اليوم يمر عام على رحيل البابا شنودة الثالث المعلم والاب الذى ظل حتى وفاته يتواصل مع شعبه اسبوعيا من خلال عظته الاسبوعية، كما كان ينظر إليه الاقباط على أنه "أب" لهم يلجئون إليه لحل مشاكلهم.
وكانت حياة البابا رحلة مليئة بالرعاية والحب والابوة والاهتمام فكان اول من اهتم بالتعليم والمرأة كما كان رجل سياسى وفدى الانتماء، وخلال حياته لقب البابا بانه معلم الاجيال و"ذهبى الفم" وأيضا لقب بأنه صمام الأمان لمصر وأنه راعى الوحدة الوطنية.
والبابا شنودة كان أول البطاركة الذين اهتموا بالتعليم الكنسى فكان اول بابا ينشئ معهدا للرعاية ومعهدا للكتاب المقدس ويحصل على أربع دكتوراة في العلوم اللاهوتية والعلوم الإنسانية.
كما فتح الباب فى مجلة الكنيسة (مجلة الكرازة) للمرأة وسمح للباحثة نبيلة ميخائيل يوسف منذ سنة 1975 بكتابة باب روائع العلم وهي نفسها أول امرأة عضوة في المجلس الملي العام منذ عام 1989 وإلى الآن، وفى عهده زادت إلايبارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس خارج مصر، وكان أول بابا منذ القرن الخامس يختار من أساتذة الكلية الإكليركية، واستمر بعد سيامته في إلقاء الدروس بالإكليركية وإدارتها، واسس 7 فروع للإكليركية بداخل البلاد وفي بلاد المهجر.
وكان البابا شنودة أول بابا يرأس ويؤسس مجلة أسبوعية ويكون عضوا بنقابة الصحفين وأول بابا يواظب على إلقاء 3 محاضرات أسبوعيا بالقاهرة والإسكندرية بخلاف اجتماعاته الشهرية مع الخدام والكهنة والجمعيات.
كما أنه أول بابا منذ 15 قرناً يزور كرسي روما وكرسي القسطنطينية، وكان اول بابا يؤسس كنائس قبطية أرثوذكسية في كينيا وزاميبيا وزيمبابوي وجنوب أفريقيا. يقوم بزيارات إلى بلاد أفريقية لم يزورها أحد الباباوات من قبل مثل زائير والكونجو وقام برسامة كهنة أفارقة لرعاية الكنائس في بلادهم.
وأول بابا يقوم برسامة أسافقة بريطانيين وفرنسيين لرعاية رعاياهم المنضمين إلى كنيستنا القبطية الأرثوذكسيه أول بابا يقوم برحلات رعوية لزيارة وافتقاد الأقباط في أمريكا وأستراليا وأوروبا واسس أديره في أمريكا وأستراليا وألمانيا وإيطاليافروعاً للكلية الإكليريكية في أمريكا وأستراليا واسس أسقفيات في إنجلترا وأمريكا ويرسم لها اساقفة، وأول بابا يصير أحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي.
كما كان البابا شنودة أول بابا يضع لائحة للمجمع المقدس عام 1985 وكان أول بابا يوقع اتفاقيات مشتركة مع الكاثوليك ومع الأرثوذكس ومع الكنيسة الإنجليكانية وغيرها من الكنائس، كما كان الراعى الرسمى لمشروح مجلس كنائس مصر والذى انشاء بعد وفاته.
وفي عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام، بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.
وأولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأيضا كنائس المهجر، وكان أول بابا يقيم حفلات إفطار رمضانية لكبار المسئولين بالدولة منذ عام 1986 بالمقر البابوي وتبعته في ذلك معظم الإيبارشيات. كما كان يحضر حفلات إفطار رمضانية تقيمها وزارة الأوقاف ويشارك بنفسه في جميع المؤتمرات والأحداث الهامة بالدولة.
•البابا السياسى
كان البابا شنوده هو البطريرك الـ 117على الكرسى البابوى؛ وقد ولد البابا شنودة فى صعيد مصر فى قرية سلام محافظة اسيوط فى 2 أغسطس 1923 م باسم نظير جيد روفائيل.
ألتحق البابا شنودة بجامعة القاهرة ودرس فى كلية الآداب وتخرج منها حاصلاً على ليسانس الآداب قسم تاريخ 1947 م وكان "نظير جيد" يحاول التغيير والنهوض بالكنيسة فى خدمته بمدارس الأحد عن طريق التعليم فينشأ جيلاً جديداً مستنيراً أما بالنسبة للسياسة فقد كان له رؤية سياسية واضحة هى ضرورة أشتراك الأقباط فى السياسة ليكون لهم ثقلاً سياسياً فإنضم إلى حزب الكتلة الوفدية بقيادة الزعيم القبطى مكرم عبيد باشا وأشترك فى تفنيد الدعاية الإنتخابية لمصطفى النحاس الذى كان يطلق عليه "شاعر الكتلة الوفدية".
ورسم راهباً باسم (انطونيوس السرياني) في يوم18 يوليو 1954، وأمضى البابا شنودة 10 سنوات في الدير دون أن يغادره، وعمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959.
ورُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر
1962، وعندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر، ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
واصطدم السادات مع البابا شنودة بعد رفض البابا اتفاقية كامب ديفيد وتنظيم اقباط المهجر لمظاهرة خلال زيارة السادات لامريكا وما تلاها من احداث الزواية الحمراء وبعدها أصدرت أجهزة الأمن قرارا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي، الأمر الذي رفضه البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارا بدوره بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة. وهو الامر الذى أدى لاعتقال البابا وتحديد اقامته بدير الانبا بيشوى.
ورغم أن العلاقه بين السادات وشنودة فى البداية كانت جيدة إلا أنها انتهت بالصدام وترجع بدايات الصدام إلى ما نسب من اقوال للبابا شنودة بهدف إشعال الفتنة الطائفية فى مصر وهو ما زاد بعد احداث الزواية الحمراء.
وعندمل وصل حسني مبارك لمقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981 أفرج عن البابا، إلا ان طريقة التعامل مع الاقباط لم تتغير كثيرا وظلت الدولة والاجهزة الامنية تعطى رسائل بانها الحامى الوحيد للاقباط فى مواجهة الجماعات المتشددة. وقد اعتكف البابا خلال حكم مبارك أربع مرات الأولى كانت مع حادث الكشح والثانية بالتزامن مع حادث "وفاء قسطنين" وثالث مرة عقب احداث "نجع حمادى" والأخيرة عقب احداث "العمرانية".