بقلم :سوسن إبراهيم عبد السيد
أقر و اعترف أنا سوسن إبراهيم عبد السيد بان الهيئة القبطية "العامة" و جميع ما تصدره من قرارات و تصريحات لا تعبر عن رأيي الشخصي و أنى لا امثل جزء منها و كل ما يصدر عنها أو عن رئيسها لا يعكس وجهة نظري..بما إني من "عموم" هذا الشعب و أطالب رئيسها بضرورة تغيير هذا المسمى حيث انه لا يعكس الرؤية العامة لجموع الشعب القبطي  بل هو التفاف على الفكر العام لهذا الشعب و محاولة إلصاق صفة به هو برئ منها .

منذ مدة قصيرة قام احد الصحفيين بنشر خبر كاذب الصقه إلى قداسة البابا تواضروس الثاني مفاده أن البابا لا يدعو الشعب القبطي إلى العصيان المدني و انه يأمر شعبه بضرورة الخضوع إلى "ولى الأمر"..و كان هذا اللفظ الأخير هو ما فضح كذب و بهتان ذلك التصريح المنسوب زورا إلى قداسة البابا ..فهو ليس من مفرداتها اللغوية التي اعتدنا سماعها ..و على الرغم من ذلك فلقد هاج و ماج كل من سمع أو قرأ هذا الخبر و نظموا وقفة احتجاجية يناشدون فيها رجال الدين عامة بعدم التدخل في الشئون السياسية و مستنكرين ان يصدر مثل هذا الكلام من فم قداسته..فخرج علينا قداسة البابا بمحبته الغامرة و قال بالحرف الواحد :لا تصدقوا كل ما يقال في النت أو في الجرائد فان معظمها لا يكون  صحيحا و عليكم إن أردتم التصديق أن تستمعوا إلى شخصيًا في فيديو مصور ....

و بين الحين و الأخر .يصدر تصريحا من فلان أو هيئة ما أو تيار ما و لكي يضفى عليه الشرعية فلا مانع من الزج باسم قداسة البابا فيه حتى يلقى قبولا من القاعدة العريضة التي اعتادت أن تأخذ الكلام مسلما به طالما خرج من فم أبينا المعظم ..و كما كنا نرى سابقا أشخاصا بعينهم يتعمدوا أن يظهروا في جميع الصور الفوتوغرافية إلى جانب الاكليروس و يستغلونها فيما بعد في إبرام صفقات تجارية بعضها كان للأسف مشبوها ..نجد الآن نفس المشاهد تتكرر و لكن مع الفارق لان الوعي للمتلقي ارتفع بعض الشئ بحيث أصبح لا يتقبل كل ما يقال او يذاع .

و يرجع مرجوعنا إلى تلك الهيئة المسماة زورا "عامة"و لا ادري من هم هؤلاء العامة الذين يرتضوا ان يتكلم شخصا ما باسمهم و يفرض رؤيته الشخصية سواء كانت في المجال الاجتماعي أو السياسي عليهم.؟.

فمن المعروف أن الشئ "العام"..هو ما يفترض ان يستفيد منه جميع و كل عموم الشعب ..كهيئة النقل العام و الحدائق العامة و المراحيض العامة و هكذا..إما أن تخرج علينا هيئة أطلقت على نفسها لقب "عامة"و هى لها رؤيتها الخاصة جدا في الأمور السياسية و الاجتماعية و حتى في المرشح الرئاسي (حيث إنها دعمت شخصا بعينه أبان الانتخابات الرئاسية )فهذا لا يعد سوى تدليسا بمعنى الكلمة .

كما أرجو ألا يتلاعب احد بالألفاظ فيرجع لفظ "قبطية"..إلى مصرية أنا أعلم تمامًا المعنى اللفظي للكلمة كما اعلم انها اللفظ الشائع لكلمة "مسيحي"فلا داعي أن نضحك على أنفسنا لتبرير مسميات الجميع يعلم مغزاها.

من حق هذه الهيئة ان تتبنى كل الأفكار التي تناسبها على إلا تفرضها و تصرح بها و كانها انعكاسا لرأى "عامة"هذا الشعب .

و لهذا أناشد قداسة البابا تاوضروس الثاني أن يعين لنا متحدثا إعلاميًا رسميا للكنيسة حتى لا يعطى الفرصة لكل من تسول له نفسه أن يدلى ببيان أو تصريح أن يتكلم فيما لا يعنيه..و أن يكون من زمرة العلمانيين المشهود لهم من أغلبية المسيحيين بالحيادية و الدفاع عن قضايانا و لا يخشى فى الحق لومه لائم.