بقلم: صفنات فعنيح
هذة المقالات هي رؤية لهذا السؤال الضخم هل نحن حقاً بالحقيقة
مصريين .....
كتب الاستاذ الشربيني الاقصري يقول ان كلنا مصريين وكان يقصد
بالطبع ان المسيحيون والمسلمون في هذا البلد مصريون .. كلنا
مصريون .. وانا اتفق معة فيما ذكر من قبل ان كلنا نحمل الجين
المصري .. ولكن ليس بالضرورة اننا نحمل الجين المصري معناة
ان كلنا مصريين .. الكلام دة غير دقيق ...
في احدي زياراتي للولايات المتحدة الامريكية .. وجدت ما يعرف
بالمصريين منهم المسيحيين وهم الغالبية .. ومنهم المسلمين ..
ودول ملهمش علاقة بدول .. لا المسيحيين لهم علاقة بالمسلمين
ولا المسلمين لهم علاقة بالمسيحين .. وكأنهم شعبان مختلفان
ملامحهم واحدة ويتكلمون العامية المصرية .. والعامية المصرية
لا هيا لغة مصرية ولا هيا لغة عربية .. هي لغة جامعة من كل
حتة شوية .. قد يكون هناك بعض الحالات الفردية ولكن المسطحات
العريضة ما يعرفوش بعض ولا عايزين يعرفوا بعض .. وكأن لسان
الجميع يقول للآخر انتم شر وما صدقنا خلصنا منة ..
من اين اتي هذا الكلام .. وكيف يحدث هذا .. وهل هذا حال ما
يسمي بالمصريين في استراليا مثلا او كندا مثلا .. علي ما يبدو
انة نفس الشئ .. لان ما يعرف بالمصريين هم واحد وفي كل مكان
جة منين الكلام دة .....
الذي صنع حضارة الفراعنة .. المعتقدات الدينية التي كان يتسربل
بها المصريون .. كانوا قايمين قاعدين نايمين شاربين واكلين ..
بهذة المعتقدات .. ومن عظمتها وقوتها .. عايشة معانا حتي الان
فالمصريون يحتفلون بعد ٤٠ يوم من تاريخ المتوفي .. ويسمونة
الاربعين .. ولا يفهم معظمهم .. ان المتوفي ايام الفراعنة كان يدفن
يوم الاربعين بعد اتمام مراسم التحنيط .. حتي المناسبات .. التالت
والسبوع والخمستاشر .. هي مناسبات متعلقة بطقوس التحنيط ...
هذة الاشياء من قوتها عاشت بين ايدينا كرموز نصنعها وتتوارثها
الاجيال ولا يعرفون من اين اتت .
واشياء كثيرة جدا هي بين ايدينا .. تحكي تاريخ اجدادنا .. وتضع
بصمتهم فوق جباهنا .......
ثم جائت المسيحية علي يد كاروز الديار المصرية القديس مارمرقس
وكان الشعب المصري آنذاك وبحضارتة المدلهمة .. قد ارسي في
قلوب المصريين الارضية الخصبة والتفتح العقلي العالي .. لقبول
شريعة الكمال .. شريعة السيد المسيح .. فتحول المصريون جميعا
الي الديانة المسيحية .. واصبحت مصر بلد نسيحي يؤمن بشريعة
الكمال .. ولمدة ٧ قرون .. ويطلق عليهم صفة شعب
حتي القرن السابع الميلادي كان يطلق علي الشعب الذي يعيش علي
ضفاف النيل .. لفظ مصريين .. وتحولت الحضارة الفرعونية الي
الحضارة المسيحية وسميت الحضارة القبطية وتحولت كل الفنون الي
الفنون القبطية ...
لماذا كان يسمي كل من عاش علي ضفاف النيل حتي القرن السابع
فقط مصريين .. أة .. لانة في تعريف الشعوب .. هم مجموعة
متجانسة من البشر لها تاريخ واحد وتتكلم لغة واحدة وتعيش جماعة
علي مسطح ما من الارض يملكونة .. دول المصريين .. ثم وفي
القرن السابع الميلادي دخل العرب مصر مستعمريين .. دخلوا وبغباء
لا حدود لة .. غباء وجهل وشراسة اهل البادية .. عملوا اية في مصر
قصفوا لغتنا لغة المصريين .. اجبروا المصريين علي الكلام باللغة
العربية ادخلوا ما يعرف بالديانة الاسلامية الي مصر .. ولم أكن موجود
في هذة الفترة في مصر كي انقل لكم صورة حية لما صنعة العرب
والثقافة العربية بمصر وا بالمصريين .. ولكن التاريخ هو بين ايدينا
وعشرات الكتب لمؤرخين افاضل .. يرون ما حدث ...
بعد دمار لغة المصريين .. شق العرب المصريين وقسمهم فريقين
لا علاقة لاحد بالاخر .. فريق صمد بمعتقدات اجدادة .. وفريق اخر
كفر بمعتقدات اجدادة .. وتحول عنها .. ربما باختيارة .. ربما قصرا
عنة .. وتحول المصريين الي شعبين .. لهم جين واحد هوا الجين
المصري .. فهناك مصري مسيحي .. وهناك مصري مسلم ..
وبما انهم يحيون علي ارض واحدة كانوا يتعاملوا مع بعضهم البعض
اما ما في داخل القلوب والعقول .. فهو شئ آخر .. والشعبين
ومنذ ان افترقا .. لا يحبون بعضهم البعض .. هذة ياسادة ياكرام
الحقيقة الكاملة .. هذان الشعبان لا يحبان بعضهما البعض بل ينفران
من بعضهما البعض .. وكل ما نراة من محاولة التقرب بين الشعبين
مصيرة الفشل .. لماذا ؟؟ علشان الحقائق دي نائمة في قلب وعقل
المصريين منذ ١٤ قرن من الزمان يعني منذ ١٤٠٠ سنة .. المصريين
قايمين نايميين .. قاعدين واكلين شاربين .. بهذة الكراهية .. وحسنا
تبزل المحاولات المتعددة ومعظمها قبلات علي الذقون لتغيير هذة
الكراهية .. هيهات .. وقبض الريح .. اللي في القلب .. في القلب
وانا مش عايز حد يتزعتر .. ان فهمنا الصحيح للمشاكل التي بين
ايدينا .. يساعدنا علي الاتيان بالحلول اللي يرتاح اليها الجميع ..
لا يوجد شئ اسمة القبلات الذقنية تحل المعضلات العقلية والقلبية
هذة كذبة كبري ورياء لا داعي لة ..
اذن نحن امام معضلة ضخمة .. حقيقية .. موجودة بين ايدينا ننكوي
بنارها بين كل ليلة وضحاها .. نحن لسنا كلنا مصريين .. بل نحن
كلنا الآن لسنا مصريين .. فنحن لسنا شعب واحد ولا نتكلم لغة واحدة
ولا معتقدنا واحد .. فنحن لا نملك صفة الشعوب .. وهذة حقيقة
وانما نملك جين واحد وهذا لا يكفي لكي نكتسب بة صفة الشعوب
ونقول ان احنا مصريين .. احنا وعلي كافة قوانين وتعريف
الشعوب لسنا شعب واحد ولسنا مصريين .... جميل ..
كيف نحل هذة المعضلة ؟؟؟
هل نطلب من المصريين المسيحين ان يرحلوا خارج مصر .. هذا ليس
عدلا وليس حلاً .. هل نطلب من المسلمين ان يرحلوا برا مصر ...
وهذا ايضا ليس عدلا وليس حلا .. هل نطلب من المسيحيين ترك
معتقداتهم والتحول الي الدين الاخر .. الانسان حراً فيما يعتقد ..
وهذا ايضا ليس عدلا وليس حلا .. هل نطلب من المسلم ان يغير
ما يعتقد بة .. ليس عدلا وليس حلا .. هل نطلب تقسيم مصر
وكل فريق ياخذ جزءاً يعيش فية بمعتقداتة .. وهذا ايضاَ ليس حلاً
ان مصر غير صالحة للتقسيم .. اومال اية الحل .. نحن نريد
حلا .. ولابد من ايجاد حلاً حتي اذا كانت المشكلة عمرها ١٤٠٠
سنة .. لابد من ايجاد حلا ..
كي نجد حلا .. تعالوا نروح لمشكلة هي اقرب الشبة بمشكلة المصريين
تعالوا ندرس الكراهية التي حدثت داخل الشعب اليهودي .. في القديم
انقسم الشعب اليهودي مثلما حدث للمصريين .. الي اليهود اليهود
ويهود السامرة .. ويهود السامرة هم يهود ولكنهم تزوجوا وصاهروا
الكنعانيين وعاشوا في منطقة السامرة .. كرة اليهود السامريين .. وهما
الاتنين يهود لدرجة ان رحلة العائلة المقدسة من الناصرة في الشمال
الي اورشليم في الجنوب لكي .. يقيدوا السيد المسيح في سجلات
المواليد .. دارت العائلة المقدسة في رحلة شاقة حول السامرة كي لا يمروا .. بارض السامريين .. النهاردة الشعب اليهودي يعيش بدون هذة
المشكلة .. كان هناك عدة عوامل ساعدت في حل هذة المعضلة اهما
هو خراب اورشليم سنة ٧٠ ميلادية وتشتت اليهود في اقصاء الكرة الارضية .. وهم يحيون اليوم كشعب واحد كان بة شرخاً في الماضي
وليس بالضرورة ان الشعب المصري لا بد ان يتشتت لكي تحل مشاكلة
وعصر المعجزات انتهي .. لا يوجد منة الان ....
اومال اية الحل ...؟؟؟؟
ما يحكم الشعوب قوانين .. لا تستطيع الشعوب ان تحيا بدون قوانين
ولم تستطيع البشرية ان ترتقي الا بالناموس الالهي .. وتعيش وتكمل
مشوار حياة البشر علي الارض الا بالنواميس الالهية ....
يعني اية الكلام دة ؟؟؟
مشكلة المصريين اصعب كثيرا من مشكلة انقسام اليهود .. والحلول
لابد وان تاتي من ثوابت .. لا يمكن العبث بها والا سيظل الحال علي
ما هوا علية الي اخر يوم في الدنيا ....
١- لابد من الرجوع للغة المصرية كلغة نشأت علي ضفاف النيل
وليست لغة قادمة مع محتل احتل المصريين في القرن السابع
ولية انا بقول كدة .. احياء لغة مصر سوف تربط حاضر مصر
بماضية .. ثانيا لماذا نتكلم لغة المستعمر .. اية الغاية العظمي
من التمسك بهذا .. القرآن .. باعتبار ان لغة القرآن هي اللغة العربية
من يريد ان يحتفظ بهذة اللغة فليحتفظ بها ومن يريد التدين باي دين
هوا حر .. هذة هي الديمقراطية .. اللي احنا مش احرار فية هو اننا
لابد ان نتكلم لغة بلدنا التي ستربطنا بالماضي .. احنا شعب اتخلع
من ماضية ودخل حاضراَ لا يعرفة ......
اعلان ومذهب وناموس .. ان نعلن ان مصر بلد لا دين لة ..
هذا الرئيس المجنون اللي اسمة السادات قد عمق بسكين حادة متاعب
وصراعات المصريين .. لذلك يجب الغاء ان الدين الاسلامي هو
مصدر التشريع في القانون المصري .. لا يمكن بناء مصر بعنصرية
هذا الرئيس الغبي .. ولا بعنصرية ذاك الرئيس اليعفور الذي يبحث
عن الخلافة واخونة مصر والمشروع الاسلامي ..وهذا العبث الاحمق
الكلام دة درب من دروض الانعتاة الرسمي .. ما فيش كدة ..
ما ينفعش .. ما يمشيش ......
يجب اصدار القوانين المدنية الدقيقة والصارمة التي تضمن حقوقأ
متساوية لكل من يحيا فوق الارض المصرية ..اما باقي الحلول
فالكل يعرفها والكل يتشدق بها .. المشكلة كلها ان الظلام يعشش
بل يسكن مطمئنا عقول وقلوب معظم من يطلقون علي انفسهم انهم
مصريين .. من غير كدة عمرنا ما هنبقي مصريين .. سنظل فئة
من البشر مريضة بالانفصام في الهوية ..
وسنظل دائماً مش عارفين اتوبيس كام بيروح فين ..ونحط امبارح قبل
النهاردة .. وسوق ياخال .. ما ينفعش .. ما يمشيش .. لن نذهب
الي الامام خطوة واحدة مهما صنعنا .. الا اذا وجدنا حلول نضمم
بها جراح الماضي اللعين .....
كدة واللا نقول كمان .....
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع