الأقباط متحدون - ابتسامة مرسي
أخر تحديث ٢٣:٣٣ | الثلاثاء ١٦ ابريل ٢٠١٣ | ٨ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٩٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ابتسامة مرسي

مينا ملاك عازر

بعد ظهور مبارك مبتسماً في محاكمته يوم السبت الماضي، اهتم الكل بابتسامته ودلالاتها، واعتبرها البعض ثقة بالنفس ورأها الآخرون شماتة في الشعب لما يعانينه من حكم الإخوان، بينما هناك من يراها استفزازاً لحابسيه، أما أنا فأعتبرها محض رد لمرسي، فمن لا يبتسم وهويسمع ما يُقال عن الأصابع التي تلعب في مصر، والسؤال عما يشتغل به القرداتي إذا القرد مات؟ فهو شخص إما مختل أو مغتاظ، ومبارك ليس مغتاظاً وهو يرى من يجلس مكانه يقول كل هذه الأفيهات التي تثير الضحك، وليس مختلاً لأنه يجلس هادئاً لا يشيح بأيديه ويزعق في الناس بل واثقاً راسياً يعرف ما سيفعل وما يجب عليه أن يفعله، ويفعله في هدوء دون ضجة وهي شيم المنتصرين.

وبين ابتسمامة الموناليزا التي حيرت الكل إن كانت تبكي أو تضحك وابتسامة مبارك التي حيرت الكل أيضاً توجد ابتسامة مرسي التي لا نراها إلا في جلسته مع الأمريكان أو الإخوان -رجال الأمريكان في مصر- وأنا لا يهمني ابتسامة مبارك وفحواها قدر ما تهمني ابتسامة مرسي وغيابها طالما يحدثنا، وتستطيع أن تعرف إن كان هذا الخطاب موجهاً للشعب بفتح الشين أم الشُعب بضمها –أي شُعب الجماعة- من خلال النظر لوجه مرسي، فإن كان متجهماً مهدداً متوعداً فهو يخاطب شعب مصر أما لو كان بشوشاً يأخذ ويعطي في الكلام فهو يخاطب من يُسمون الجالية المصرية في كل دولة وطأتها قدماه واللذين هم رجال الجماعة هناك.

ومن ثم تغيب ابتسامة مرسي في حضوره معنا وتحضر متى حضر الأمريكان والإخوان وطبعاً لا جدال نحن نعرف لماذا يبتسم في وجه إخوانه فهو أمر طبيعي، أم ما قد أجد نفسي مطالباً أن أفسره هو ابتسامته في وجه الأمريكان، مبدئياً هي ابتسامة طبيعية في وجه الضيوف أما غيبة الابتسامة في حضرتهم فيعني تبادل العداء وهو ما يقلبهم عليه ويستعدونه، مرسي يعرف أنه لا طاقة له بصراع الأمريكان، وأنه يريدهم ليدعموه على الكرسي، بدليل ما يقدمه لإسرائيل، وتكبيله حماس ومنعها من مضايقة إسرائيل، مرسي يبتسم في وجه من يشعر أنه يريدهم إخوانه وأمريكانه، أم الشعب المصري فلا لزمة له، فقد استغله حتى وصل لما أرادته له الجماعة، وعرف كيف يستمر يستغله من خلال جهل وفقر طبقات عريضة منه ليبقى على كرسيه، إذن لماذا يبتسم مرسي في وجهنا؟ فاكتفوا بابتسامة مبارك هي كفاية عليكم يا شعب مصر.

المختصر المفيد إن كانت ابتسامة مبارك تعكس فرحته بما يتجرعه الشعب على يد خليفته، وتجهم مرسي في وجهنا يعني عدم حاجته لنا، فغياب ابتسامة مرسي لا تعني إلا أنه يفتقر لثقافة التواصل مع الشعب.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter