصر الشر؟؟  نعم. وهل ينتصر الشرير؟؟  نعم.
نعم، كما ينتصر الظالم الذي يستمرئ ظلم الأبرياء. وكما ينتصر الطاغية أو الفوضوي الغوغائي الذي يستقوى على الضعفاء. وكما ينتصر الإرهابي عندما يُفَجِّر القنابل ويزهق أرواحاً بريئة، ويسفك دماء أطفال ونساء ورجال لم يحركوا إصبعاً في حياتهم لالحاق ضرر به. بل لم يلتق بهم ولم يروا وجهه في حياتهم.
ولكن هل يطول انتصار الشر والشرير؟؟  بالطبع لا.
فلم يطل انتصار هتلر وأسامة بن لادن والزرقاوي والشابين الشيشنيين الذين فجرا ماراثون بوسطن. كل انتصاراتهم كانت قصيرة الأمد. لم تدم. بل طالتهم الهزيمة جميعاً بعد سنين أو بعد ساعات!! قد ينتصر الارهابي فترة وينتشي من زهوة شرِّه وانتصاره المؤقت، ولكنه سيعيش طريداً، وسينال مرارة الهزيمة إن عاجلا أو آجلا. وقد قيل: "ليس المهم أن تكسب معركة، المهم أن تكسب الحرب".
فنصرُ الإرهابي نصرٌ زائفٌ ومؤقتٌ. ومصيره على الأرض أسوأ من مما فعل بضحاياه الأبرياء. أما مصيره بعد حياته فعدل الله خالقه وخالق ضحاياه كفيل به. "لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ، وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرِّ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 10-12)
وأضيف:
ومهمـا الجبـــان خـــاف واستخِـبَّى
وواخــد الحيــاة في مفهومُـه لِعـبَــه
نــار تحـت تِبـــن.. ودخانــها بايــن
مُــراوغ وخايــن
سَـيـَّــح دمــــاء.. نــــاس أبريــــاء
وحطـَّم وهَــدِّم.. وثـَكـِّـل ويتــِّـم
بكل افتـــــراء
باســـم الديـــانة.. واســـم الإلــــَــه
ما خــَـلا وراه
لا شـرَّف ديــانـة.. ولا راعَـى إلــَـه
حيخسر حيـــاته بطلقــة ف دقيـــقة
بنفـس الســلاح.. ونفـس الطريــقة
وياخــــد جـــزاه
وياخـــد معـــاه
شَـــرُّه العتيــــد
فلا عـاش مجاهــد ولا مـات شهيـد


 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter