الأقباط متحدون - أقباط المنيا الناجون يروون وقائع تعذيبهم وسحلهم بمعتقلات بنى غازى
أخر تحديث ٠٨:٢٧ | الخميس ١٤ مارس ٢٠١٣ | ٥ برمهات ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٦٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أقباط المنيا الناجون يروون وقائع تعذيبهم وسحلهم بمعتقلات بنى غازى

أمجد زكي
أمجد زكي

عاطف: الشيخ شاف الصليب فقال لى: «امشى من البلد وإلا هدفّعك الجزية».. و«ميخائيل»: «الشورى» يكيل بمكيالين

 
روى أقباط المنيا الناجون من الموت بليبيا، وقائع تعذيبهم وسحلهم بمعتقلات بنى غازى لـ«الوطن»، وبكلمات حزينة بدأ الطفل شريف تواب نبيل، 15 سنة، طالب بالمدرسة الثانوية الصناعية بقرية الصليبة التابعة لمركز سمالوط بالمنيا، وأحد المحتجزين بتهمة التبشير، يروى وقائع التعذيب التى تعرض لها قائلا «جردونى من ملابسى وتركونى عاريا وسكبوا علىَّ الماء البارد فى عز الشتاء وأجبرونى على نطق الشهادتين وقالوا لى الإنجيل محرف يا كافر، ولم ترق قلوبهم لصغر سنى ونحافة جسدى».
 
وأضاف «والدى رجل فقير لا يستطيع الإنفاق على أشقائى وسافرت للعمل بليبيا حتى أستطيع أن أكمل تعليمى، وأساعد أسرتى الفقيرة، وبينما كنت أبيع على طاولة الملابس بمنطقة سوق الظلام ببنى غازى فوجئت بعشرات من الملتحين يهاجمون المنطقة ويلقون القبض على أى مسيحى بعد أن يتم فحص يده للتأكد من وجود شارة الصليب، وسألنى أحدهم أنت مسلم ولا مسيحى فقلت أنا مسيحى فاصطحبنى داخل سيارة كان بداخلها عدد آخر من المصريين، وعرفت بعد ذلك أنهم مسيحيون، ثم أودعونا بحجز صغير مكثت فيه لمدة 4 أيام تعرضت فيها لجميع أنواع العذاب حتى إننى كنت أتمنى الموت، وتم إجبارى على سب البابا شنودة للحصول على الطعام وقالوا لنا إحنا لما نقتلكم هنتقرب للرسول».
 
ووصف عاطف نادى حبيب، 33 سنة، عامل، ببنى غازى، ويقيم بقرية الطيبة بسمالوط أوضاع الأقباط المصريين فى ليبيا قائلا «يتعرضون لحملة إبادة وعنصرية لم نشهدها من قبل، فأنا أعمل بدولة ليبيا منذ 13 عاماً وبشكل رسمى، وقبل إلقاء القبض علىَّ كنت أقف على طاولة ملابس ببنى غازى وإذا بشخص ملتح يقف أمامى للشراء، وعندما شاهد شارة الصليب بيدى قال لى أنت مسيحى أنا مش بشترى حاجة من المسيحيين، بس أنت شكلك طيب ومش لازم تقعد فى البلد وإلا هندفعك الجزية وهبلغ عنك كتيبة شريعة الأنصار».
 
وأضاف «كنا نسمع من بعض الليبيين أن هناك حمله تقودها كتيبة أنصار الشريعة ودرع ليبيا الأول للقبض على جميع المسيحيين المصريين، وبالفعل فوجئنا بحوالى 20 ملتحياً ومسلحاً يداهمون منطقة سوق الظلام، ويسألون العمال المصريين عن ديانتهم ويلقون القبض على كل مسيحى، وكانوا يطلقون النار عشوائيا لإرهابنا واصطحبونى وزملائى صبحى أندراوس، نشأت مينا، مدحت خميس داخل سيارة وانطلقوا بنا إلى أحد السجون، ومنع عنا الطعام والشراب، وعندما سألنا عن سبب احتجازنا قالوا لنا أنتم مبشرون وتنصرّون المسلمين وأبلغونا أن أحد القساوسة أقنع فتاة تدعى صفاء باعتناق المسيحية، ثم فتشونا وصادروا كل متعلقاتنا ومنها صور للقساوسة والرهبان». وأضاف «اختاروا أكبرنا سنا عمى بشرى، وأخذوا يعتدون بالضرب المبرح عليه، ولم يرأفوا بشيبة رأسه وشعره الأبيض ثم جاء الدور على مينا صلاح، وبعده أندراوس الذى كنا نسمع صوت صراخه من شدة التعذيب، وعندما عاد رفض أن يحكى لنا ما تعرض له حتى لا ننهار، بعدها تم استدعاء هانى جابر وقالوا له أمام الجميع ودع أصحابك علشان دى آخر مرة هتشوفهم». وقال عاطف «لم نبال كثيرا بما تعرضنا له من تعذيب بدنى حتى جاءت المرحلة الصعبة وهى الاستهزاء وازدراء الأديان فكان 3 أشخاص ملتحين يدخلون علينا الحجز ويجبروننا على بسط أيدينا ويضربوننا على شارة الصليب بالعصى والأسلاك، وبالليل كان يسكب علينا الماء البارد رغم البرد الشديد، وكان أحدهم يعلق السيف على باب الحجز ويقول هنقيم عليكم الحد يا كفرة أنتم حطب جهنم». مقار زكى، 26 سنة، وقع أيضاً فريسة للتعذيب وروى مأساته قائلا «أجبرونا على تنظيف دورات المياه، ولن أنسى أبدا ما تعرض له زميلى متى يونان من تعذيب عندما رفض أن يقول «البابا شنودة حقير» حيث تم سحب أجزاء السلاح الآلى عليه وكان يضرب على رأسه بالعصا حتى إن أحد العساكر قال لمن يعذبه كفاية كدا «لكم دينكم ولى دين». ويضيف أنهم ألقوا القبض على أبونا بولا وهو قسيس مصرى يرعى كنيسة ببنى غازى، وعامل بنفس الكنيسة يدعى ملاك، وتم احتجازهما بغرفة قريبة منا، وقصوا شارب القسيس وتعرض للإهانة والتعذيب.
 
فى نفس السياق استنكر هيلا سلاسى غنى ميخائيل، رئيس الكتلة البرلمانية للمصريين الأحرار، ونائب المنيا بمجلس الشورى، ما تعرض له المصريون الأقباط بليبيا، وطالب بمناقشة القضية فى جلسة عاجلة للمجلس فى حضور كل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، وتعجب من غياب الهوية والكرامة الإنسانية للمصريين بالخارج عقب ثورة 25 يناير.
 
كما اتهم مجلس الشورى بأنه يكيل بمكيالين فى التعامل مع المواطنين، ودلل على ذلك بقضية المصريين الذين تم احتجازهم بالإمارات حيث تم تخصيص جلسة عاجلة لمناقشة قضيتهم، وأخرى للمتابعة، وسافر مستشار الرئيس للشئون الخارجية بنفسه لحل المشكلة بينما فى قضية أقباط ليبيا لم يتحرك المسئولون.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.