الأقباط متحدون - الحديث الصُهيبي من المقطم العالي
أخر تحديث ١١:٤٣ | الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣ | ٨برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الحديث الصُهيبي من المقطم العالي

بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com

لأنهم يكرهون الفن والجمال والإبداع ، فقد أفزع سلطان المقطم أن يذهب شباب المحروسة لممارسة إبداعاتهم الجرافيتية على أسفلت شارع القصر الإخواني ومعهم ألوانهم الرائعة الزاهية ، فخرج صُهيب مفتول العضلات الجبار لضرب وسحل الجمال .. قال مندوب القصر السلطاني سأفصل رأس كل مبدع عن جسده ، أما حملة القلم والقرطاس " سحرة فرعون " فقد واصل صهيب جولات أقرانه لممارسة تأديبهم ، أما الأعجب فهو مؤازرة عسس الولاية لجماعة صُهيب !!!!  
أتذكر ما كتبه الجبرتي عندما تم الاعتداء على القصر السلطاني منذ شهور .. كتب ، أنه وبعد أداء صلاة الفجر شد السلطان الرحال وتبعته قافلته إلى مقر السلطانية ومقر حكمه الفخيم بناحية المقطم ، وعلى بابه حط السلطان عن راحلته في مقدمة موكبه السلطاني العظيم ، ولكن "واقصراه" تلك كانت صيحته السلطانية التي شقت عنان السماء فتبعتها بالضرورة صيحات الأتباع ( تبعية السمع والطاعة ) ..

لقد هال السلطان وهو يرى طائر النهضة حزيناً مُنكساً رأسه رابضاً على أعلى نقطة في بنايات السلطانية ، أن يهبط بعينيه على أرض مدخل المقر ليقع نظره على مطبوعات ومنشورات تاريخ سُلطانيته السرية والعلنية بعد أكثر من ثمانية عقود من الزمان مرت على وجودها وعاشت عشيرته معظمها كإمارة خفية ، وأحزنه وبعد أن صار له  الحكم الاعتداء على مقره و تهشم إطارات صور رموز السلطانية وانتشارها مبعثرة على الأرض ممزقة في مدخل البناية الرئيسية ، التفت السلطان لواحد من أبرز رجالاته ( قد يكون صهيب أبرزهم ) وقال " قولوا لمن يعتبروني حاكما لو كنت أنا الحاكم هل كان يجرؤ أحد على اقتحام مقر السلطانية وكل مقراتنا في عموم الولايات ؟! وسأل غاضباً : أين كنتم ؟! .. ومن الذي سمح لتلك الجريدة الغير سلطانية أن ترصد بالزنكوغراف ماحدث منتهكة سرية المكان ، كيف لها أن تكتب " وكان حوالى 3 آلاف نفر من المتظاهرين قد اقتحموا مقر السلطانية بالمقطم، وقاموا بتحطيم زجاج المقر من الداخل، وأشعلوا النيران فى عدد من المقاعد المتواجدة فى المقرر أمام المقر من الخارج لمنع وصول رجال العسس إليهم، وحطم المتظاهرون محتويات المقر السلطاني بالكامل، كما أطلق رجال العسس السلطاني المتواجدون فى الشوارع الخلفية للمقرالقنابل المفرقة للجموع ، وذلك لإلقاء المتظاهرين الحجارة على رجال العسس عقب محاولات تفرقتهم.كما تحاول قوات الحماية المدنية السيطرة على الحريق الذى أشعله المتظاهرون ، وذلك عقب اقتحامه وإشعال النيران فى محتوياته خارج المقر.وألقى رجال العسس السلطاني المكلفين بتأمين المقر ، القبض على أحد المتواجدين في الداخل والمشاركين فى تحطيم أجزاء من المقر، وبحوزته بطاقة هوية شخصية  تؤكد تبعيته لأهل البيت السلطاني باسمه، مما يدل على انتمائه لهم.." .. أين كنتم عندما دخل سحرة فرعون المقر السلطاني لينتهكوا حرمات تاريخنا العظيم ؟..

فور طرح تلك الأسئلة السلطانية الغاضبة ، هرع قيادات الأجنحة السياسية والعسكرية والأمنية ، وعرضوا عليه ماكتبه جبرتي السلطان ومتابعاته لما يحدث أمام قصر والي سلطانيتكم مولانا و أحد أهم عمالك ، وفي تلك القصاصات ما رصده ، جمعناها بغير ترتيب تاريخي في انتظار كتابه لمولانا ولجموع المسلمين الذ يتضمن الرصد الكامل للأحداث ..جاء في تلك القصاصات المخطوطة مايلي :
•    يقول جبرتينا: بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له ، وأذكر بقول مرشدنا الأول و المؤسس " لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين... وحقائق اليوم أحلام الأمس وأحلام اليوم حقائق الغد... ولا زال في الوقت متسع... ولا زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم رغم طغيان مظاهر الفساد... والضعيف لا يظل ضعيفا طول حياته.. والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين... ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين" .. أما بعد ، فإننا نذكر أيضاً ما ذكر به وحيد بن عبد المجيد قول مولانا الأول " عبر افتتاحية العدد الأول من مجلة (النذير) الصادر في مايو 1938 التي قال لهم فيها "إلى الآن يا قبيلتنا لم تخاصموا حزباً ولا هيئة، كما أنكم لم تنضموا إليهم كذلك.. أما اليوم ستخاصمون هؤلاء جميعاً في الحكم وخارجه خصومة شديدة إن لم يستجيبوا لكم ويتخذوا مقاليد الإسلام منهاجاً يسيرون ويعملون له.. فإما ولاء وإما عداء)، ولا يخفى على أي قاريء لهذا النص الوارد في افتتاحية الوالي الأول، روح الوصاية وأخذ الناس بالشدة (فإما ولاء وإما عداء)، لكن المؤلف مع ذلك يلاحظ أن الأمر لم يكن كذلك (أبيض أو أسود) في كل الأحوال، فكانت سياستهم رمادية في كثير من الأحيان، واعتمدت المناورة سبيلاً في غير قليل منها، فعلى سبيل المثال كانت مساندة الملك الجديد أنئذ عند تنصيبه، مدخلاً وجدوه مناسباً لإعلان وجودهم وقدرتهم على التأثير، مع رهان يصعب تبين جديته على إمكان تحويل الرموز الدينية- التي أضيفت إلى مراسم التنصيب- إلى وقائع ".

•    وفي ورقة أخرى للجبرتي " تذكر شبابنا ما كتب في مخطوطاتنا التاريخية أننا حاولنا نسف محكمة الاستئناف التى كانت تضم أوراق قضايا سلطانيتنا وهو الحادث الذى أغضب مولانا الأول كثيرا وجعله يسارع بإصدار بيانه الشهير الذى نشرته الصحف "هؤلاء ليسوا أتباعنا وليسوا مسلمين" ، ورغم تلك المقولة الشهيرة لمولانا الأول فقد قام شبابنا بتلبية النداء وقاموا بمحاصرة مبنى " المحكمة الدستورية العليا " التي تجاسرت وأصدرت أحكام سابقة لم تتسق مع أهداف وأحلام سلطانيتنا العظيمة ، فكيف لنا أن ننتظر منها المزيد من الأحكام ؟!
•    ورقة أخرى عنونها جبرتينا " من موقعة صناديق الديمقراطية إلى موقعة جُبن النيستو الأفرنجية ".. ذكر فيها أنه لما كان قد تم الرفض من جانب عموم البشر إلا نحن تشكيل الجمعية التأسيسية ، ومنتجها " مسودة الدستور" و"الإعلان الدستوري" ، فاحتشدوا يحاصرون قصر السلطان ولما تجرأوا واعتصموا فأقاموا المخيمات فقد قرر شبابنا إزالتها وطرد وتعنيف من فيها ويالهول ما وجدنا فيها .. جبن أفرنجي وأقراص منع الحمل وفول أمريكانا وعصير التفاح .. فصرخ شبابنا فزعاً بعد أن فزعوا عموم شباب الولايات "جبنة نيستو يا ...؟!".. يبقى سؤال : هل نحن في القرن 21 ؟.. في مقال قادم عرض لأوراق جبرتي زمن العجب !!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter