كتب أسامة نصحى - فيينا
تصاعدت حدة الخلاف الأوروبي الاسلامى حول الاعتراف بالأعياد الإسلامية كأجازات رسمية في بعض دول أوروبا وخاصة ألمانيا.
ففي الوقت الذي طالب فيه رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك بالاعتراف ببعض الأعياد الإسلامية، معتبراً أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تدعم سياسة الاندماج التي تنتهجها الحكومة الألمانية وتؤكد على أهمية التسامح في المجتمع الألماني .. رفض المسئولون الألمان هذه الاقتراح معتبرين أن الحالة الاقتصادية السيئة لأوربا لاتسمح بتمويل أجازات إضافية كما اعتبر بعض الأوروبيون أن هذا الأجراء خطوة لتغيير القيم الأوروبية وأسلمه القارة العجوز.
وبحسب مزيك فإن المقترح لا يتعلق بأيام عطلة لجميع المواطنين، "لكن العطل لها فائدتها في عالم العمل، إذ يمكن على سبيل المثال أن يقوم رجال الشرطة المسلمون أن يعملوا محل زملائهم خلال أعياد الفصح".
إلا أن الجانب الالمانى مازال مصرا على رفضه لهذا الأمر ..و اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية في ولاية شمال الراين-ويستفاليا غونترام شنايدر أن زيادة عدد أيام العطل المعترف بها قانونياً "لا يمكن تمويله من الناحية الاقتصادية". واقترح شنايدر عوضاً عن ذلك أن الحل المنطقي لذلك يمكن أن يكون من خلال "تقوم المؤسسات والشركات بمنح العاملين فيها من غير المسيحيين أيام إجازة خلال أعيادهم الرئيسية".
أما السياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي فولفغانغ بوزباخ فلا يرى "أي ضرورة لذلك"، لأن ألمانيا "ليست بلداً بتقاليد إسلامية".
ومن المعروف أن مدينة هامبورج الالمانية أعلنت نهاية العام الماضي استعدادها للاعتراف ببعض الأعياد الإسلامية أيام العطل الرسمية. ويشكل المسلمون قرابة 5 بالمائة من سكان المدينة. وأبرمت هامبورج وهى ثاني كبرى المدن الألمانية، اتفاقاً أُعتبر تاريخياً مع جاليتها الإسلامية. وهذا الاتفاق، الذي ما زال يحتاج إلى موافقة البرلمان المحلي، يمنح المسلمين حقوقاً تتعلق بالتعليم الديني في المدارس وبمراسم الدفن على سبيل المثال. ويتعهد المسلمون من جانبهم باحترام الحقوق الأساسية وبتشجيع المساواة بين الرجال والنساء.