لقد فقد الناس الرغبة في التعليق علي ما يكتب علي صفحات الجرائد بل سئم الناس ما يقال في قنوات الكلام ... سئم الثائرون الذهاب الي التحرير وفقدو الزعيق بالكلام .. بل ان كثيراً من الكتاب فقدوا الرغبة في الكتابة والابداع الفكري .... علي ما يبدو ان  الجميع يقف اليوم  حائراً  .. ويسألون .. والحل ؟ ونفس الناس التي تسأل عن الحل .. يسألون عن المشكلة ..؟

 

الحقيقة هي انة هناك تفاوت ضخم في فكر المصريين .. في فهم مشاكل مصر وما يجري علي ارض مصر .. والكل يعتقد انة  يملك الحقيقة .. والكل يعتقد ان معة المفتاح السحري لحل مشاكل مصر .. ومازال ايضا ناس تُرِكتْ .. تزععّق وتقول وتنقد وتشجب وناس تانية تزععق وترد عليهم  ... والكل تاية في الفراغ الابدي واصبعت مصر كسفينة مليانة بشر ... دوفعت للابحار الي قلب المحيط .. بدون قبطان يعرف قوانين البحر او الابحار .. بدون  دفة وبدون واحد قاعد عليها ويعرف اين اليمين واين الشمال .... حتي تاريخ السفينة المصرية .. يعرفة القلائل ..

 

وهؤلا القلائل يقولون ويفسرون وينصحون .. ولا حد سامعهم ... وكأن الجميع يمسك بازاميل وشواكيش .. ويستلذ ان يصنع صورة جدارية فوق حوائط الهواء  .. عظيم هو المصري حتي في فشلة اجدادنا عملوا كدة .. صمموا اللوحات الجدارية وحكولنا تاريخهم وروعة حضارتهم ..

 

وها نحن اليوم نحاكيهم ايضاً ونصنع لوحات جدارية علي جدران الهواء ونحكي قصة فشلنا .. نصنع تاريخ لا يرغب احداً في قرائتة .. ونبزل مجهودات نملأ بها فراغات الهواء واصبحت كل الاشياء خط احمر .. وحتي الخط الاحمر .. اصبح ط احمر .. اختفت كل الخطوط .. وانتحرت جميع الحلول في سراديب جهل من يركب فوق انفاس الشعب المصري .. جائوا  يعلنون بجهلهم .. زوالالشعب المصري وفي نفس الوقت يقتنعون .

 

ان يدي العلي قد ارسلتهم لانقاذ مصر من التقدم .. ويجلس المخلصون فرادا تاركين ازاميلهم وشواكيشهم الي جانبهم ممسكين بقيثاراتهم  يعزفون اللحن الحزين في وداع مصر ويسيرون في مشوارها الاخير قبل الدفن .. كم اكرة كل مدافن الارض التي سوف تفتح فاها .. وتتلقي منا نعش مصر ..

 

انا اكرة موتك يامصر .. انا لست الالة كي يعيدك الي الحياة .. انا مجرد ابنك .. وبحاول اصمد وامسك دموعي .. وانت تتحشرجين .. حشرجة الموت .. اغتصبوك الاغبياء .. وسابوك تموتي  .. انتي عظيمة يامصر .. وياريت الموت يستني عليك .. ياريت يتأخر شوية .. بس احط رجلي في  طيارة .. وآجي اتمرمغ في ترابك شوية .. حتي العيشة الهنية وانا بعيد عنك تغور ..

 

اتعميت في نظري لما سبتك ومشيت  .. اصل اللي سرقوك واللي نهبوك .. ماخلوليش ارشين .. اوكل بيهم الصغار .. مش دة هم ما يتلم .. ايوة هم ما يتلم .. انا عارف  انك مش سمعاني وما عدش فية كلام علي لساني ..مش قادر انزل ايدي من فوق نعشك ..واقولك مع السلامة ياغالية .. نفسي مش جيباني .. حتي الهي واللي بشكيلة همي .. وعندة الحل لالمي  وعندة الاجابة .. حتي اجابتة مش طيلاني .. اصبحت مثل طفل صغير تموت امة .. وينظر في عيون كل الناس يطلب منهم اجابة علي مليون سؤال .. انت لية هاتموتي يامصر ......