الأقباط متحدون - الجهل المقدس
أخر تحديث ١٩:٥٢ | الاربعاء ٢٠ مارس ٢٠١٣ | ١١برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٧١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الجهل المقدس

الجهل المقدس
الجهل المقدس

لطيف شاكر

كتب باحث فرنسي اسمه «أوليفييه روا» كتابا عن «الجهل المقدس» تكلم فيه عن زمن يعيش الناس فيه دينا بلا ثقافة , وهذا الكتاب يذكرني  تباهي رئيس  مصر د.  محمد مرسي --اثناء تقلده الدكتوراه  الفخرية  في "الفلسفة" من باكستان--  بالعلماء العرب المسلمين,  .واخذ يلت ويعجن  كعادته عن العلماء العرب الذين علموا العالم  (الجهل نورن)  .

 ولا اعرف لماذا يفتخر رئيس مصر بالعلماء العرب , ربما نسي انه رئيس مصر وفي غفلة  من الزمن  الكئيب  اجلسوه استبن (احتياطي)علي كرسي مصر دون ان يدري,  في حين ان لديه من العلماء المصريين  ما يجعله يرفع هامته الي عنان السماء,ويعلو كعبه علي العالم كله, ربما لانهم اقباط  وبالنسبة  "لعلامه " الاقباط اجانب  كما يدعي بعض الحهلاء منهم  ان المصريين هم عرب ودونهم غرباء , وشوفنية الرئيس للعرب والعروبة فقط  وليس لمصر وحضارتها , ,خاصة انه لايعرف او يتناسي  انه توجد شريحة قبطية  هامة في السبيكة المصرية لايمكن تجاهلها, لاسيما وانها  مزدهرة بالعلوم والثقافة والفنون والاداب والصناعة .

وبالرغم من جهل او تجاهل  جهلاء التاريخ الحقيقي لمصر, فان التاريخ القبطي  ومنذ اكتشاف مخطوطات نجع حمادي ازداد  شغف  العلماء بدراسته , واصبح  محط اهتمامهم  وخصص لها مراكز ابحاث واقسام وكراسي بجامعات العالم المتحضر  تحت اسم  علم القبطيات (كوبتولوجي ) .
ملحوظة (لايوجد في العالم علم يسمي عربتولوجي).

لكن سيادة الرئيس  المبجل  لايهمه  مصر او علمائها  وطز في مصر.. وأبو مصر.. واللي في مصر.. وامجاد ياعرب امجاد ,هل يعلم  مرسي ان التاريخ القبطي يسبق  التاريخ الاسلامي بأكثر من ستة قرون ؟!!!!

لقد  استفزت اخطاء  الدكتور مرسي الذي يحمل شهادة الدكتوراه من امريكا (الكافرة) الدكتور يوسف زيدان فكتب علي صفحته بالفيسبوك  مصححا اخطاء الرئيس المتعددة :
« «ما كان لك وأنت رئيس مصر أن تُلقي بالكلمة المليئة بالأخطاء التي كُتبت لك لتقرأها في حفل حصولك على الدكتوراه الفخرية من باكستان».
 
 
وسرد يوسف زيدان بعض الأخطاء التي وردت في كلمة مرسي قائلاً: «البيروني (الذي نطقت اسمه بطريقة خاطئة، بتسكين الياء التي بعد الباء) لم يكتشف الدورة الدموية الصغرى، ولم يسمع بها، الذي قام بذلك هو (ابن النفيس) الذي اكتشف الدورتين ، الكبرى والصغرى، وقد قام بذلك في مصر بعد زمن البيروني بعدة قرون».

وأضاف: «البيروني، يا رئيس مصر، لم يشتغل بالفلسفة مثلما زعمتَ في كلمتك، و كان متخصّصًا في علوم أخرى»
وأوضح: «ابن الهيثم، يا رئيس مصر، لم يُعلّم الدنيا التشريح حسبما جاء في كلمتك، وإنما برز في الهندسة والبصريات، وليس له إسهام في الطب ولا التشريح، وجابر بن حيّان لم يؤسّس علم الكيمياء كما زعمتَ في كلمتك، فقد كانت الكيمياء معروفة من قبله بقرون عند اليونان و الإسكندرانيين والعرب المسلمين».

وواصل رئيس قسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية سرد الأخطاء الواردة بالكلمة: «ابن خلدون، يا رئيس مصر، لم (يُعرّف علم الاجتماع) مثلما قُلتَ في كلمتك، وإنما ابتكر ما سماه (علم العمران البشري) الذي رأى بعض الدارسين أنه كان مقدمة لعلم الاجتماع الذي أسّسه أوجيست كومت وإميل دوركايم و آخرون»

واختتم قائلاً: «لستُ بحاجة إلى تأكيد أنني ما اهتممتُ بإهداء عيوبك إليك إلا غيرة على اسم هذا البلد».
وفي هذا الصدد اريد ان اوضح لسيادة الرئيس ومن كتبوا خطابه خاصة , ولكل المصريين عامة :  ان اجدادكم الأقباط  ورثوا عن أجدادهم الفراعنة حضارة شامخة في كل العلوم التي تتجلي في الاثار المصرية الشاهقة  والعلوم الباسقة كالرياضيات والفلك والتشريح والهندسة , والتي عجز عن فك اسرارها  والغازها العلماء حتي هذا اليوم , ولم يتمكنوا رغم الابحاث الناجحة والتكنولوجيا الحديثة  والاختراعات المتقدمة ان يسبروا اغوار علوم اجدادنا .
وقد ورث الاقباط عنهم  المنهج العلمي والمثابرة علي الدرس والتعمق في البحث، فقد تركزت دراسة العلوم في جامعة الاسكندرية وظهر فيها أساتذة من المصريين تخرج علي أيديهم كثير من العلماء الذين عرفهم العالم القديم. ووضع القبط في الإسكندرية أكثر المصطلحات العلمية التي كانت معروفة في ذلك

الوقت. وعنهم أخذها العالم وظهر في ذلك الوقت من العلماء الأقباط :
العالم هيروفيلاس مؤسس علم التشريع،
والعالم القبطي ايرستسراتوس مؤسس علم وظائف الاعضاء،
 وديموكريتوس صاحب نظرية الذرة،
وكرنيليوس كلسوس الذي وضع تذكرته المشهورة لمنع تلف الاسنان،
وسيرابيون السكندري الذي اتجه إلى دراسة العقاقير المصرية القديمة.
 وجالينوس الذي ذاع صيته في العالم  وتنسب اليه مجموعة العقاقير الجلينوسية المستعملة في العصور الحديثة ,وغيرهم الكثير من العلماء الأقباط الذين كان لهم أكبر الدور في تقدم العلوم في العالم .

ومنذ القرن الخامس حمل الرهبان الأقباط لواء العلوم في أديرتهم وظلت هناك حتي ما بعد دخول العرب لمصر، وظهر من هؤلاء الرهبان كيرلس وكولوتوس ويؤانس، واشتهر منهم في القرن السادس يوحنا فيليبونوس النحوي الذي ألف في الأدب والطب والرياضة. ومنذ القرن السادس كان يتولي رجال الدين الأقباط تدريس العلوم في جامعة الإسكندرية القديمة، نذكر منهم سرجيوس وهارون القس .

 ويظهر أهمية العلوم القبطية التي التي أظهرتها بردية نشرها العالم القبطي شاسيناه وتميزت هذه البردية الطبية بعلاج أمراض العيون ومنع النزيف ومداواة الجراحات.

وعلي العموم فقد ظل أثر العلوم القبطية في أوروبا في العصر الوسيط وكان أساسا لدراسة العلوم في عصر النهضة، وقد ظهر أخيرا بحث للبروفسير الإنجليزي تيل في العقاقير القبطية يتبين منه مدى تقدم العلوم عند الأقباط وأثره في العالم .

وكان للأقباط أثر واضح في بعض العلوم الأخرى،  وقام  بنشره العالم "فون لييم" سنوضحه في حلقات متعددة ضمن "برنامج الاقباط حضارة وتاريخ" الذي سيبث من قناة الحرية المزمع  بداية نشاطها خلال شهر مايو, لنوضح ماغفله الغافلون وتناساه المغرضون  من حضارة  وتاريخ الاقباط  بالاثبات والدليل  والبرهان ,وسيكون المتكلمون اكاديميين  اقباط مسلمون  واقباط مسيحيون من مصر ودول المهجر والدول الاوربية كل في تخصصه  في هذا المجال .

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter