الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : مينا ملاك عازر
سألني صديقي الذي لا أعرفه ذات يوم بعد وصول مرسي للحكم، ترى أيهما سينتشر في مصر، فقلت ماذا تقصد، فقال أقصد أيهما سينتشرا بمصر، أستنتشر الدعارة أم المخدرات، فقلت له ولماذا تتوقع أن واحد منهما سينتشر؟ فقال في عهد طالبان انتشر الحشيش والمخدرات بأفغانستان، أما في تركيا وفي عهد أردوغان انتشرت الدعارة، وها أنت ترى القناوات الفضائية التركية، ها قل لي بقى أيهما تتوقع انتشاره بمصر؟!.
ورغم أنني لم أجب يومها لظني أن هذا ربط غير مقبول وغير واقعي، وربط مجازي غيروارد حدوثه لكن وبعد أن قام عضو مجلس الشعب السلفي بفعل فاضح في الطريق العام، وبعض القرارات الارتاجالية الصادرة والمتراجع عنها بعد قليل والبعيدة عن الواقع المصري، مما يعني أن مُتخذها مُغيب، أتصلت به وقلت له، أتذكر سؤالك، فوجدته متذكراً، فقلت له ها هي إجابتي لك، ستنتشر التجربة التركية بين نواب الشعب، والتجربة الأفعانية بين أفراد السلطة التنفيذية، فضحكنا سوياً وأغلقت الهاتف.
ورغم إغلاقي الهاتف، إلا أنني لم أغلق عقلي فالأمر بدأ يأخذ حيزه من التفكير الجاد، وأخذت أتأمل الموقف برؤية متعمقة، فوجدت أمور هامة وخطيرة، وذلك من خلال بعض الأخبار والأحداث المتلاحقة التي حدثت في البلاد، وإليك عزيزي القارئ بعض النقاط التي أثارتني.
لقد لفت نظري عزيزي القارئ هذا الكم الغير طبيعي من المخدرات التي انتشرت في البلاد والتي صارت تُباع علناً، وكنت أعيذ هذا للانفلات الأمني، ضع هذا إلى جوار ما اقترفه الدكتور مرسي من ذنب عظيم في حق المصريين من عفوه الرئاسي الغير قانوني عن أصدقائه المساجين من تجار المخدرات، وهو عفو رئاسي شمل تجار مخدرات صغار وكبار تنوعت مدد سجنهم بين القصيرة والطويلة، على أي حال الاتجاه في هذه السكة يجعلك تنتبه مباشرة للماضي الأسود لمنسق حملة لازم حازم ولعائلته "عائلة الديزل المعروفة بنشاطها في هذا المجال من الاتجار في المخدرات بمنطقة شبرا حتى أن أخوه كان مسجون منذ قليل بتهمة الاتجار، ويُقال أن منسق الحملة نفسه كان مسجون قبل الثورة بنفس التهمة، ولو افترضنا أنه تاب وعائلته أو حتى أن تلك الاتهامات غير صحيحة وشائعات، كيف لرجال الحكم والساسة أن يقرنوا أنفسهم بأولائك اللذين دارت حولهم الشبوهات مما قد يجعل سمعتهم مهددة، وأراك تتذكر ما اكتنف أحداث شبرا الأخيرة من تورط منسق لازم حازم في عدد من التهم إن ثبتت تسيء للسيد حازم أبو إسماعيل المتستر بالدين.
عزيزي القارئ، أرجوك لا تتشاءم ولا تندهش، فاستخدام الأنظمة الديكتاتورية للمخدرات لتذهب عقول الشباب أمر طبيعي، وانظر كولومبيا وأفغانستان على تنوع ديكتاتوريتها، وانظر لاستخدام الإباحية والدعارة لغسل عقول الشباب لاستتباب الأمور أمام الطغاة، وانظر للتجربتين التونسية قبل الثورة والتركية حالياً، فالاعتماد على المخدرات وانتشارها والدعارة وانتشارها أمرين يشيران إلى اتجاه السلطة الحاكمة في مصر إلى الاتجاه الديكتاتوري، صحيح لم نكن محتاجين للتدليل بانتشار الدعارة والمخدرات في مصر لإثبات ديكتاتورية الحكام لكن أشير لانتشارهما لإطلاق إنذار الخطر على عقول الشباب اللذين قد ينجرفا ورائهما للهروب من واقع أسود نعيشه تحت حكم الإخوان وذلك بمخدرات الإخوان، خاصةً مع عدم استجابتهم للنداءات الداعية للتغيير والديمقراطية.
المختصر المفيد يا شباب مصر اختاروا بين الديمقراطية والحرية وبين ديكتاتورية ومخدرات الإخوان.