الأقباط متحدون - مصر المفقودة ... متى تعود ؟ (2)
أخر تحديث ١٣:٥٩ | الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٣ | ١٩برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٧٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مصر المفقودة ... متى تعود ؟ (2)

بقلم: المعارض المصري * د. ميشيل فهمــــي
إنقاذ مصــــــر.. لِمَنْ يُريــــــد
•مُهَوِناً من خطورة وأهمية ضبط أقمشة وملابس عسكرية عن طريق الأنفاق قال الأستاذ الكبير والصحفي العالمي محمد حسنين هيكل بالنص " إنـنا نُبَــــــــالِغّ  أحياناً في موضـوع حمــــــاس "  ثم أضاف " موضــوع الأقمشة العسكرية هذه يحتاج الى تقصي أكثر ، ويُمْكِنّ أن يكون التهريب من جهات أخري غير حماس "  ، وكان لسان حاله يقول: إن الجيش قد بالغ عندما قرر تغيير الزي الرسمي بِلا داعي ، وأن هذا الأمر لا علاقة له بمؤامرة خطيرة لاستخدام سيناريو ســــــــــــوريا في الوقيعة بين الجيش والشعب ، وكإن الجيش بَدَل الزي العسكري مُسايرة للموضه ،

•وكان ( الأستاذ ) قد سبق واقترح اقتراحاً مُريباً غريباً  عجيباً ، هو : علي من يقوم بأداء دور الرئيس أن يُقِيل ( العَيِلّ ) قنديل ويتولي هو رئاسة الوزارة بالإضافة الي رئاسته للجمهورية وكأنه بهر العالم بنجاحه المنقطع النظير في الأولي ، ليتولي رئاسة وزراء مصـــــــــر ، أليس هذا المُقْتَرح من الأستاذ هيكل يزيد من تدهور مصـــــر ؟

•كارثيــــــــــــة خطابات مرسي وفجاجة حركات جسده والتي هي انعكاسات لنشأة وبيئة وسلوكيات أداء الإخوان في حُكم مصــر ، كانت ضِمن العديد من العوامل التي  أكدت للعالم الخارجي وخاصة أوروبـــا فشل الأمريكان في اختيارهم لادارة الحكم في بِلْــدان " القطيع العربي "  وفي مقدمتها مصـــــــر ، وطالبت أوروبا الأمريكان بالكف عن مساندتهم ، فقد ثبُت أن ضررهم أكثر بكثير من فائدتهــــــــم ، 
•مخطط إسرائيلي / أمريكي  بمباركة  أميــر وشيخ قطــــرمن ضرورة أن تقوم حماس الغزاوية بالاستيطان في سينا المصريـــــــة تاريخا وواقعا ، علي أن يتولي تنظيم الإخوان تنفيذ ذلك بمساندته لحماس ومساندة حماس له، علي أن يتم ذلك بعد تنفيذ مخططات إضعاف القوات المسلحة المصرية ـ وقد بدأ ذلك فعلياً باتهام الريس مرسي لأشرف جهاز أمــــــني في العالم ألا وهي " المخابرات العامـــة " بالبلطجــــــة وأن بها 300 ألف ( رقم خيالي ) بلطجي ،ونثر إشاعات متعمده بتعيين ( البلطاجى) الأول فى مصر رئيسا لها وبذلك أثبت الريس مرسي بأنه أول رئيس  ( مُنْتَخب! ) يعمل علي هدم قوات بلاده المسلحة ( هذا أذا كان يعترف أن مصر بلاده ) وتشويه جهاز مخابراتها الحامي الحقيق ( بعد الله ) لمصر ،


• عن طريق قنــوات الإتصال الخاصة ، أبلغت القيادات العسكرية بالقوات المسلحة المصرية الولايات المتحدة الأمريكية  استيائها الكامل والتـــــام من خطورة اتفاقيات وحماية الإخوان المسلمين لحماس علي الأمن القومـــي المصــري ، وخطورة مساعدة حماس للإخوان ..، وطالبتهم بالكف عن تأييد الإخوان،  وقد بَـــــــدأتْ الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ الخطة البديلـــة،

•وبكل دَهّــــــــاء كانت الصهيونية الأمريكية قد خططت لضرب تنظيم الإخوان بالإخوان ، ضمن إطّــار الخِطة الكُبري لضرب الإسلام بمشايخ الإسلام ، فعملت بعد دراسة وافية لداخل الجماعة منذ مدة طويلة ، إختيار ضعيفي النفوس وعابدي المال وعاشقي السلطة والمٌسَطحين من قياداتها ، وأدخلتهم في اتفاقات عامة مع الدوائر الإستخباراتية الغربية في شتي صورها ، مثل القيادات الحالية وجميعها من القُطْبيين ، وكانت البدايات منذ  زرع سيد قطب قائداً للجماعة فورعودته من الولايات المتحدة الأمريكية ، بعد  انتهاء إبتعاثه اليها واستيلائه علي الجماعة بصفته المرشد العام الثاني ،  وحرص علي ســــــيادة  فِكْر العنف وعقيدة الإغتيالات

•وعلي مر السنون  أدي فِكر وعقيدة القُطْبيين  الي قيام مُنظري ومفكري وفلاسفة الجماعة الجادين الي البُعْدّ الإختياري عن الجماعة ، أمثال : د. محمد حبيب ، أ. ثروت الخرباوي ، أ. مختار نوح ...الخ ، وكذلك تكوين  جماعة تتأرجح بين الإنشقاق الظاهري والإنبطاح الباطني للإخوان ، أمثال : أبو العلا ماضي ، كمال الهلباوي ، محمد سليم العوة ، عبد المنعم أبو الفتوح ...الخ

•نجح تنظيم الإخوان المسلمين في هدم أركان ومؤسسات الدولــة المصرية ، وعجز تماماً عن انكسار الشعب المصري  خاصة الشباب منه ، رغم اتهامات من يقوم بأداء دور الرئيس لأصابع المصريين  وسبهم وقذفهم في ركبهم !   إعترف السيد / محمود حسين الأمين العام لعصابة الإخوان المتأسلمين ، أن : جماعة الإخوان المسلمين من " أكلة لحــــــوم البشر" وقال من سيعتدي علي مقار جماعة الإخوان ســــــــــنأكله !

•أقترح إقتراحاً شــــــــخصياً لإنقاذ مصر ، الآتــــــــــي :
*** تتولي القوات المسلحة المصرية تأمين البلاد من الداخل بعد إزاحة الحُكْم الحالي لخطورته التامـــــة علي مصر ، ويتكون مجلس رئاســـي ( مؤقت ) من رئيس المحكمة الدستورية العليــــا رئيســاً ( بِصِفَتِهِ الوظيفية ) وخمسة من الأعضــــــاء المتخصصين في الملفات الاقتصادية والدستورية والأمنية والعلاقات الخارجية ..الخ ( شرط أن لا يكونوا من السياسيين الحاليين والغير منتمين لأي ائتلاف أو اختلاف أو حزب من الأحزاب ، علي أن يكون أحدهم من  القوات المسلحة أو المخابرات العامة  وواحد من الشباب ، ومع تأمين القوات المسلحة للشارع المصري يقوم المجلس الرئاسي المؤقت ببدء الإصلاح في مصر علي كافة الأصعدة ، وعمل دستور توافقي حديث ، وتشريعات وقوانين انتخابيه ، وبعد إتمام انتخاب المجلس التشريعي ( النواب ) تتم الانتخابات الرئاسية ، ويستمر عمل المجلس لمدة ثلاث أشهر بعد إعلان الرئيس المنتخب ، علي أن يتم خلالها تدريب الرئيس علي أساليب وآليات الحكم الديمقراطي ودراسة كافة الملفات الداخلية والخارجية المتعلقة بإدارة شئون البلاد والعباد ...وبعدها يتقدم المجلس الرئاسي المؤقت باستقالته إلي الرئيس ...وتبدأ مصر أولي خطواتها للتنمية ...
 في احد مقابلاتي بقناة ( سي  تي  في ) منذ حوالي أكثر من عام مضي ، قلت لو نحج الإخوان المتأسلمون في الوصول لحكم مصر فهذا خير لمصر ولنا ، لأنهم سيفشلون تماماً في إدارة البلاد وشئون العباد ،لانعدام خبراتهم للعمل في الضوء وإجادتهم العمل تحت الأرض كتنظيم سِـــري ، وبهذا ينكشفون ويَتَعرّون أمام الأمريكان المنخدعون في قوتهم وقدرتهم بدرجة إجبار مصر علي قبول حكم الإخوان...، ولكن هذا سيكلف مصر وشعب مصر الكثير ...، وأذا لم ينجحوا فخير ويركة منذ البداية , وقد أثبتت الأيام كل هذا ...لكن لم أكن أتخيل هذه التكلفة العالية ..!!
 
كما كان بعيداً عن أي خيال بشري أن يتصور هذا الأداء الغير متوقع من قيادات الإخوان المتأسلمين بعدما دانت لهم أمور البلاد وتحكموا في شئون العِباد ،لم يصدقوا أنهم يحكمون مصر فأسكرهم هذا النصر الأمريكي المُزيِفّ حتى الثمالة ..، ففقدوا صوابهم واختلط عليهم الأمر بين إدارة تنظيم سِـــريّ وبين إدارة وطن وبلد كبير مثل مصر ، فاستخدموا نفس آليات وأساليب إدارة التنظيم في حُكم البلاد ، وكان الأسلوب الأساسي والقاعدي لحكم الإخوان لمصر بذات طريقة التنظيم السري وهو أسلوب  
 
" السمع والطاعة "  ....و هذه  كانت هي بداية النهاية بالنسبة لهم ، لأن  " السمع والطاعة " يعني إلغــــــاء وضرب المعارضة والبطش بها ، وهذا هو ما حادث الآن فالريس مرسي ومُرشِدُهُ ورؤساؤه وأيضاً زبانيته لم ولن يعترفوا بوجود معارضة سياسية لحكمهم نتيجة لفشلهم في إدارة حكم مصر بل أتهموا المعارضين بالبلطجة وأطلقوا عليهم " البلطجية " ..، لاعتياد الإخوان لعشرات السنين علي عدم معارضة أي أمر لقياداتهم ، فكيف يقـــــوم  المحكومـــــــين  أي " الشعب " بمعارضتهم ، والذين عليهم  واجب " السمع والطاعة " لهم ، لا معارضتهم ـ لِذا وجب إسكاتهم بل القضاء عليهم ...وهذا ما يتم حالياً .
 
ونتيجة لِمْنهاج ومنهجية الجماعة في إقصـــاء كل من لا ينتمي لها أو علي الأقل يتعاطف بِشِدة معها ،  أدى ذلك إلى تأزيم المواقف واتساع شقة الخلاف بينهم وبين الشعب ، وإضعاف دور الجماعة في الإصلاح والتغيير والتنمية لعدم وضوح رؤية ووجود خطط تنموية أدي أيضاً  إلي تناقص دورها السياسي وعجزهم عن حل الخلاف وتوحيد الصفوف بين فئات وتيارات الشعب السياسية  وعدم بذل اي جهد لرأب الصدع وردم الهوة بينهم وبين المختلفين عنهم ،وعدم قدرة الجماعة علي التجاوب مع المتغيرات التي طرأت عليها نتيجة لأنهم أصبحوا حُكام مصر ..،  هذا من ناحية ..ومن ناحية أخري اضطرارهم لتنفيذ مُخططات واتفاقيات تآ مرية تم الاتفاق عليها مُسَبقاً بينهم وبين عدة دول وبعض أجهزتها ومؤسساتها ...كما بينت سلفاً في العديد من المقالات والأحاديث والندوات .
 
سَكَـــــرتّ جماعة الإخــــــوان حتى الثمالة من النصر ، عِندما جاءت للحكم بالخيانة الوطنية علي أسنة الرماح الأمريكية ،ثم أفاقت من السَكرة نتيجة  للفشل ، عندما تلقت الضربات الموجعة والتي كانت غير متوقعة - من جانبهم - من الشعب المصري بالتظاهر السلمي المتكرر اعتراضا علي سلوكياتهم الحاكمة من كذب وتضليل وبطش سا حق للمعارضة والاعتداء الصارخ علي الدستور والقانون ...الخ ،  مما يعرفه القاصي والداني من فشل في الحكم صاحبة ويُصَاحِبهُ إنفلاتات في الأمن والوطنية والأخلاق والدين والعقل .
 
لكن ، دوام الحـــال من المُحــال ، فلن يستمر الأمر طويــــــــــــــــلاً ، رغم القرارات الحاسمة التى سيصدرها بعد قليل من كتابة هذا المقال من يقوم بأداء دور الرئيس وســـــــنري التغيــــير قادم لا محالـــــة ، وســـتعود مصـــــر لِمصـــر.
 
المعارض المصري * د. ميشيل فهمــــي

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter