بقلم- شفيق بطرس
كثير ما نعمل مالا يرضينا، ونقول ما هو بعيد بعيد كل البُعد عما نفعله، يقولون ربما تكون أمنيات، أحلام، أهداف سامية نحاول أن نتناقش حولها ونتحاور ونذكرها دائماً حتى ولو لم نفعلها أو حتى نقترب منها بأعمالنا اليومية ولكنها موجودة على الأقل فى الذهن والذاكرة، نقلبها ونفاعلها كل حين وآخر حتى لا تبرد ولا يأكلها الصدأ ويكون مصيرها النسيان والفقدان من حتى ذاكرتنا وضمائرنا. فما أكثر الكلام وما أقل الفِعل ونواجه في كل مرة بعض المواقف من (المواجهة الصعبة) ونبدأها بالولاء للحبيبة الغالية (مصر).


وكثيراً ما سمعنا كلام وغناوي ومواويل عن الولاء لمصر وحب مصر لكن هل كل ما نفعله أو بعض ما نفعله يتماشى مع هذه الكلمات والأهداف ..بالطبع لا، ونقول طب ليه؟ ولماذا لا تكون كل أفكارنا وخطواتنا وكل عمل نعمله من خلال حب مصر؟ ولما لا؟.. ونحن أبناء هذا الوطن الغالي المتحضر والحضاري والذي قد تعلم العالم كله منه كل فروع العلم والثقافة، وتربع على عرش الحضارة والرقي بكل عظمة فى الوقت الذي كان فيه كل العالم يرزح في التخلف والجهاله.


عظمة حضارتنا الفرعونية والتي مازال لها أسرارها المخفية وطلاسمها المُحكمة والتي يحاول فكها أكبر العلماء والعباقرة المعاصرين بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة ولم ولن يفلحوا.


فما أعظمها حضارة ونحن أبناءها وورثتها الشرعيون، وبعد كل هذا يخرج علينا من يسب مصر ويصف حضارتها بحضارة الأصنام ويصف فرعون بالكافر والذي تحدى موسى النبي وحاربه وكان جزاءه انه غرق هو وجيوشه الكافرة في البحر الأحمر، هذا ما يقوله الدين في التوراة والإنجيل والقرآن ولكن هل نحن أبناء وأحفاد الكفرة؟.. نقول لا .. فقد تدرج المصري في التدين حتى ولو إنه قد رفض شرائع موسى فقد تعبد للإله الواحد أيام إخناتون وكان يتمثل في أتون أو آمون إله الشمس حتى عرف المصريون المسيحية على يد الكارز مرقس الرسول والذي بشر بالمسيحية وإنتشرت في ربوع البلاد وكسرت معاقل الفراعنة والأصنام وأصبحنا معاقل الأديرة والرهبنة والكنائس والإيمان والتعبد للرب.


وكما نشرنا حضارتنا نشرنا مسيحيتنا وإيماننا القويم أيضاً، وتجلى ذلك في الأنبا أنطونيوس أول الرهبان في العالم كله، والأنبا أثناسيوس الذي دافع عن الإيمان وصحح مفاهيم الضلال.


وإنهزم أريوس وهرب من أمام قوة وعزيمة إيمان أثناسيوس والذي صحح مفاهيم كنائس أسيا وأوروبا وحافظ على الإيمان الصحيح، وأصبح الشماس أثناسيوس هو البابا بعدها وهو العقبة الوحيدة أمام  الأريوسيين بعد أن قضوا على عمالقة مجمع نيقية.
ويأتي الإسلام ويعرفه المصريون وينتشر بطريق أو بآخر في ربوع مصر مجاوراً المسيحية واليهودية، فهل معنى ذلك اننا مازالنا أولاد وأحفاد عبدة الأصنام الفراعنة؟


هل هذه تُعتبر وصمة عار أن الأجداد الفراعنة كانوا يعبدون الآلهه بدون الله؟ وأقول لا.. ولا يجب أن نفكر مجرد التفكير في ذلك يجب أن يكون حبنا وولاءنا لمصر ولا نذكر للفراعنة إلا بكل خير ونفخر بهم وبحضارتهم ورقيهم في جميع المجالات الحياتية، أتمنى أن نركز في تعليم أجيالنا هذه الحضارة الراقية لأن الذي بلا جذور سيكون بلا أصل ومن السهل أن تزحزحه وتقلعه الرياح، ويتلاشى من الحياة، نريد تأصيل الجذور في أبنائنا وتقويتها لأنها أساس الحضارة، إن كنا جادين كل الجِد في إستمرارية حضارتنا... وللحديث بقية عن المواجهة الصعبة...  مش كدة ولا إيه...