الأقباط متحدون - سلامة أراضيه
أخر تحديث ١٣:١٠ | الأحد ٧ ابريل ٢٠١٣ | ٢٩برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٨٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

سلامة أراضيه

بقلم : مينا ملاك عازر

أقسم الرئيس غير مرة القسم الدستوري، ومن بين ما أقسم عليه نصاً سلامة أراضي الوطن، وبعيداً عن حنث الرئيس المعتاد بوعوده، وما قاله نائبه السابق بأنه سيصوم ثلاثة أيام لعدم وفاء الرئيس بقسمه باحترام الدستور والقانون، بعيداً عن كل هذا الذي نكافحه، يقدم الرئيس درساً جديداً في كيفية الحنث بالقسم، إذ يعد من لا يملك بحلايب وشلاتين لمن لا يستحق، حين أكد مساعد الرئيس السوداني الشمالي أن مرسي وعدهم وعداً قاطعاً بإعادة مثلث شلاتين وحلايب للسودان.

وبين تقديم مثلث حلايب وشلاتين لإخوان السودان كهدية تحابي وإيخاء، لتقديم شبه جزيرة سيناء لإخوان فلسطين وجناحها العسكري "حماس" تعيش مصر أزهى عصور سلامة الأراضي، ويبدو أن عقدة الإخوان هي المثلثات فبين مثلث حلايب لمثلث سيناء تعشق الجماعة الإخوانية توزيع المثلثات هدايا على مريديها وتابعيها.

ومن تنازل الإخوان عن المثلثات، نستطيع أن نفهم أن مصر انتقلت من عصر سلامة أراضيها لعصر سلامتها أم حسن، وطبعاً حسن هنا لا أقصد به حسن معين ولا تطلق لنفسك العنان لتحمل ما أقوله ما لم أقله، ولا تظن أنني ألمح لحسن معين فمصر الآن أبعدية لأحفاد البنا يتنازلون عن كل شبر منها لمن يريدون ما دام سيدفع، وحتى لو لم يدفع مش مهم ما دام منهم فيهم، المهم من يأخذ يكون يحمل لقب حفيد البنا، فهنا وهنا فقط يجوز له أن يأخذ ما يريد وقت ما يريد دون محاسب وحتى من يعطي لا يحاسبه أحد.

وإهداء سيناء لحماس وحلايب وشلاتين للسودان، يوضح لنا مفهوم الوطن عند الإخوان، ويترجم لنا أستاذية العالم، فهناك دول تمنح وتقرض لتسود، وتسيطر اقتصادياً، أما الإخوان فيأخذون المال ويوزعون الأرض، ولكن السؤال بعد أن يتخلوا عن أراضي البلاد إللي هي مش أبعدية البنا، حايسودوا على إيه؟ طبعاً حضرتك عارف إن سيادتهم ستكون على كل شبر تتحكم فيه الجماعة، ومش مهم الوطن، فبالنسبة لهم مش مهم أبداً مصر، المهم الإخوان، وسلم لي على سلامة الأراضي.

وفي الختام، أحب أن أهدي لحضرتك صوت الرئيس وهو يقسم القسم الدستوري الذي لم يف بحرف منه حتى الآن باستثناء سلامة الأراضي، وهو الجزء الجاري الحنث به بكل همة ونشاط في سبيل سيادة الجماعة، ولا تقل لي أوطان ولا شعوب ولا قومية بل قل إخوانية إخوانية حتى فناء الشعوب والدول العربية، وكله يهون علشان خاطر أحلى دقون، ومن هنا لنهاية المقال اسمع حضرتك، كيف كرر مرسي قسمه، كما كرر حنثه به. وتأمل أغنية بيع وطنك، بيع أرضك، شوف الشاري مين؟ أقصد بيع حبك، بيع قلبك، شوف الشاري مين؟ ولا تظن أن الشاري مش موجود فالشاري في حالة سيناء إسرائيل وأمريكا سيدفعون الثمن، وهو ترك أولائك البياعين على كرسي الحكم، وفي حالة حلايب وشلاتين لا في بايع ولا مشتري فهي هدية والهدية لا ترد.
المختصر المفيد لم أصدق ما قاله مساعد الرئيس السوداني إلا حينما كذبته مؤسسة الرئاسة المصرية على لسان متحدثها الرسمي.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter