كنائس أسيوط تصلى وتدق أجراسها حزنًا على رحيل شهيد الوطن " عزن حكيم "
القس اندريه زكى : على الحكومة ان تطالب بالكشف عن ملابسات الحادث
راعى الكنيسة الإنجيلية بأسيوط ... التبشير ليس جريمة
وأرادوا أن يقتلوه فأكرموه
"ارفع راسك فوق أنت قبطي "...هتافات الشباب القبطي لتوديع الشهيد " عزت " بأسيوط
شقيقه " رأفت " :عزت مسامح القتلة وإحنا مسامحينهم كما علمنا المسيح
عم " حكيم " والد عزت: لو ملكت قتلة ابني هقطعهم بسناني
أسيوط – مجدي يوسف
شيع الآلاف من اهالى محافظة أسيوط ،صباح اليوم الأربعاء جثمان الشهيد المصري "عزت حكيم عطا لله " والذي توفى اثر تعرضه للتعذيب في احد السجون الليبية .
حيث ودعت الكنيسة الإنجيلية الأولى بأسيوط ، شهيد مصر "عزت حكيم " بالكنيسة الإنجيلية الأولى بعد ان دقت الكنائس أجراسها وتم إقامة قداس الصلاة على روجه الطاهر ،بحضور أسرته وأقربائه والآلاف من المحبين والأصدقاء ،وقد خيم الحزن على وجوه الجميع ودقت جميع الكنائس أجراسها حزنا على فراق احد أبنائها ،الذي قتل لا لجرم اقترفه ولكن لأنه مواطن مصري قبطي تغرب ليبحث عن رزقه بدولة ليبيا ،حيث تم القبض عليه هو وأكثر من 500 مصري بأحد الأسواق بمدينة بني غازي الليبية وتم توجه التهمة له ولأكثر من 54 قبطي أخر بالتبشير للمسيحية وتم على أثرها إيداعه بالحد السجون الليبية ليذيق جميع ألوان التعذيب لإجباره على الاعتراف بأنه جاء الى ليبيا للتبشير وليس للعمل ،إلى أن استشهد من شدة التعذيب .
جدير بالذكر أن عزت حكيم عطا لله( 45سنة ) متزوج وأب لابن وبنت " شيرى "و"اندرو " ذهب للعمل فى ليبيا منذ فترة طويلة، واستقر هناك ليعمل بمحل لبيع قطع غيار الهواتف المحمولة ببني غازي وكانت السلطات الليبية، قد اعتقلته من بين 500 مصريًا، ووجهت له ولنحو مائة قبطي آخرين في ليبيا، بـ"التبشير بالمسيحية"، وتعرّضوا لشتى أنواع التعذيب، لدرجة إن أحدهم تعرّض لبتر الذراع اليسري، وفقد القدرة على النطق ، إلى أن لقي عزت حكيم مصرعه من شدة التعذيب في السجون الليبية .
وقد وصل جثمان الشهيد "عزت" على متن طائرة مصر للطيران القادمة من طرابلس إلى القاهرة بالمطار الجديد وتم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بمحافظة أسيوط ،فى وقت متأخر من مساء الثلاثاء ،حيث استقبله المئات من أهله وأسرته وأصدقائه وشباب الكنيسة الإنجيلية بأسيوط وتم الصلاة عليه صباح اليوم الأربعاء بالكنيسة الإنجيلية الأولى بغرب مدينة أسيوط وذلك بحضور القس "اندريه زكى " نائب الطائفة الإنجيلية بمصر والقس باقي صدقي راعى الكنيسة الإنجيلية الأولى بأسيوط والقس رفعت فتحي سكرتير سنودس النيل الانجيلى بأسيوط ،ومثلى جميع الطوائف والكنائس المصرية وبعض الشخصيات العامة وأسرة وأقارب الفقيد والآلاف من شباب أسيوط مسلمين وأقباط الذين رددوا هتافات " ارفع راسك فوق أنت قبطي " .
تحدث القس باسم عدلي ليبدأ قداس الصلاة على الشهيد " عزت حكيم " ضحية التعذيب في السجون الليبية ،بترديد الترانيم على أنغام الموسيقى الحزينة التي اهتزت لها المشاعر لتتوحد القلوب وتتلاقى الأرواح لتدعو للشهيد " عزت حكيم " أن يغفر له الرب .
ثم كانت كلمة القس ناجى ابراهيم ،رئيس مجمع أسيوط الانجيلى والذي تحدث عن بعض الحكم والمواعظ من خلال قصة استشهاد المسيح وقال أننا لم نأتي لنسكب دموع الحزن على راحلنا العزيز ولكننا جئنا لكى نودع أخينا الذي قدم حياته لاسمي قضية فهو شهيد لأنه مات في سبيل المسيح ويجب ان لانحزن كما يحزن سكان العالم على موتاهم لان عزيزنا لم يمت ولكنه ذهب الى مكان ودار افضل .
وجاءت كلمة القس رضا ثابت رئيس سنودس النيل الانجيلى ليتحدث عن عبرة الموت وتحدث نيافة القس بولس نيابة عن الانبا ميخائيل مطران اسيوط ليبعث في الأعماق شوق لقاء المسيح
وعلى انغام الموسيقى الحزينة ردد الجميع ترايم" وتناهى الليل تناهى ...وتعاقب النهار .....وعريسنا جاى ياخذنا ...نستوطن الديار " .
ثم جاءت كلمة الدكتور نبيل ارتيل صديق الشهيد عزت حكيم ...ثم كلمة صديقه الدكتور رمسيس جندى والذى تلى ايات الرب يسوع والتى تكشف ما حدث مع الأخ والصيق العزيز عزت حكيم من خلال بعض ايات الانجيل .
وجاءت كلمة الطائفة الانجيلية والتى القاها القس اندريه زكى نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر والذى اكد على عدم الحزن على الموت على الرغم من كره الانسان له والذى اكد ان الموت هو نهاية النهاية ولايستطيع الانسام ان يتخيله ،كما طالب الحكومة ان تقوم بإجراءاتها لمعرفة ملابسات الحادث والموقوف على الاسباب التى ادت الى استشهاد عزت حكيم وقال باسم الطائفة الإنجيلية بمصر نؤكد اننا سنتابع هذا الامر بدقة لان حياة الإنسان غالية وأعرب عن خالص تعازيه للشهيد واشار الى ان كافة المؤسسات تودع للسماء شهيدا بارا ونصلى من اجل كنيستنا أن يعطينا الرب العزاء .
وجاءت كلمة القس باقى صدقة راعى الكنيسة الإنجيلية الأولى بأسيوط ليثلج الصدور وليؤكد أن اليوم هو يوم تتويج للأخ عزت ونحن لانرثيه ولكننا في هذا اليوم الذي عاد فيه الغريب إلى بيته ولا يرثى غريب عاد الى بيته وأرادوا ان يقتلوه فأكرموه .
وكان التنبشير للانجيل عقوبة وفاتهم ان التبشير للإنجيل بالنسبة لنا كمسيحيين هو تكليف الهي عبر عنه الرسول بولس ،والتبشير بالنسبة للمؤمن تكليف الهي ورباني والتبشير الانجيلى والقضية ليست قضية دينية على وجه التدقيق ولكنها حقوق الإنسان المصري داخل بلاده وحقوقه وكرامته خارج بلاده وعندما نلتقى مع الابن البار الذى احتل في قلوبنا مكانة تقديرها يشهد له هذا الجمع الذى جاء اليوم ليكرمه.
وقال ان رسالة الاخ عزت هى نفس رسالتنا والتي سنكملها بعده وهى "أيها الناس يا كل الناس لاينصلح من حالكم او من حال بلدكم ولبدنا إلا إذا أعيدت صياغة عقولنا ،والأخ عزت يحمل هذه الرسالة بانتقاله الى السماء بأكثر مما حملها عندما كان غريبا فى الارض ينتظر دوره ليلحق بالشهداء .
والتبيشير للانجيل ليس عقوبة يعاقب عليها القانون وليس هناك قانونا يمنع اى شخص من التبشير للانجيل وليس جريمة لاننا نحرص فى ان يكون فى كل بيت مسيحي الكتاب المقدس ولكننا نفعل ذلك ونحن نفعل ذلك بالحب والموده والخير وينبغى ان ندرك ونحن نبشر بالإنجيل إننا نعرف جيدا اننا نعرف رسالتنا ولكننا نقدم رسالة الإنجيل بالمحبة كما حملها عزت، وأكد صدقة أن زوجته ستكمل المشوار هي والعائلة وسنقف بجوارها لإكمال المسيرة بالحب الذي لايستطيع أن يدركه العالم .
واكد اننا نحمل اليوم البشارة له وللدنيا كلها لاننا سنظل نحمل رسالة الحب وأنها ليست قضية دينية ولكنها تعصب واستغلال الدين فى تحقيق مأرب شخصية وكم اشعر بالغبطة وان اذكر مشاعر الكثير من أصدقائنا المسلمين ونحن نحاول أن تستعيد مصرنا التي حكمها من يزعمون أنهم يخافون عليها.
استرسل قائلا " اذكر صديقي المسلم العزيز الذي اهدانى الكتاب المقدس وهو واحد من اكبر رجالات مصر وأرسل لي رسالة كتب فيها " إلى أخ لم تلده امى " ونقول للمسلمين نحن نحبكم ولكن هناك شيطانا يريد أن يخرب بيننا ونحن نحب اخوتنا المسلمين وهم يبادلونا هذه المحبة وهذه هى الرسالة التي نعرف جيدا ويعرفها عزت حكيم والتي أداها بدون دعاية أو إعلام ،هذه هي البشارة .
ومع دخول زوجته " رجاء " وابنه أندور البالغ من العمر 16 عاما وابنته شيرى فى حالة انهيار تام وبكاء شديد حزنًا على فقد العائل الوحيد لهم ،التقت " الأقباط متحدون " مع أهل الشهيد عزت حكيم ،فقال حكيم عطا لله " والد الشهيد " ربنا قادر على كل حال ، وكل ما حدث هو ترتيب ربنا وقال بصوت حزين " انا لو ملكت قتلة ابني هقطعهم باسنانى " واسترسل قائلا أن ابني ذهب ليعمل ويكسب قوته ولم يؤذى احد فى حياته ولم يرتكب جريمة لكي يعاقب عليها ولكنهم عذبوه ليعترف بجرم لم يرتكبه وربنا كبير " .
اما شقيقه "رأفت حكيم " فقال " عزت بريء من اى اتهام وعلى الرغم من إنهم قتلوه وعذبوه فهو قد سامحهم وإحنا مسامحينهم كما علمنا المسيح " وقال لقد علمنا بخبر اعتقاله هو وأصحابه من خلال اتصال تليفوني من احد أصدقائه ليخبرنا انه تم القبض على عزت هو والمئات من المصريين بأحد الأسواق الليبية ببني غازي لتبدأ رحلة التعذيب مع عزت آخى .