الأقباط متحدون - محمد سعيد البوطي اغتيال صوت العقل
أخر تحديث ٢١:٠٢ | السبت ٢٣ مارس ٢٠١٣ | ١٤برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٧٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

محمد سعيد البوطي اغتيال صوت العقل

مقتل الشيخ محمد البوطي لمساندته بشار
مقتل الشيخ محمد البوطي لمساندته بشار

بقلم: شاكر فريد حسن 

جريمة وحشية نكراء تنفذها وتقترفها قوى الظلام والارهاب الوهابية السلفية والتكفيرية في سورية ، راح ضحيتها الشيخ والعلامة الاسلامي الكبير الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ، خلال التفجير الارهابي الانتحاري في مسجد الايمان بدمشق ، عندما كان يقدم درساً دينيا مستهدفة اخراس واسكات صوته العقلاني الجريء والشجاع ،والنيل من افكاره ومعتقداته الدينية المتحررة المتنورة ، وبعث رسالة وعيد وتهديد لكل المتضامنين مع سورية في وجه مؤامرة تمزيق وتدمير وتجزئة الوطن السوري .
 
ومحمد سعيد البوطي علم من اعلام الفكر الاسلامي والديني المعاصر ، ومن اهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الاسلامي العربي ، واحد علماء الدين المتخصصين في الشريعة االاسلامية ، والمدافعين عن قضايا امته ووطنه ودينه، وعن الفقه الاسلامي المذهبي والعقيدي السني الاشعري امام اراء ومعتقدات السلفية والاصولية وقواها المتعصبة المتشددة . انه رجل ذو شأن كبير ومكانة شاهقة ، وصاحب مشروع اسلامي عقيدي وسطي متنور ، وينحدر من اصول كوردية . وهو يمثل وجه الاسلام الحقيقي ، الاسلام الوسطي المتسامح ، اسلام العدالة والرحمة .
 
حمل في قلبه روح التسامح وامضى حياته في نشر وتذويت رسالة الدين السمح ، والدفاع عن قيم المحبة والاخوة والسلام والتسامح بين ابناء البشرية جمعاء ،والحث على نبذ العنف والكراهية والتطرف والتعصب الديني . وقد صدر له العديد من الكتب والمؤلفات في الفكر والشريعة الاسلامية . ومنذ تفجر الازمة في سورية ، رأى البوطي ان ما يجري على الارض السورية هو مؤامرة كبرى هدفها تدمير سورية واغراقها في بحر من الجهل والتخلف والتطرف والظلامية والصراعات المذهبية الطائفية . ولهذا وقف في وجه هذه المؤامرة ، داعياً الى حل الازمة وتجاوزها بالكلمة الحسنة والموعظة الصادقة واللجوء الى الحوار الوطني المسؤول . وبهذه المواقف السياسية الداعمة للقيادة والحكومة السورية كان له دور مؤثر وكبير وفاعل على اوساط اسلامية سورية في القطر السوري وخارجه ، خاصة في دمشق .
 
اننا ندين بشدة جريمة اغتيال العلامة محمد البوطي على ايدي قوى الحقد والاجرام والظلام الارهابية ، بهذا الطريقة الوحشية الهمجية ، وبدون احترام ومراعاة حرمة المسجد ، مؤكدين ان القتلة السفاحين الذين انتصروا عليه جسداً لكنهم فشلوا في تصفية افكاره ومعتقداته وتوجهاته الدينية ومواقفه السياسية ، اذ ان رسالته ستظل وتبقى في القلوب والعقول، ولن تموت ابد الدهر . وشلت يد الاجرام ، والخزي والعار لقتلة البوطي الشيخ الطاعن في السن ، صاحب الفكر الديني المعادي والمناهض للسلفية . 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع