الأقباط متحدون - علمـــاء الديــن‏:‏ الاســـتهزاء بالأقــزام‏..‏ إثــم كبيــر
أخر تحديث ١٣:٠١ | الاثنين ١٨ مارس ٢٠١٣ | ٩برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

علمـــاء الديــن‏:‏ الاســـتهزاء بالأقــزام‏..‏ إثــم كبيــر

علمـــاء الديــن‏ الاســـتهزاء بالأقــزام‏ إثــم كبيــر
علمـــاء الديــن‏ الاســـتهزاء بالأقــزام‏ إثــم كبيــر

تناسينا الآيات القرآنية الكريمة التي نادت بالمساواة بين البشر وحذرت من السخرية من الآخرين‏,‏ وتجاهلنا الأحاديث النبوية الكريمة‏,‏ والسيرة العطرة‏,‏ التي أكدت أن الجميع أمام الله سواء‏,‏

وأطلقنا عبارات ونظرات السخرية التي تلاحق قصار القامة, في الشارع, والعمل, وكثير من الأعمال الفنية.
هؤلاء من ذوي الاحتياجات الخاصة, الذين نصفهم في كثير من الأحيان بـ الأقزام وصل عددهم في مصر وفقا للإحصائيات الحديثة الي أكثر من70 ألفا يعيشون في حالة مأساوية, مابين إهدار حقوقهم وعدم توفير الوسائل المعيشية وفرص العمل والسخرية التي دفعت معظمهم إلي الانطواء, حتي إن بعضا منهم لا يخرجون من منازلهم طوال حياتهم,, بالإضافة لكثير من المتاعب أثناء التعامل مع الشارع, فالأرصفة مرتفعة بشكل يعوقهم عن تسلقها, فضلا عن ارتفاع سلالم المترو ووسائل المواصلات المختلفة, وارتفاع معدلات البطالة والعنوسة بينهم.
هنا يحذر علماء الدين من استمرار تلك التجاوزات التي تتنافي مع مقاصد الشريعة, ويطالبون بتطبيق تعاليم الإسلام, التي حرمت السخرية من الآخرين, وحثت علي تقديم الرعاية الكاملة لهم ودمجهم في المجتمع وتوفير فرص العمل والمعيشة اللائقة بهم وتوفير كل سبل الحياة لهم.
لا يختلفون عن سائر البشر
يؤكد الدكتور محمد الدسوقي, أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر, أن الأقزام بشر, والبشر مكرمون بنص الآية القرآنية الكريمة: ولقد كرمنا بني آدم, ولله تبارك وتعالي في خلقه شئون بمعني ان الناس جميعا ليسوا نسخا مكررة, وإنما يتفاوتون من حيث الشكل والقوة والطاقة النفسية والعاطفية, وكل إنسان ليس مسئولا عن الهيئة التي خلق عليها وإنما هي إرادة الله ومشيئته, وعلي كل إنسان أن يشكر الله علي ما أعطاه من نعم في شكله وعقله وحجمه, وعلي كل إنسان أيضا إذا أنعم الله عليه بنعم أكثر من غيره ألا ينظر إلي سواه نظرة إستعلاء وسخرية, وفي الحديث الشريف, يقول الرسول:( حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم), كما حثنا رسول الله علي مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة, فقال صلي الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن ينظر إلي أخيه بنظرة تؤذيه فعدم إرشادنا له والسؤال عنه ومعاونته فيما يحتاج إليه أو السخرية منه يخالف تعاليم الإسلام, بدليل قول الله تعالي:( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسي أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)( الحجرات:11) كما أن تعاليم الإسلام توجب علينا عدم تجاهلهم أو النظر إليهم نظره قد تؤذيهم بل معاونتهم والسؤال عليهم, عسي أن نخفف عليهم ما هم فيه من بلاء فلا يعلم احدنا من أفضل عند الله: إن الله لا ينظر إلي صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم وأولي ديننا الإسلامي الحنيف اهتماما كبيرا بالضعفاء وذوي الاحتياجات الخاصة, حيث بين حقوقهم, وأولاهم عناية خاصة, وفتح لهم باب الخير علي مصراعيه, كما ضمن لهم حياة طيبة كريمة, فأعطاهم حق التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية وحق العمل, حيث تخصص بعض الدول نسبة معينة في وظائفها لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك بهدف دمجهم في المجتمع كباقي المواطنين.
وفضلا عن هذا يجب أن يحظي هؤلاء بمساعدات في وسائل النقل, وفي التعليم, وألا ينظر إليهم نظرة تسيء إليهم وهم براء مما هم فيه, لأنهم جزء من الأمة, وقد يكون من بينهم من هو أذكي عقلا وأكثر فهما من أصحاب الأجسام الضخمة.
تخطيط علمي للنهوض بهم
ويضيف الدكتور محمد الدسوقي أن الإسلام دائما يراعي هؤلاء من أصحاب الاحتياجات الخاصة, ويرعاهم ويأمر الأمة كلها بأن تقف إلي جانبهم وتحميهم من كل الأسباب التي تدخل علي نفوسهم الأسي والضيق والنفور من الآخرين, فلا يليق بمسلم أن ينظر إلي قزم ويضحك منه أو عليه, او يمازحه ممازحة يضيق بها أو ينفر منها, وليدرك أن الإنسان الذي يتمتع بجسم طبيعي عليه أن يشكر الله علي هذه النعم, وألا يستهزئ بمن هو أدني مكانة أو شكلا منه, فمن يفعل ذلك يرتكب إثما لأنه يسخر من خلق الله, ويري أن هؤلاء الأقزام في حاجة ماسة إلي أن يكون لهم مشاركة فعليه في المجتمع وان يمارسوا أعمالا في كل مكان ويشعروا أنهم جزء فاعل ومفيد وذلك عن طريق التثقيف والتدريب علي بعض المهارات ليكونوا قوي فاعلة تسهم في نهضة الأمة وتقدمها, وأن تهتم وزارة الشئون الاجتماعية والجمعيات الأهلية وأجهزة الإعلام بهؤلاء ليشعروا بأهميتهم في المجتمع, ووضع تخطيط علمي للنهوض بهم ثقافيا ومهنيا حتي لا يكونوا عالة علي غيرهم.
دور المجتمع في رعايتهم
وحول دور المجتمع ومؤسسات الدولة في العناية بقصار القامة, يقول الدكتور نبيل السمالوطي, أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر. يجب تغيير نظرة المجتمع لقصار القامة وذوي النقص البيولوجي في مصر وكثير من بلادنا الاسلامية أيضا, فهم يعانون إما من الاستهانة بهم وعدم الاكتراث والاهتمام بهم, أو إشعارهم أنهم يثيرون الشفقة, ويرجع ذلك إلي افتقاد مجتمعاتنا التربية الإسلامية اللازمة, وإذا رأينا كيف يتصرف الأوروبيون مع هؤلاء الأشخاص فالأوروبيون لا يعيرون اهتماما لمثل هذا إلا في الأمور التي تتطلب ذلك في بعض المهن المحددة مثل المهن العسكرية مثلا, والمهم الكفاءة والخبرة والعلم والمعرفة, ويجب أن نعترف بأن الأقزام في مصر لا يحصلون علي حقوقهم, فيجب توفير الرعاية الكاملة لهم سواء كانت الصحية أو الاجتماعية أو النفسية, وإتاحة أنشطة لهم تشعرهم باهتمام المجتمع بهم خاصة أن عددهم في مصر ليس قليلا فهم مئات الآلاف, وأن يخصص لهم قطاع متميز في النوادي والساحات الرياضية ويتماشي مع ظروفهم, فهم لن يقبلوا مثلا في الالتحاق بفريق كرة قدم, فيجب أن تخصص لهم فرق رياضية تناسب ظروفهم, وقبل هذا كله توفير فرص عمل لهم, لنستفيد من إمكاناتهم وطاقاتهم, ليكونوا إيجابيين ومنتجين في مجتمعهم, وأيضا تيسير وسائل المواصلات لأنها تمثل كبري معاناتهم, فيجب ألا نشعره بأي نقص ولا يكون هذا عن طريق إشعارهم بأن المجتمع يشفق أو يحسن إليهم, فهم أشخاص عاديون طبيعيون لهم نفس الحقوق والواجبات.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.