بقلم: حليم إسكدنر
وجهت السلطات الليبية تهمة التبشير بالدين المسيحي لنحو 50 مسيحياً مصرياً احتجزتهم في مدينة بنغازي شرق ليبيا واتهمتهم بدخول الأراضي الليبية بطريقة غير مشروعة ولأن السلطات الليبية والشعب الليبي لديهم وفره في التسامح والمحبة وقبول الأخر فقد تم احتجاز هؤلاء المصريين الأقباط داخل حجرة ضيقه متراصين بعد حلاقة رؤؤسهم كنوع من التحقير والإذلال والعقاب وإخضاعهم للتعذيب و إزالة وشم الصليب من علي أيديهم بالقوة! 
 
وكانت التهمة الموجهة لهم هي التبشير بالمسيحية ووجود كتب مسيحية معهم كالكتاب المقدس وكتب مسيحية أخري وبعض الصور للسيد المسيح وللمتنيح قداسة البابا شنودة الثالث !! 
 
1- هل وجود الكتاب المقدس مع شخص مسيحي يعد جريمة ومخالفة للقانون؟ 
2- هل وجود بعض الصور المسيحية مع شخص مسيحي يعد جريمة وانتهاك للقانون؟
3- هل وجود الكتاب المقدس وبعض الصور المسيحية مع أشخاص مسيحيين دليل علي قيامهم بالتبشير؟
4- هل هؤلاء العمال البسطاء ومعظمهم من الريف المصري وغادروا مصر إلي ليبيا من اجل فرصة عمل وتحسين الدخل وجرياً وراء لقمة العيش يمتلكون من الثقافة والمعرفة والدراسة والتخصص ومقارنة الأديان ما يؤهلهم لمهمة تحتاج لدراية وتخصص ودراسة وتعمق كالتبشير!!! حتى يكونوا علي استعداد للرد علي أي استفسار أو تساؤل أو تفسير أي غموض وإزالة أي لبس لدي من يقومون بتبشيره !!!
5- هل هؤلاء العمال البسطاء يشكلون خطراً علي المجتمع الليبي والديانة الإسلامية؟
6- ما ذنب الكنيسة المصرية في بني غازي حتى يتم إحراقها؟
 
الإجابة المنطقية علي كل التساؤلات السابقة هي " لا " 
 
ولكن لو افترضنا جدلاً أن الإجابة هي " نعم " وان هؤلاء العمال البسطاء ومنهم من لا يحمل مؤهلاً دراسياً كانوا يبشرون بالمسيحية بالفعل.
 
- هل الاحتجاز والمعاملة السيئة بل والتعذيب الذي تعرضوا له وادي أي استشهاد احدهم وهو الشهيد عزت حكيم عطا الله يتفق مع سماحة الأديان؟
- هل المعاملة السيئة والتعذيب يتفق مع المواثيق الدولية وحقوق الإنسان؟
- لماذا لم يمكن هؤلاء من حق الدفاع ووجود محام معهم أثناء التحقيقات؟
- لماذا لم يتم ترحيلهم لبلادهم بشكل يحفظ كرامتهم كبشر؟
- أين دور السفارة المصرية في ليبيا، أليس هؤلاء مواطنون مصريون؟
- أين هو الرد الرسمي لوزارة الخارجية ومؤسسة الرئاسة تجاه احتجاز هؤلاء الأقباط دون وجه حق واحتجازهم بل وتعذيبهم مما أدي لاستشهاد احدهم؟
- الم يصرح سيادة الرئيس محمد مرسي انه لن ينام وهناك مظلوم واحد؟
 يا سيادة الرئيس هناك الكثير من المظاليم الذين يعذبون إلي درجة الاستشهاد علي يد الأشقاء الليبيين المتسامحين!!!
- أين دور ورد فعل السفارة المصرية ووزارة الخارجية ومؤسسة الرئاسة من إحراق الكنيسة المصرية في بني غازي؟
- حتى متى يظل دم المصري رخيصاً داخل البلاد وخارجها؟
 
 
أخيراً: رغم إني متفائل بطبعي ولكني لا اعرف هل سأعيش إلي أن أري اليوم الذي يعامل فيه المصري معاملة أدمية تحفظ كرامته وأدميته كانسان مخلوق علي صورة الله ومثاله " خليفة الله في الأرض" أم اترك تلك الرفاهية للورثة؟ 
 
حليم اسكندر