الأقباط متحدون - أحرق كنيستى
أخر تحديث ١٩:٢٦ | الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٣ | ١٥برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٧٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أحرق كنيستى

أحرق كنيستى
أحرق كنيستى

بقلم:  مدحت ناجى نجيب 

مهما كان الظلم ، لابد سيأتى اليوم الذى ينتصر فيه الحق ، ومهما أشتد الليل سوداً ، لابد وأن يأتى فجراً جديداً على الكنيسة فى مصر .
حياة الكنيسة تعب منذ بدايتها ، لم تنشأ مرفهة ، لكنها ولدت من احشاء الصليب ، ولدت قوية من جنب المصلوب ، أسست على الدم ، وأى دم ، انه دم الشهداء ، لم نجد ديانة كانت تزداد بفناء شعبها وتابعيها غير المسيحية ، كلما يقتلون تابعيها ، كلما يزداد عددها ، وذلك لأن الشهداء هم بذار الكنيسة ، لقد عاشت الاسكندرية فى عصر دقلديانوس أشد عصور الاضطهاد ، وقد خرجت الكنيسة من بين انيابه قوية ظافرة .
نحن كمسيحيين ، نحب الآخر مهاما كان ديانته أو لونه أو جنسه ، حبنا ليس بالكلام ، بل بالعمل والحق لأن معلمهم هو المسيح الذى قال أحبوا اعدائكم ، أحسنوا إلى مبغضيكم ، انها ديانة المحبة ، عندما أسس المسيح الكنيسة لم يعدها براحة البال ، لكنه أهلها لقبول الضيقات والآلآم ، ووعدها بخروجها من كل شدة وضيقة ، لم نعرف طريق الخروج من الضيقة ، لكن وعدنا بأن هناك حلول لكل مشكلة وضيقة ، فنحن نؤمن بأن " أبواب الجحيم لن تقوى عليها " ، لانها كنيسته ، بيته ، " وبيتى بيت الصلاة يدعى " .
الكنيسة ليست جدران ، ومبانى ، بل هى جماعة المؤمنين ، فكل انسان مسيحى هو " كنيسة متحركة " ، لذلك أقول لكل معتدى على كنائسنا هذه الكلمات القادمة : 
نحن لا نخاف منك، بل نخاف عليك 
نحن لا نحب الشر ، بل نهرب من الشر 
نحن لا ترهبنا القوة العددية، لأن الذين معنا أكثر من الذين علينا 
نحن لا ترهبنا الهتافات ، لكننا نملك بصمتنا وصلاتنا تحريك يد الله التى تدير الكون 
نحن لدينا إله قوى ، يستطيع أن يخلصنا من أى ضيقة ، ويستطيع تغيير العالم فى لحظة ، لكنه يتأنى ، يطالبنى بحبك مهما فعلت بى ، لأنه " الله محبة " .
نحن لا نملك الأسلحة أو الذخائر  المستخدمة فى الدفاع عن النفس ، لكن لدينا أسلحة الصوم والصلاة وذخائر الحب . لا نملك القوة البشرية ، لكن نملك القوة الالهية .
لذلك إذا فكرت فى حرق كنيستى أو ممتلكاتى لأنى مسيحى ، أقولك :
أحبك إلى الأبد ، سأقدم لك صلاتى ، وأطلب من ربنا أنه يغفرلك لأنى بحبك ...
كنيستى مش حيطان ، كنيستى دى كل واحد مسيحى ..
كنيستى ، هى حياتى ، وصلاتى هى مكان الاجتماعات ، وقلبى هو مكان القداسات ، ومنارتى هى سلوكى وتصرفاتى ، وصليبى هو الشكر وسط الضيقة وحب الآخر ، وأبوابها هى الحكمة فى التصرف ..
أقولك تانى ..
ما تفكرش تحرق كنيستى ... أصل كنيستى ضد الفناء .. كنيستى هى بيت الله ... واللى يمسه بالنار ... هينهار .
كنيستى ،أفكرك ، قام امامها ملوك وفلاسفة وطغاة ، علشان يفنوها ، لكن هم فنوا وهى باقية إلى الآن ، لأن عمودها هو المسيح ... أقول هذا لتخجيلكم .
إلى هنا اعاننا الرب 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع