لست مع نظام مبارك ولا ضد الثورة عليه، بل أؤيدها بكل جوارحي، لكن هذا لا يمنع مقارنة ما أفرزه الشعب المصري بذاته لذاته، وبين ما كان مفروضاً عليه فرضاً طوال الثلاثين عاماً من حكم مبارك، فبالتأكيد كان مبارك ونظام حكمه سيئاً بصورة عامة، المصيبة أن الأسوأ هم من تنافسوا أو تقاتلوا على وراثته، والمشكلة ليست في إن كان مبارك يستحق المحاكمة أم لا، ولكن فيمن أرسلوه للمحاكمة، وإن كانوا يستحقون مجرد الحياة على أرض وادي النيل. . هل تلحظون فروقاً دالة بين شخصية جمال وعلاء ابني مبارك وبين شخصية ولدي محمد مرسي بناء على تويتاتهم؟!!. . ربما كانت السخرية الآن من الجميع ومن أنفسنا هي الأفضل والأجدى في تخفيض ضغط الدم إلى المستوى الذي لا يقضي على حياة الإنسان المصري قبل تتولى نهضة الإخوان هذه المهمة!!
 

الحقيقة التي لا ينكرها إلا (. . . . ) أن نظام مبارك كان يضم أجنحة متعددة، فكما ضم الفاسدين والمتسلقين، ضم أيضاً عناصر مخلصة كفوءة، مثل د. حسام البدراوي ود. محمود محيي الدين ود. يوسف بطرس غالي ورشيد وسواهم كثيرون، ويعد الفريق/ أحمد شفيق على رأس قائمة هؤلاء الشرفاء الأكفاء المخلصين.
 

الفارق بين شخصية وسلوك مبارك يوم تولى السلطة عام 81، وبين الشخصية والسلوك الذي انتهى إليه في سنوات حكمه الأخيرة، هو ما يسأل عنه الشعب المصري وحده، باعتبار مبارك مجرد ضحية لفساد شعب!!. . براءة مبارك في نظر الشعب المصري لن يصدرها قاض في محكمة، بل يدون حيثياتها الآن مرسي وجماعته على أرض الواقع المصري الذي يذهب في طريق "اللي يروح ما يرجعش"، وبالتوازي مع محاكمة مبارك لابد من محاكمة ومعاقبة الشعب الفاسد على فساده، وهذا ما يحدث الآن بطريق غير مباشر على يد الإخوان والسلفيين وسواهم.
 

لاشك أن بعض شهداء الثورة هم ضحايا رجال مبارك ونظامه، لكن البعض الآخر هم ضحايا من دفعوهم لمهاجمة السجون وأقسام البوليس!!. . ترى هل سيتم يوماً تقديم قتلة الثوار الحقيقيين للمحاكمة، ومتى يمكن أن يتم هذا؟!!. . فقط لو يعطي هذا الشعب فرصة لمرسي وجماعته للعمل بحرية على مشروع النهضة، سيعود مبارك للحكم بعدها محمولاً على أعناق الجماهير، وربما لم يستشعر مبارك الرضى عن النفس والاقتناع بالذات قدر استشعاره هذه الأيام. . أن يأتي أعداؤك بالدليل الدامغ على قدرتك وتفوقك!!. . تفتكروا ماذا ستكون النتيجة لو ترشح مرسي ومبارك الآن في انتخابات رئاسية نزيهة؟!! 
 

•السيد لا يستعبد العبيد، ولكن العبيد هم من يسيدون السيد. . فقط تأمل الأقباط وماذا يفعلون في كهنتهم، كنموذج يقاس عليه سائر صنوف العبيد، ففي حالة الأقباط وأسيادهم الكهنة لا يمتلك المتسيدون على الناس سلطة قوة أو ثروة، بل بالعكس يتعيشون على ما يتفضل عليهم به العبيد. . ظهرت الرهبنة في مصر في عصور قحط وجدب طردت الآلاف إلى البرية بدعوى التعبد، والآن ترتد الموجة حين يعود الرهبان لقيادة الكنيسة، فيصدرون القحط والجدب للحياة وللناس، ويغترفوا مما ادعوا زهدهم فيه. . لو تم غلق الأديرة على من بها لانحسر تيار الرهبنة، ولوقينا الناس شر فيروسات تشيع النفاق والفساد. . المقارنة هنا بين شخصية القبطي إنتاج الكنيسة الأرثوذكسية، وبين شخصية القبطي البروتستانتي الذي لا يقبل أياد ولا يسجد قدام إنسان، ولا يلتمس البركات من أيقونات تنضح بالزيت!!
 

•سوف نحصل على دولة مدنية تفصل بين الدين والدولة يوم يكون لدينا مواطنون لا يرون أنفسهم مجرد كائنات متدينة، بل بشر منفتحون على سائر مناحي الحياة يأخذون منها ويضيفون إليها، دون أن تكون أرجلهم وأيديهم مغلغلة بسلاسل مقدسة. . قدر الاهتمام الذي توليه القوى والتيارات السياسية بقضية أحداث مدينة الخصوص والكاتدرائية هو المقياس الذي بناء عليه نستطيع تصديقهم بأنهم دعاة دولة مدنية!!
 

•لا تشمت فينا يا مبارك، فلدينا شباب قادر على تخطي نكبته ونكبتنا، وقادر حتى وإن طال المدى على استدعاء خيوط النور لفجر مصر الجديدة.

نقلاً عن الحوار المتمدن