بقلم : د. عادل عامر
كانت هناك حتى وقت قريب طبقة متوسطة تقف بين الأغنياء و الفقراء فى مصر هذة الطبقة تضم نسبة كبيرة من المصريين و ظلت تتضأل و تتقلص و جاءت القرارات الأقتصادية الخيرة و التى أدت الى ارتفاع فى الأسعار لتقضى على وجود هذة الطبقة نهائى و تصبح أثرآ بعد عين و اصبح المواطنون و المحافظات مقسمة الى أغنياء و فقراء و قد وصفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن من شأن زيادة الاسعار بأنها "مؤامرة على الفقراء" بعد أن زاد سعر البنزين درجة 90 أوكتين بنسبة 35 في المئة ليصل الى 1.75 جنيه مصري (0.33 دولار) للتر وهو ما يعني فعليا رفع دعم الطاقة الذي سرى لفترة طويلة وقالت الصحيفة ان سائقي سيارات الاجرة الذين يتقاضون أتعابهم بمساومة الركاب زادوا التعريفات وان بعض سائقي الحافلات الصغيرة رفضوا العمل مطالبين الحكومة بأن تسمح لهم بزيادة التعريفات بحوالي 25 قرشا للخطوط داخل المدن كما أن بعض سائقي الحافلات الصغيرة الذين لم يسمح لهم بزيادة التعريفة قسموا خط السير الى قسمين يتقاضون عن كل قسم أجرة وبالتالي ضاعفوا التعريفة للمسافة التي كانوا يقطعونها في السابق و من المعروف أن الحكومة المصرية تريد منذ سنوات زيادة أسعار البنزين قائلة ان دعم الطاقة يفيد أساسا الاغنياء الذين يملكون سيارات كبيرة وسوف يتحصل من الاجراء المتخذ مؤخرا 12 مليار جنيه لكن كثيرا من أعضاء الطبقة العاملة الفقيرة في مصر يقولون انهم سيتحملون عبء الزيادة في أسعار الوقود دون أن أن تصيبهم فائدة من الزيادة في المرتبات رغم أن تقرير التنمية البشرية المصري لعام 2008 كشف عن أن مستويات الفقر في مصر انخفضت بالنسبة المئوية و هو أمر يبتعد قليلآ عن الواقع ويكفي مثلاً أن الفقر ما زال يتركز بشدة في صعيد مصر إذ تقع 762 من بين القرى الألف الأشد فقراً في المنيا وأسيوط وسوهاج وهي قرى يعاني أكثر من نصف سكانها من فقر شديد وتزداد خريطة الفقر في مصر تعقيداً بوجود نحو 63 في المئة من الفقراء خارج حدود هذه القرى وصنف تقرير الصحيفة أسيوط بوصفها أفقر محافظات مصر حيث يبلغ عدد الفقراء بها 58.1% من عدد السكان منهم 24.8% لا يجدون قوت يومهم فيما تحتل محافظة بني سويف المركز الثاني حيث تبلغ عدد الفقراء بها 53.2% منهم 20.2% لا يجدون قون يومهم وتأتي محافظة سوهاج في المركز الثالث بنسبة 45.5%، منهم 17.2% لا يجدون قوت يومهم في حين تحتل الفيوم المركز الرابع حيث يبلغ عدد الفقراء بها 35.4% بينهم 10.9% لا يجدون قوت يومهم تليها محافظة قنا 33.3% من بينهم 12.9% لا يجدون قوت يومهم فيما تحتل محافظة الجيزة المركز الأخير بلائحة المحافظات الفقيرة بالوجه القبلي بنسبة 18.9% من سكانها 4.4% منهم لا يجدون قوت يومهم.في المقابل ذكرت الصحيفة أن 13.1% من سكان محافظات الوجه البحري يعانون من الفقر فيما تعد محافظة المنوفية من أكثر محافظات الوجه البحري فقرًا بنسبة 21.7% بينهم 3.7% لا يجدون قوت يومهم تليها محافظة الدقهلية بنسبة تصل إلى 17.7% ثم الشرقية بنسبة 16.1% والقليوبية 12.1% والإسكندرية 11.3% والبحيرة بنسبة 10.4% والغربية 10.1% والقاهرة 8.8% والإسماعيلية 7.9% وأشارت إلى أن الوجه البحري في مصر يعد أفضل حظًا من الوجه القبلي حيث توجد به أغنى محافظات الجمهورية وهما محافظتا دمياط وبورسعيد. و كشف الصحيفة عن ارتفاع نسبة الفقراء في الريف عنها في الحضر حيث تقدر النسبة بـ 85% من السكان بينما تبلغ نسبتهم في الحضر 42% ويعيش 48% من مجموع الفقراء في الوجه القبلي بينما يعيش 36% في الوجه البحري كما أن اللحوم والأسماك لا تدخل ضمن قائمة الفقراء التي يتناولها حوالي 51.2% من الفقراء إلا حسب الظروف بينما لا يشتري 33% منهم الفواكه لعدم قدرتهم بينما يكتفي 58.8% منهم بوجبتين فقط في اليوم فيما يعتمد 61% من الفقراء في طعامهم على البقوليات (الفول والعدس). وأشارتة في المقابل إلى تضخم ثروات الطبقة الغنية في مصر التي يمثل أعضاؤها 20% فقط من المصريين والذي يمتلكون 80% من الثروات بينما يمتلك الـ 80% الباقية من مجموع الشعب المصري 20% فقط من الثروات وذكر التقرير أن هناك 1% فقط من أعضاء الطبقة الغنية يمتلكون 50% من حجم ثروات هذه الطبقة بينما يشترك الـ 99% الباقون في ملكية الـ 50% الباقيةوأكدت انخفاض الدعم الحكومي المقدم للمنتجات الغذائية الرئيسة في مصر من 9.7 مليار جنيه في العام المالي 2005/2006 إلى 8.6 مليار جنيه من حاليا بسبب انخفاض سعر صرف الجنيه المصري
75% من المصريين يفقدون فرص عمل بسبب الواسطة
أظهر استطلاع للرأي أجراة مركز جالوب لدراسات الرأي العام العالمي أن الشباب العربي أصبح عازفا عن العمل الحكومي ويفضل عليه القطاع الخاص حيث بلغت نسبة الشباب العربي الذين يفضلون العمل في القطاع الخاص نحو 65 % ومن 20 إلى 25% تخطط للهجرة من بلدانهم للعمل في الخارج وهي نسبة تتفق مع النسبة العالمية التي تصل في معدلاتها إلى 25% وأن الـ75% الآخرين ساخطون وغير مبالين بتلك الجهود لأسباب مختلفة على رأسها الواسطة ومدى القدرة على العمل. وبحسب الاستطلاع فإن 58% من الشباب العربي على استعداد للانتقال للعيش في بلد آخر إذا ما عُرض عليهم عمل جذاب هناك ولفت الاستطلاع الذي شمل مسحا للشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 عاما أن نسبة عالية إلى حد ما من الشباب العربي من الذين لا يمتلكون في الوقت الحالي نشاطا تجاريا يخططون لبدء عمل خاص بهم في العام المقبل. فعلى سبيل المثال يقول 38% من الشباب في تونس والعراقو46 % في السودان و32% في السعودية إنهم يخططون لبدء عمل خاص بهم في غضون الأشهر الاثني عشر القادمة. وإذا ما قورن ذلك بالشباب الأمريكي نجد أن 4% فقط منهم ممن لا يمتلكون نشاطا تجاريا في الوقت الحالي يقولون مثل ذلك ويقول ما متوسطه 36 % إنه من السهولة بمكان الحصول على قرض لبدء مشروع أو نشاط تجاري خاص في بلدانهم. وبحسب إحصائيات البنك الدولي فإن العالم العربي بحاجة إلى 6 ملايين فرصة عمل سنويا حتى عام 2020 في حين تصل نسبة الشباب نحو ثلث السكان العرب. ويعد هذا الاستطلاع أكبر استطلاع من نوعه ينفذ في العالم العربي وشمل نحو 10 آلاف شخص في 20 بلدا عربيا وأجري خلال الفترة من فبراير وحتى إبريل من العام الجاري ولم يشمل المسح كلا من عمان وليبيا. ومن المقرر أن ينفذ هذا المسح مرتين في العام بينما يعد هذا المسح الحالي وهو الأول قاعدة بيانات ستخدم مخرجات العمل ومشروعات الأعمال خلال الأعوام المقبلة.