أثار حوار الدكتور مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، مع "الجريدة" الكويتية الكثير من الغضب بسبب ما ورد فيه، حيث فجَّر عاكف مفاجأة كبيرة بتأكيده أن مشروع "النهضة"، المعلن كبرنامج انتخابي للرئيس محمد مرسي، لا يمكن تنفيذه دون "أخونة" أجهزة الدولة، مؤكدا أن مرسي، رغم عدم تعاون بعض مؤسسات الدولة معه ومواجهته هجمة إعلامية وقضائية شرسة، باقٍ في منصبه رغم أنف الحاقدين لأن "الله معانا والشعب يساندنا"، والرئيس يسير بمبدأ "استغفر لهم وشاورهم في الأمر"، ما جعل البعض يظن سهولة القيام بثورة ضده، لكن هذا لن يحدث ولن تنجح، فثورة يناير نجحت لأن الشعب كله شارك فيها. وهاجم عاكف الإعلامي الساخر باسم يوسف بالقول إنه "يتطاول على أسياده"، معترفا بأن قدرة الإعلام الإخواني على مواجهة الإعلام المعارض لا تزال ضعيفة جدا، ومؤكدا أن بعض قضاة مصر يتربص بالرئيس خوفا من العزل، الذي سيشمل ثلاثة آلاف منهم قريبا، كما قال عن دعوات الجيش للنزول والانقلاب على الإخوان إنها "كلام فارغ"، فالمجلس العسكري والشعب لن يقبلا هذا الحل، والجيش متواجد لحماية الوطن، لأن الرئيس مرسي جاء بالصناديق ولن يرحل إلا بها.

خرج المرشد السابق عقب نشر الحوار لينفي ماجاء به، ولكن الجريدة ردت ببث تسجيل له عبر موقع "يوتيوب"، وأعربت عن اندهاشها من نفي عاكف في تصريحات تليفزيونية أمس الأول للحوار جملة وتفصيلا، وأشارت إلى أنها لم تنشر كثيرا من التفاصيل التي انزلق إليها عاكف حرصا ومراعاة للأجواء السياسية الملتهبة في مصر، التي يضيع فيها الحق دائما وسط دوامات الضجيج، كما أنها راعت الظروف الصحية له وعملت على تخفيف اللهجة إلى أبعد حد.

وبناء على نفي المرشد العام السابق، نشرت "الجريدة" في بيان لها بعض الأجزاء المحذوفة من الحوار، ومنها قول عاكف إن "الولايات المتحدة قدمت، عبر وزيرة خارجيتها السابقة هيلاري كلينتون، عشرة ملايين دولار للمصريين لكي يصوتوا على الدستور الأخير بـ(لا)، لكنهم رغم ذلك صوتوا بـ(نعم)". واتهم، في التسجيل الصوتي الذي تحتفظ "الجريدة" بنصه كاملا، وسائل الإعلام والقضاء بالفساد، لافتا إلى أنه سيتم "عزل 3500 قاضٍ لأنهم تجاوزوا سن الستين، وذلك سيكون أول قرار يتخذ من البرلمان المقبل"، الذي توقع عاكف أن يحصد "الإخوان" أغلبيته.