"واحد عناب ساقع يابني" قالها المعلم فوزي أبو حجر صاحب المقهى وهو يتابع سحابة الدخان الكثيف المنطلقة من فمه وأنفه معا عقب نفس عميق سحبه من السيجارة القابض عليها بشفتيه، موجها حديثه للجرسون المنتشر في كل أركان المقهى، رغم اقتراب الساعة من الثالثة صباحا إلا أن عددا كبيرا من رواد المقهى مايزال منتظرا لخطاب الرئيس.
 

وأكد أبو حجر أن تناوله لأكواب متتاليه من العناب الساقع الحل الوحيد لدقات الطبول الزاقعه في رأسه نتيجة لارتفاع ضغط الدم الذي يعاني منه منذ ثورة 25 يناير.

 

قام أبو حجر بتشغيل شاشتي عملاقتين للتليفزيون التي يتميز بهما المقهى الكائن في ميدان الجيزة الأولى على قناة المحور انتظارا لخطاب الرئيس والثانية على أحد قنوات الجزيرة الرياضة التي ستنقل مباراة من الدروي الفنزويلي على الهواء مباشرة وطبقا لفارق التوقيت الساعة لم تتخطى الثامنة مساء في كركاس .
 

بدأ حوار الرئيس بعد اطلاق المباراة بفترة، والعجيب أنه في اللحظة التي  ظهرت على الشاشة صورة الرئيس أطلق ا لحكم المبارة يطلق صفارته محتسبا تسلل على أحد اللاعبين. ورغم أن التسلل في عرف اللعبة عقوبة على مرتكبها إلا أنها كانت بمثابة خطة الوثب على الثورة والقفز والركوب عليها كما يؤكد أبو حجر دائما.
 

تحدث الرئيس عن الطفل المقبوض عليه وفي حوزته 600 جنيه ، في نفس اللحظة التي رفض فيها الحكم احتساب ضربة جزاء لأن لاعب الفريق الأبيض حاول خداع الحكم بتمثيله السقوط في منطقة الجزاء، ابتلع أبو حجر نصف كوب العناب على مرة واحدة وأشعل سيجارة أخرى بمنتهى العصبية بعد وضع الكوب على مكتبه بعنف أحدث صوتا .
 

تأكد أبو حجر أن المسألة ليست إلا "سمك لبن تمر هندي"  عندما وضح جدا أثر المونتاج في أجابة الرئيس على سؤال بعيد تماما عن الولايات المتحدة الأمريكية بأن علاقة مصر بها على أعلى مستوى، في الوقت نفسه صرخ  مذيع المباراة قائلا: اللعب تعاوني بين الفريقين نظر أبو حجر  إلى الشاشة وجد لاعبو الفريقين يتبادلون الكرة فيما بينهم بإسلوب سخر منه الراحل محمد لطيف بقوله "علي وانا أعلي" كأنها كرة طائرة تلعب بالقدم مجرد عك كروي متبادل.

لم يجد أبو حجر فائدة ابتلع باقي كوب العناب وسحب كرسي وجلس في منتصف المقهى في موقع يسمح له بسهولة متابعة الشاشتين وطلب واحد عناب جديد، بدأ الرئيس يتحدث عن الانجازات ، فعاد الحكم لعدم إحتساب ضربة جزاء أخرى لأن نفس اللاعب سقط في منطقة الجزاء مدعيا تعرضه للعرقلة. 

 انتهى الحوار وعلق احد الحاضرين وقال: شايفين حكمة الرئيس قصد انه يعمل الحوار بتوقيت يناسب الشعب الفنزويلي فرد عليه زميلة الجالس بجواره: انت بتهزر هما في فنزويلا دي هايفهموا اللي قاله، فأجاب عليه وهو يمشي متجها نحو الجرسون ليدفع حساب المشروبات :يعني احنا اللي فاهمين حاجة.

في نفس اللحظة أطلق الحكم صفارة نهاية المباراة، أبو حجر قفز من مكانه بعصبية شديدة شرب كوب العناب على مرة واحدة وخرج من المقهى مشيرا لتاكسي سائلا سائقه "أم المصريين" يا أسطى؟