بقلم : مجدي محروس أبو دخانة
منذ عام 92 أي منذ اكثر من 21 عاما تم تأسيس حكومة الاقباط في المهجر على يد مجموعة من الاقباط وبالرغم من
قلة عدد المؤسسين الا ان الايام الحالية اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان رؤيتهم للمستقبل كانت صحيحة تماما –فخلال العقود
المنصرمة تأزم الوضع القبطي ووصل الى حافة المأساة دون اية بوادر للحل.
وبالرغم من تقديم بعض "الطوباويين" اطروحات لحل المشكلة القبطية الا انها ظلت خيالية ولا يمكن تطبيقها على ارض الواقع
لأنها بالاساس تفترض فرضيات غير صحيحية وهكذا قدمت الحكومة القبطية رؤيتها الواضحة وحلها النهائي للقضية القبطية
بضرورة انفصال الاقباط في دولة منفصلة على جزء من وطنهم.
وبالرغم من العقبات التي واجهتها الحكومة القبطية ومؤسسها الاستاذ فايز نجيب ترياق الا انه ظل متمسكا بمبادئه بطريقة تثير الاعجاب
ففضلا عن المضايقات التى تواجه الحكومة القبطية من الجهات الامنية في مصر تظل مشكلة مضايقة الاقباط ذاتهم هي الهاجس الاكبر
فالبرغم من توافر الدلائل يوما بعد يوم على ان الاقباط لا يمكن ان يستمروا بهذا الوضع يحرص بعض الأقباط للأسف الشديد على الاستمرار في سياسية خداع الذات وبيع الوهم ويقوم الكثير من رجال الدين بهذا الدور.
وهكذا تستمر الاوضاع في التأزم يوما بعد يوم ويظهر جليا تلك الرؤية الثاقبة التي للحكومة القبطية والتي استطاعت بمهارة عظيمة التنبئ بكل هذه الاحداث الدرامية بل انها ذهبت الى ابعد من هذا من خلال توقعات ما يمكن ان يحدث خلال اعوام قادمة .
و قد امتازت حكومة الاقباط منذ نشأتها بدراسة استراتيجة طويلة المدي لأستقلال الاقباط وخلاصهم ولم تتجه ابدا لأية مهاترات
او اهداف غير عملية –فكانت تعمل في صمت منتظرة اللحظة المناسبة لبدأ العمل.
لاشك اننا امام معضلة واختبار جوهري بين اختيار حلول صعبة مؤلمة او الاستمرار هكذا نتجرع الالم والهوان
ويجب على شعبنا ان يعرف ويتعلم ان المشاكل الصعبة تتطلب حلولا صعبة