الاثنين ١٨ مارس ٢٠١٣ -
٢٧:
٠٢ م +02:00 EET
الثورة مستمرة
بقلم- رافت بسطا
فى ظل ظرف استثنائى استطاع شباب مصر الوفى والنقى أن يصنع ثورة حقيقية فاقت التوقعات والامنيات، وعبرت حدود الزمن – فقط - 18 يوماً لاسقاط نظام مستبد وفاسد وعتيد تحت اقدام جيل يحلم بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ، ونظراً للظروف الذاتية والموضوعية للثورة اقتضى ذلك تبنى قرارات استتثنائية فشلت جميع الاطراف المشاركة (العسكرى – الاخوان - الاحزاب) فى تلبية استحقاقات تلك الثورة .. تعمقت اسباب الفشل وتعقد المشهد .
لا يعيـبنا الاعتراف باننا ضللنا الطريق نعم انحرفت بوصلة الثورة باختياراتنا، اسـأنا استخدام الصندوق تارة بالجهل وتارة بالترهيب وتارة اخرى بحسن النوايا، ولكن العيب كل العيب ان نكرس هذا الفشل ونستمر فى السقوط بنفس الادوات والآليات التى تم تجربتها واثبتت فشلها فالاصرارعلى الخطأ خيانة وطن.
ان الاسباب العميقة للمشكلة بعد الثورة تمثلت فى امران :
أولهماً : ان الشعب لم تتح له المعرفة الحقيقية ( قسراً) بمشاكله الوطنية الحقيقية وتصدرت له مشاكل وهمية عرضت عليه بمنطق تقسيم الغنائم وقد كان هو نفسه جزءاً من تلك الغنائم فساد الاستقطاب والفساد .
ثانيهما: ان الشعب لم يعطى فرصة ووقت (قهراً) لتفعيل جدل اجتماعى ليكون قادرا على فرز القوى السياسية ، وتحديد اختياراته المبدئية، واختزلنا تقييم الديمقراطية على العاطفة والامنيات او الجنة والنار.
الحل : هو استعادة البوصلة المغتصبة الى القبطان الحقيقى وهو الشعب القائد وصاحب المصلحة الاصيلة فى التغيير بعيداً عن ضغوطات الساسة والنخبة وجماعات المنتفعين الفاشلة، وكلهم يتبنون احكاماً ما انزل بها من سلطان لا تستند الى منهج او تجربة وتتباين فى معظمها مع ثوابتنا الوطنية (!!)
العمل : حتى لا نكتر الماضى البعيد والقريب بمزيد من جلد الذات. فلنعترف وتلك – بداية – أن خبرات عامان ثورة كانت على سبيل التجربة والخطأ، ولتسقط كل البدائل الاصلاحية والاستفزازية والترقيعية التى تمتد بنا الى القاع ، وطالما لم نتجاوز المرحلة الانتقالية بعد فلتتقدم كل القوى السياسية والاجتماعية باوراق اعتمادها الى الشعب تحت رعاية مؤسسة وطنية منتخبة تدير البلاد.. نعم السيادة للشعب وحدة القادر علي ا لتنمية والتقدم..ِ
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع