الأقباط متحدون - نحن باقون...صامدون
أخر تحديث ١٣:٠٤ | الثلاثاء ٩ ابريل ٢٠١٣ | ١برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٩١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

نحن باقون...صامدون

 بقلم:  زهير دعيم

بالأمس وفي كلّ يوم في السودان وفي جنوبه تحديدًا.

بالأمس وفي كل يوم في بغداد وفي كل العراق.

بالامس وكل يوم في نجع حمادي  والجيزة واليوم في الخصوص وكاتدرائية العباسيّة  ومصر  المحروسة كلّها.

بالامس واليوم ، المسيحيون مهضومو الحقوق ، ، محرومون من الأحلام والآمال ، محاصرون ، مُتهمون  ، غرباء في أوطانهم ، رغم أنهم الأصل والأساس والركن والركيزة، يهاجرون قسرا الى الغرب ويتركون جذورًا امتدت في تربة الشرق آلاف السنين ، يقولون : نريد هواءً نقيًّا ....نريد ان نتنفّس ، أن نحلم ، أن نتعبّد كيفما يحلو لنا ، نريد أن نُرنّم بصوتٍ عالٍ وأن نُربّي أولادنا على المحبة وحبّ الحياة والإنسان.

   بالامس القريب قهقه عدو الخير في كنيسة سيّدة النجاة في بغداد، قهقه وهو يختطف أرواح الأبرياء المُتعبّدين في محراب المحبّة.

واليوم في  الخصوص وكاتدرائية العباسية ، في مصر التاريخ ، الكنائس محاصرة وتُضرب بالطوب وبالسلاح الحيّ والشهداء يسقطون والحاكم بأمره في قصره العاجيّ لا يحرّك ساكنًا .

الاعتصام جريمة!!!
أن يرتفع التسبيح للإله جريمة!!!
أن تبنوا كنيسة أكثر من جريمة .
ان يحامي المواطن عن نفسه من رجال الامن جريمة!!!.

  أيتساوى الجلاّد والضّحية  ؟
هل أضحت الكنيسة بُعبعًا يخيف  الشّرق؟
  ماذا أصاب الشرق حتى راح يظلم مواطنيه ويجبرهم على هجرته؟
  ماذا دهى الشرق حتى راح يمنع حرية العبادة، في حين تنعمون في الغرب بهذه الحرية وهوائها الطلق!!
 ألسنا اخوة نتقاسم هواء الشرق والوطن وترابه ونوره وامطاره ؟
  ألسنا اخوة لأب سمائيّ واحد يهبنا خيراته دون تمييز ؟

   ليعلم التاريخ ويُسجّل ورغم أنفه : انّنا سنبقى هنا ، وسنزرع تربة هذا الشرق بالترانيم ، وسنحصد بالفرح سنابل المحبة ، ونلوّن أديمه بالتسامح ، ونُغطّي قفاره بالحنان.

   ليعلم التاريخ ويُسجِّل : انّنا باقون هنا ، منزرعون ، نرنو الى السماء حيث ننتظر موكب العريس.فجذورنا أعمق وأقوى من أيّ قرار ملكي أو جمهوري ، وإيماننا أقوى من سياط الجلادين ، ومحبتنا للانسانية تفور وتملأ الآفاق عطرا وشذىً.

  سنبقى هنا ...نتعبّد حتى ولو تحت قبّة السماء ، وفي المزارع وبين حقول القطن وكروم التين والزيتون والعنب.

  سنبقى هنا وقلوبنا تضرع الى الإله المُحبّ أن يرحم الكلّ ...أن يُعانق الكلّ وأن يغفر للجميع زلاتهم ويفتح عيون قلوبهم ...فالفرح آتٍ ، فها هي الآية الذهبية تؤكّد: " وأنتم كذلك عندكم الآن حزن ، ولكنّي سأراكم ايضًا فتفرح قلوبكم  ، ولا ينزع أحد فرحكم منكم"
(يوحنا !6:22)

  أيّها الشّرق إنّنا صامدون...
أيّها الشرق نحن قبلك وسنبقى بعدك!!!
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter