الأقباط متحدون - الشَيطان فَقَدَ عقلهُ
أخر تحديث ١٥:٠٦ | الخميس ١١ ابريل ٢٠١٣ | ٣برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٩٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الشَيطان فَقَدَ عقلهُ

بقلم: ليديا يؤانس 

 
الشيطان بَدءَ عَمَلهُ مِنْ قبل إنشاء العالم.  فَهو في الأصل كان رئيس ملائِكة الله ولكن بِسبب كِبريائهِ أراد أن يكون مثل الله. 
الأنا كانت لديهِ عالية جداً وبالتالى ثَار ضِد خالقهِ مُحاولاً إغتصاب قوته ومجده.  ولذلك حكم الله عليه بالهلاك والموت الأبدي. إذنْ الشيطان عدو الله وبالتالى هو عَدوِنا ويُهاجم الله مِنْ خِلال الإنسان.  ومنذ بَدء الخليقة والشيطان يَعمل الشرور في العالم. العالم كله كان فيه زوج وزوجتة فقط ؛ الشيطان أغوى حواء وأدم بِعدم طاعة الله. العالم كُله كان فيه إثنان إخوة فقط قايين وهابيل.  قايين قام على أخيه هابيل وقتلهُ. ولِلآن الشيطان يَعمل مِنْ خِلال إخوان الشياطين أى أتباعه لِدمار العالم وتَكدير البشرية. ولكن كُلما إقتربت نِهاية العالم كُلما إزداد هياجاً وجُنوناً لإن نهايتة أصبحت وشيكة. 
مِنْ فضلك عزيزى القارئ لاحِظْ إستخدامي لِكلمة "شيطان" فهى لا تعنى شخصاً واحِداً بِذاتهِ ولكن مُمكِنْ يكون شخص أو أشخاص.
 
في الآونة الأخيرة الشيطان فَقَدَ عَقله!  لِماذا؟
 
لأنهُ وَجَدَ أن هُناك عُقولاً مُتفتحة واعية تُطالب بالديمقراطيةِ والحرية وحق الإنسان في أن يعيش حياة كريمة. الشيطان فَقَدَ عَقله وطار يُكَفِرْ ويُدَمِرْ كُلْ مَنْ يَفتح فَاه بِهذة الشِعارات التى تُزعزع كَيانة الذى يقوم على الإستِبداد والتَسَلُطْ.
 
لأنهُ وَجَدَ نهضة ثقافية وفِكرية ودينية بين الصغار والكبار بسبب التواصُل الإلكترونى والإذاعات المَرئية وغير المَرئية.  وجد الناس تَتَكلم بِدون خوف بِالرغمِ مِنْ التَهديدات الصريحة والمُقَننة.  شَعرَ الشَيطَان بأنهُ قد َتعَرى أمامْ الجَاهِل والمُتَعَلِمْ أمامْ الصغير والكبير. جَهله بَدَأَ يظهر لِلعالم كُله مِنْ خِلال أفكاره وسلوكياته السيئة.  والسبب في جهله أنهُ إنغلق على نفسهِ فهو لا يُشاهد التليفزيون ولا يسمع الموسيقى ويُحَرِمْ كل شئ جميل في الحياة ولَكِنهُ يُحَلِلْ السرقة والزِنا والإغتصاب والخطف والقتل وتَلفيق التُهم وإختلاق الفِتن وكُل ذلك تحت غِطاء الدين.  الشيطان فَقَدَ عَقله فَأصدَر الإتهامات والمُحاكمات مِثلما حَدَثَ مع باسِم يوسف بسبب "البرنامج" ومع شيخ الأزهر أحمد الطيب بسبب رفضه بيع مصر بِصِكوك مَشبوهة.  الشيطان بدأ يُحيك المُؤامرات لعمل قلاقِل وليس مُهِماً عِندهُ النِفُوس البريئة التى سوف تَموت ولكن المُهِم أن يَفرِضْ رأيه ويُطبِقْ أيدولجياته.
 
لأنه وَجَدَ تَرابُطاً بين أبناء الوطن الواحِد بِغض النظر عن إيمان كُل مِنهُم وأيضاً بِغض النظر عن آلآعيبه القذرة والفِتن المُفتعلة.  الشعب عاش فترة الثورة والكُل أصابهُ ما أصابهُ مِنْ مُعاناة وجُروح لا تدمى. ولكن الكُل في مَركِبْ واحِد فَبدأوا يَتَشَددوا ويرتبطوا ببعض ويَفهمُوا حِيلهُ.  الشيطان فَقَدَ عَقله وَجَالْ مَزعوراً يجِدْ مَنْ يبتِلعهُ بِغض النَظَر عن هويته أو دينه فكانت الخُطط الشيطانية مِثلما حَدثَ في بور سعيد ومُدرجات بُرج العرب بالأسكندرية ومباراة الأهلى وتوسكر الكينى.
 
لأنهُ أصبح مَفضوحاً أمام العالم. الشيطان فَقَدَ عَقله وبدأ يُلملِمْ أذيالة الخَائِبة بأن يضرب هُنا وهُناك ويلتقى بِهذا وذاك لكى يُحَسِنْ صورتة ويُثبِت لِنفسه أنه مازال قوياً بالعنف والجبروت.
 
لأنهُ حاول أَخوَنة الدولة بِكُل مؤسساتِها فَنَجحَ نِسبياً مع بعض المؤسسات التى له سُلطان عليها مِثل الجيش والشُرطة ولكنه فَشَلَ في أخونة الوطنيين والمثقفين. الشيطان فَقَدَ عَقله ولكِنهُ مازال عِنده أمل بالرغم من أن إخوة كثيرين لهُ تَركوا طريقه لأنهُم فََهِِمُوا حقيقتة.
 
أما المَسيحيين حِكايتهُم حِكاية فالشيطان لهُ ثأر مَعهُم من حوالى 2000 سنه.  لم ينسى الشيطان أبداًُ أنه بسبب إله المسيحيين نهايتهُ أصبحت وَشيكة فَفَقدَ صوابه وَجَالْ ينتقم مِنهُم.   وهذا ما يقوله المسيح "هُوذا الشيطان طَلَبكُم لِكى يُغَربِلكُم كالحِنطة." 
على مدى العُصُور والكنيسة تَنمو وتَزدهِرْ وتَقوى وتَتَشددْ بِرغم الضِيقات والإضِطهادات.  دِماء أولادها رائحة بخور زكية وصلوات مرفوعة أمام الجالس على العرش.   شُهداء الكنيسة يَصرُخُون "حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضى وتنتقم لِدمائنا مِنْ الساكِنين على الأرض.... قِيل لَهُم أن يستريحوا زَماناً يسيراً حتى يكمُل العبيد رِفقاؤُهم وأخوتهم أيضاً العتيدون أن يُقتلوا مِثلهم" (رؤ 6: 10-11).
 
الشيطان وإخوانه وَجدوا أن المسيحيين بِرغم كُل الإضطهادات التى يُمارسونها ضِدهم مازالوا أقوياء وإزدادوا  في التمسُكً بإيمانهم.  الشيطان فَقَدَ عقلة وقال يمكن لو ضَربناهُم في أكبر صرح دينى لهُمْ (أى الكاتدرائية) سوف ينهاروا وهكذا نكون قد إنتصرنا عليهم.  إقول لك مِنْ خِلال هذة الكلمات التى أُسطرها الآن "عَشَمْ إبليس في الجنة!!!" 
 
الشيطان لو وَجدَ شَخصاً لابِساً صليباً أو راشِماً صليباً على جسمة أو وَجَدَ صليباً مَرسوماً أو مُقاماً في أى مكان يقول لك أعوذ بالله أنا أتمنى العَمى ولا أرى صليب أمامي.  هذا هو الصليب المُرعِب لِلشياطين ولذلك الشيطان فَقَدَ عقلة وقام مِثل الثور الهائج المُغطى العَينين يَحرِِق كنائس ومنازل ومحلات وأشخاص.  قام يخطف ويغتصِب ويقتل ويسرق.  قام يُلفِق التُهم والإكاذيب لِيُعطى لِنفسهِ حُقوقاً مُضِله ومُضَلِله.  الشيطان فَقَدَ عَقله عِندما وَجَدَ أن مُعظم أبناء الوطن الشرفاء الغير مسيحيين تعاطفوا مع إخواتهم المسيحيين وأدانوه ومسحوا بِكرامته الأرض.
 
الشيطان إفتكر إنه لما يحرق الإنجيل على مَسمَعْ وَمَرأى مِنْ العالم المسيحيين سَيفقِدون صوابهم ويقومون يُكسِرون ويَحرَِقُون ويَقتُلون ويَقولون نَحنُ الذين سَنُدافِع عن الإنجيل.  لا ياشيطان إحنا إنجيلنا في قلوبنا وإللى بيدافع عن الإنجيل صاحب الإنجيل لإنهُ في العُلى أقدر.  لسنا نَحنُ الذين سَنحمى الإنجيل ولسنا نَحنُ الذين سَنُفدى الصليب ولسنا نَحنُ الذين سَنُفدى المسيح بل إلهنا القادر على كل شئ هو الذى فَدَانَا وهو وحده القادر على أن يُحافظ على كَلِمته أى الأنجيل ويدافع عن الصليب ويدافِع عنا. أُريدُ أن أقول لك كلمة في أذنك يمكن تدخل مُباشرة على مراكِز الفِهم في المخ عندك إذا كان عندك عقل. الإنجيل وأى كتاب آخر مهما إن كانت قيمتة أو مكانتة فهو مصنوع من الورق.  أدخل على الانترنيت وإبحث لكى تعرف مما يُصنع الورق. بالإضافة إلى أن الورق مهما إن كانت قيمة المكتوب فيه فهو معرض للإندثار بصورة أو أخرى.  إفترض أن معك الكتاب المُقدس أو القرآن وسقط مِنك في البحر هل ستنزل وراؤه لكى تُحضره؟   وإذا شب حريق في مكان وبه كُتب مُقدسة وإتحرق المكان بما فيه هل المفروض إن الإنسان يولع في نفسه خوفاً من غضب الرب عليه؟  ياريت كل الناس تفكر بالمنطق والعقل ولكن أنا واثقة إنك فقدت عقلك لإنك مُمكن تَقتُل إنسان لِمُجرد إنك إعتقدت إنه أمسك ِكتابك بإزدراء أو وقع منه عفواَ فتُصِرْ على أنهُ أسقطهُ عمداً وبالتالى تَمسَحهُ مِنُ على وجه الأرض.  
 
الأقباط جمع كلمة قِبطي وهى نسبة إلى "Egypt"  أى جيبت وهى تُطلق على سكان مصر.  يا شيطان من قبل أن تُوجَدْ أنت كانوا الأقباط مَوجُودين في مصر لأنهم أصحاب البلد الأصليين.  الأقباط من حقهم أن يعيشوا بِكرامة في وطنهم لأنهم مواطنون درجة أولى وليسوا درجة ثانيه أو عاشرة كما تُطلقون عليهم.   يمكن أصبحوا أقلية في مصر بسبب إضطهادكم المُشين لهُم ولكن لو أحصيت عدد الأقباط على مستوى العالم ستجد أنهم أغلبيه.  
 
الأقباط مِنْ حقهم أن يَعترِضوا ويَرفُضوا ويَشجُبوا ويَرفعُوا أصواتهم في كل مكان ليس لكى يُعطيهم العالم والمُنظمات الدولية حقوقهم بل لكى يعرف العالم كله أنك فقدت عقلك ومحتاج الحجر عليك لكى يقتفى العالم شرورك. 
يا شيطان بسببك يمكن تتدخل الدول لِتَشجُب أفعالك اللآنسانية واللآعقلية ولكن كل دولة تضع مَصَالِحها أولاً والدبلوماسية تتدخل لمصلحة من يَهِمُه الأمر.
 
يامسيحي ثِقْ أن إلهك عِينُه عليك وما عليك إلا أن تَقِفْ وتنظُر خلاص الرب.  ياقبطي أسكب دموعك وشكواك عند قدمي إلهك الذى قال لك مَنْ يَمِسك يَمِسْ حدقة عيني.  ياقبطي إرفع صراخك لإلهك الذى يقول لك أُصمُتْ وأنا سَأُدافِع عنكْ.  لي النقمة يقول الرب. 
 
لعلكم مُتذكرين عندما إتفَرعَنْ فرعون على بنى إسرائيل شعب الله وأذلهُم وإستعبدهم وأهان إِلههُم.   ما الذى حدث؟  يقول الكتاب أن الرب الإله أخرج بنى إسرائيل بذراعة القوية الممدودة.  خرجوا مُعززين مُكرمين وبطريقة معجزية تَتَحَاكى بِها الأجيال.  أما فرعون (الشيطان) غرق هو وجنوده ومركباته في البحر الأحمر.  فرعون  لم تُنقِذةُ أمواله أو قوتة أو أفكارة الشيطانية.
 
أحبائي كل الذين ذاقوا المَرار من الشيطان وإخوانة أقولُ لَكُم ثِقوا وإفرحوا لإن "إله السلام سَيسحق الشيطان تحت أرجلكُمْ سريعاً نعمة ربنا يسوع المسيح معكُمْ آمين" (رؤ 20:16). 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter