كتب : زهير دعيم
ظلمناكِ لقرونٍ طويلة !!
ظلمناكِ وما زلتِ في قاموسنا " عضو قاصر" ...أنثى ...ولا غرو فجهنم والمصيبة والنائبة والكارثة والواقعة ونون النسوة مرادفات لكِ.
ظلمناك وجمعنا ابن آوى جمع مؤنث : بنات آوى تيمّنًا بكِ وتكريمًا!!
ظلمناكِ وما زلنا نقول عند مجيئك الميمون الى الدّنيا : "بنت!!"..يلّلا الله يعوّض ...المهمّ الحمد لله على السّلامة .أمّا اذا كان المولود ذكرًا فتعلو الزغاريد ، وتُوزّع الحلوى ...فقد جاء الى الدنيا وليّ العهد.
ظلمناكِ وأنتِ تصمتين ...ظلمناك في الشّرق وأنت تقبلين على مضَض حينًا ،وحينًا آخر بغصّة ، ولكنّ الذي يؤلمني – أنا الرجل-هو صويحبات لك وصديقات من بنات جنسكِ يدافعن ويقف الى جانب الظلم والظالمين ، ويعتبرن الوضع المُتحيّز طبيعيًا والأدهى الهيًا !!! والاله يقول ذكرًا وأنثى خلقهما...وليس الرجل من دون المرأة ، وليست المرأة من دون الرجل.
ظلمناك في الشّرق ، وأنتِ حلاوته وشهده المُصفّى وحنانه الدّفّاق.
ظلمناك في الشّرق فغصنا في الظلمات والأوحال فسبقَنا الغرب والشمال بأشواط وما عدنا نرى حتى قفاه!!...وكيف لا يسبقنا ونحن نُقيّدك بالأغلال ، ونُثقل عنقك بالعبودية ، ونقول : الرُّكبة عوْرة ...والشَّعر عورة وتعليمك حرام ، والحوَر في عينك من الشيطان ، والبسمة على ثغرك جريمة ، وانت اخت له......؟!!!
ننتظر ان تُشرق الشّمس !!! والشمس في شرقنا حارقة ؛ تحرق الطحالب وأعشاب الظلّ.
ننتظر ان تُشرق الشمس، فتضيء الحنايا والمرتفعات والأودية ، وتُجفّف الرطوبة والعفونة ، فتُطلّ الأزهار من بين الحجارة شامخة.
كلّما أقول بالعاميّة " قرّبتْ " اجد نفسي أقول لا انها " بعّدتْ" فالظروف غير مؤاتية ، بل تسير القهقرى ، فقد عدنا او ما زلنا عند عهد الحريم ، عهد الوصاية ، عهد وُلدت لتلد وتُربّي ، ولدت لتعيش بين الجدران الأربعة، فالشمس تضرّ بها ، والنّور يؤذيها، والحضارة تسرق قدسيتها !!!
أترانا حُكمَ علينا في الشّرق لنُصفِّق بيدٍ واحدة ؟
أترانا اقتنعنا أنّ النصف منّا لا يساوي شيئًا ، وأنّ الذكوريّة هي الكلّ في الكلّ ؟
كنت اتخبّط في حياتي الماليّة ، الى ان فُتح المجال أمام زوجتي للعمل – والعمل في قاموسي كلمة مرادفة للشرف-فانتعشتُ وانتعش اقتصادنا وأزهرت نفوسنا وآمالنا ، فالنفس العاملة مزهرة ، مضيئة ، مثمرة لا تعرف الخمول ولا اليأس ، فالاندماج في ميدان العمل للرجل كما المرأة حياة ، وأيّة حياة !
أعطوها أن تعمل ، أطلقوها بربكم من عبوديتكم ، فالبنطال ليس جريمة ، وسياقة السيّارة متعة وهدف وغاية سامية ، والعمل السياسي لها تحدٍّ ، فهي تمتلك العقل وسداد الرأي والحنان ما قد لا تجده عند الرجال .
قد أظلم الشرق برمته ، فهناك من بدأ يفهم ويتفهّم ويشعر بقيمة هذا العنصر المرهف الحِسّ ، العنصر الضروريّ في حياتنا ، فمدَّه بالتشجيع وسانده ، ولكننا ما زلنا نحبو في كثير من البلدان العربية والشرقية بل هناك ما زال في القماط.
في عيدِك سيدتي يحلو النشيد ...
في عيدك ايتها الجدّة والأم والأخت والزوجة والحبيبة نرفع – نحن الذين نُقدّر عطاءك- نرفع لكِ قبعاتنا احترامًا واجلالا ..فالذي لا يعرفك يجهلك ويبقى في مكانه مع خفافيش الليل .
في عيدك تغنّي الطبيعة لحنا سماويًا ، وتبرعم الازاهير ايذانا بعهدٍ جديد وأمل جديد....فكل عام وانتِ سيدتي بالف الف خير