الأقباط متحدون - لما تلاقى مسلمين فى الكنائس.. «يبقى أنت أكيد فى شبرا»
أخر تحديث ٢٣:١٧ | الأحد ٣١ مارس ٢٠١٣ | ٢٢برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٨٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

لما تلاقى مسلمين فى الكنائس.. «يبقى أنت أكيد فى شبرا»

كنيسة سانت تريزا
كنيسة سانت تريزا

 مبانٍ تاريخية وروحية تزين جنبات حى شبرا، اقترنت باسم الحى، يتعبد بها جميع أطياف الدين المسيحى، تسر الناظرين من المسلمين والمسيحيين، تخطف القلوب والأبصار، تجسد معانى الوحدة الوطنية شاهدة على دفء العلاقات الإنسانية والعيش المشترك، بمنتصف شارع شبرا تقف كنيسة سانت تريزا شامخة صامدة، لون واجهتها البنفسجى يزيدها جمالاً، بوابتها العتيقة مفتوحة على مصراعيها تحتضن الزائرين، لا تفرق بينهم ولا تسأل عن هويتهم، ساحتها متسعة، أعمدتها سامقة، بقايا حجر الأساس الكرملى التى أحضرها الآباء الكرمكيون من جبل الكرمل بالأراضى المقدسة تضىء المدخل البحرى للكنيسة، إلى جواره تلهو بعض الفتيات بالزى المدرسى، خرجن لتهوهن من المدرسة، ينهرهن عامل الكنيسة لكثرة لعبهن وجريهن بالساحة، يطلب منهن مغادرة الكنيسة، يستعطفنه للبقاء «عاوزين نخش ناخد البركة ونزور يا عمو» يلين قلبه ويسمح لهم بالدخول.

 
«أمام باب الكنيسة الكاثوليكية الرئيسى يقف رجل خمسينى اسمه محمد محمد فهيم، عيناه شاخصتان إلى واجهة الكنيسة المزركشة بالكثير من الرسومات يتأمل جمال المبنى العريق، ورشاقة صحنه وقبته، يقتفى آثار أقدام طفولته هنا، يتذكر والدته «الحاجة» ويدعو لها بالرحمة والمغفرة الحسنة، ذكّره المبنى المسيحى بوالدته المسلمة، «كنت دائم التردد على الكنيسة مع «الحاجة» وأنا صغير «أصلها كانت بتحب تزور المكان ده»، حسب قول محمد. الذى يشير إلى مبنى الكنيسة بفخر شديد، ويكمل: «أمى كانت بتستريح هنا قوى وبتقول عنه مكان روحانى عظيم».
 
يتذكر «فهيم» أيام الطفولة ويقول مبتسماً: «كنا بنزور الكنيسة ضمن جولاتنا على مساجد أولياء الله الصالحين فى الحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب، كانت أيام حلوة» ثم يكمل: «إحنا مسلمين ونعترف بالمسيح والأم تريزا»، اصطحب «فهيم» زوجته وأبناءه الثلاثة خلال رحلته ليكرر ما فعلته أمه معه حينما كان طفلاً صغيراً. على الجانب الأيمن من ساحة الكنيسة توجد مكتبة تباع بها هدايا وكتيبات عن الدين المسيحى، اتجهت إليها سيدة خمسينية مع ابن عشرينى طلبت من بائعة المكتبة شمعة بطول الابن اشترتها ببضعة وعشرين جنيهاً ثم اتجهت إلى صحن الكنيسة من الداخل وأشعلتها بجزء الشموع طالبة البركة، ثم نزلت إلى مقام الأم تريزا بمقدمة الكنيسة لتطلب شفاعتها فى فك ضيق ابنها وفلذة كبدها، مقاعد الكنيسة خالية إلا من بعض الزائرين المسيحيين والمسلمين ينظرون إلى آية «هذا من فضل ربى» المنقوشة أعلى جدار الكنيسة الخلفى بإعجاب وطمأنينة، لا يعرفون سرها، تكفيهم رؤيتها، تاريخ بناء الكنيسة يعود إلى بداية ثلاثينات القرن الماضى.ونظراً لأهميتها تم إطلاق اسمها على محطة مترو الأنفاق التى تقع بشمال الكنيسة، وهو ما كان له عظيم الأثر فى شهرة الكنيسة.[Image_2]
 
أما أول كنيسة بُنيت فى هذا الحى الذى بناه محمد على باشا فهى كنيسة السيدة العذراء مريم بـ«مسرة» التى تم إنشاؤها فى 1924، عندما كانت شبرا منطقة زراعية حتى أوائل العشرينات ولم تكن بها كنائس، ثم فكر الأقباط فى بناء كنيسة وعقدوا أول جلسة فى يوم الجمعة 31 مارس 1922. وجمعوا تبرعات لبناء كنيسة العذراء مريم وبنيت فى نفس المكان فى شارع مسرة، تتوسط الكنيسة الآن العمارات السكنية وتشعرها بالدفء والهدوء لا تسمع لأفراد حراستها حساً، كأنهم غير موجودين. باب الكنيسة الخشبى محاط بمحرقتين للشموع. الأولى للسيدة العذراء مريم والثانية للشهيد العظيم مارجرجس. تقف أمام إحداها فتاة عشرينية هادئة الملامح تشعل الشمعة وترفع يديها وتغمض عينيها وتقول: «لتكن هذه الشمعة نوراً إلهياً منك يا ربى لتحرق أنانيتى وكبريائى وخطاياى كلها، لتكن شعلة منك يا سيدى لتدفئ قلبى وتمنح السلام والصحة لعائلتى والعالم بأسره»، كنيسة العذراء مريم بها العديد من المكاتب الخدمية والسياحية. يتردد عليها عدد كبير من أبناء الكنيسة مكاتب الآباء موجودة بمبنى ملحق بها. خضع هيكل وصحن الكنيسة للتجديد عام 1988 ويتبعها جمعية النهضة الروحية التى خدم بها قداسة البابا شنودة.
 
«حى شبرا توجد به كنائس كثيرة تتسبب فى خلق نوع من الهداية بالمكان وبث الطمأنينة والسكينة» هكذا يقول القمص صليب متى ساويرس، راعى كنيسة مارجرجس بشبرا، يتابع: دور العبادة جميعها تريح النفوس بالصلاة بها. ويعلق «صليب» على إشعال المسيحيين للشموع أمام صور القديسين والعذراء بمداخل صحن الكنائس وبداخلها بقوله: «القديسون أنفسهم شموع احترقت من أجلنا ليمهدوا وينيروا لنا الطريق. الشمعة تحترق وتذبل لكن شفاعة القديسين باقية. هؤلاء القديسون قريبون من ربنا لذا نطلب شفاعتهم ليرفعوا صلواتنا إلى الرب». يضيف القمص: دور الكنيسة لا يتوقف على العبادات فقط لكن يمتد إلى تقديم خدمات إلى جميع أهالى شبرا مسلمين كانوا أم مسيحيين من خلال جمعيات تساعد اليتامى وتقدم المعاشات للأرامل، وفى جمعية السلام التى أرأسها نقوم بصرف 4 ملايين جنيه شهرياً على المعاشات بالتعاون مع وزارة التأمينات الاجتماعية، ويضيف: من أشهر كنائس شبرا كنيسة الشهيد مارمينا بأرض الطويل والأنبا أنطونيوس والشهيد جورجيوس والشهيد مارجرجس بالجيوشى والملاك ميخائيل بطوسون وكنيسة الشهيد مارمرقس.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.