قالت المهندسة ماجدة شحاتة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر، التى تولت المنصب بعد وفاة «كارمن فاينشتاين» الرئيسة السابقة قبل أيام، إن ما يحدث فى مصر الآن هو عودة لعصر الظلمات، وهو ما يدفع الكثير من أبناء الشعب للتفكير بجد فى الهجرة وترك بلادهم بعد حالة التراجع التى تشهدها على جميع المستويات.

 

وأضافت، فى حوار اختصت به «الوطن»، عقب انتخابها: إنها لم تأخذ دعوة الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة والقيادى الإخوانى، بشأن عودة اليهود المصريين على محمل الجد، ووجهت له رسالة بأنه بدلا من أن يدعو لعودة اليهود عليه أن يبادر هو وجميع المسئولين لتوفير حياة أفضل للمصريين لوقف عمليات الهجرة المتزايدة.

 

- أولا، لقد جرى انتخابى خلال اجتماع للطائفة عقب وفاة الرئيسة السابقة «كارمن»، وعدد الطائفة يصل لـ20 سيدة فى القاهرة فقط، وأغلبهن لم يتزوج وهن وحيدات، بعد أن توفيت أسرهن، ولذلك أوجه نداء لجميع الطوائف والأديان فى مصر للتواصل والتوحد كما كنا فى السابق، وأن يشعر الجميع بأن مصر بلد لكل المصريين، وأؤكد أن المعبد اليهودى بيت الله ومن أراد أن يأتى ليقدم واجب العزاء فمرحباً به، كما أن الخلافات يجب ألا تسود بين جموع الشعب.

 

- لا؛ فدعوة الدكتور العريان بعودة اليهود المصريين الذين تركوا الوطن منذ سنوات غير واقعية، لأنه لا يوجد شخص خرج من مصر منذ أكثر من 40 أو 50 عاما وأسس حياة جديدة فى أمريكا أو أوروبا أو حتى إسرائيل يرغب الآن فى العودة مرة أخرى، والبدء من جديد لمجرد نداء من السيد «العريان».

 

- أقول لـ«العريان» وغيره من المسئولين، قبل أن تدعو لعودة اليهود عليكم أن توقفوا هجرة الأقباط والمسلمين من مصر، بعد أن فقدوا الثقة فى مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم، رافضين أن يعودوا لعصر الظلمات، وعليكم أن تعيدوا مصر إلى ما كانت عليه من تسامح ومحبة عندما كانت تتسع للجميع «محمد وعيسى وماجدة شحاتة هارون».

 

- لا أستطيع الجزم بأن هناك علاقة بين تصريحات العريان عن عودة اليهود والإطاحة به من منصبه كمستشار للرئيس محمد مرسى، خصوصاً أنه سبق أن أصدر أكثر من تصريح فى العديد من القضايا.

 

- نعم.. أنا قلقة الآن على ما يجرى فى بلدى، وهناك محاولات تجرى على قدم وساق للتأثير على الشخصية المصرية ومحو التسامح والمحبة داخل المجتمع، وإثارة النعرات الطائفية والكراهية بين أبناء الشعب الواحد، لتتوارى الشخصية المصرية الحقيقية التى كانت تنعم بالتسامح والمحبة والتى ظهرت جليا فى ذهاب الشيخ مظهر شاهين للكنيسة الإنجيلية وتهنئة الأقباط بأعيادهم لتظهر شخصية أخرى يملأها التشدد والكراهية للآخر، وبدلا من أن تهنئ جيرانك من الأقباط أو اليهود وتلقى عليهم التحية بغض النظر عن ديانتهم أو انتماءاتهم تسود الآن حالة من الفرقة والشقاق داخل المجتمع من منطلق نظرية «فرق تسد»، كى يظل هناك تيار بعينه مسيطرا على المجتمع.

 

* ما الذى تتعرض له الشخصية المصرية الآن من وجهة نظرك؟

- هناك حالة تراجع مشهودة داخل المجتمع على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وحقوق المرأة والتعليم، ومن ثم هناك خطر على الشخصية المصرية الحقيقية بعد أن تراجعت مبادئ الحب والتسامح والشهامة.