الأقباط متحدون - بقرات يوسف بطرس غالي السمان
أخر تحديث ١٣:٥١ | الاثنين ٤ مارس ٢٠١٣ | ٢٥ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٥٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بقرات يوسف بطرس غالي السمان

يوسف بطرس
يوسف بطرس

بقلم  /  ماجد ميشيل عزيز        

يستيقظ الاناس العاديون صباحا ليشربوا كوبا من الشاي او تناول الافطار  اما الطبقات الراقيه فتشرب الكابوتشينو و تغير الورود في الفازات  لبدء يوم جديد  سعيد لكن  اعضاء الحكومه المصريه   يستيقظون صباحا للبحث في الدفاتر القديمه عن اي  شيئ يدين   خصومهم السياسيين او يلوثهم في عيون الناس   و من اكثر من تعرضوا للظلم  الوزير السابق يوسف بطرس غالي  فقد تم تحويله الي التحقيق بسبب اتهامه باهدار 20 مليون جنيه قيل انه اهدرها في طبع كوبونات غاز في شركه بالامر المباشر و لم يختلس شيئا في جيبه  او يسرق  و ننسي ان في عهد هذا الوزير  ارتفع الاحتياطي النقدي الاجنبي الي ما يقارب  36 مليار دولار  فما قيمه 20 مليون جنيه مصري بجوار  مليارات من الدولارات الامريكيه التي وفرها  و  لنلاحظ انه   قيل انه اهدرها و هناك فرق بيم الاهدار و الاختلاس او السرقه  فبعد ان كان الاحتياطي  حوالي عشرون مليارا او اقل  في بدايه وزارته زاد بمقدار 16 مليار دولار بسبب حسن ادارته و تنظيمه و كان  يقول بسعاده  ان الاحتياطي الاجنبي  النقدي اصبح   اعلي من الدين الخارجي  للدوله  كما ان  الدولار قد انخفض سعره في عهده   الي اقل من سته جنيهات  و الان الاحتياطي النقدي قد وصل الي ثلاثه عشر مليار دولار  و نرجو من الله ان لا ينخفض اكثر اما الدولار فالان سعره  اكثر من سبعه جنيهات في السوق السوداء 


و من انجازات الدكتور يوسف بطرس ايضا اصلاحه النظام الضريبي العقيم القديم في مصر فشدد العقوبه علي المتهربين و  سهل في نفس الوقت اجراءات التعامل مع مصلحه الضرائب و خفض الضرائب  فتضاعفت بسبب قانونه الجديد الحصيله الضريبيه الي ثلاثه اضعافها و الضرائب هي المورد الاهم و الاكبر لخزانه الدوله  ...لقد حقق الدكتور يوسف المعادله التي تبدو مستحيله فقد خفض الضرائب و مع ذلك تضاعفت الحصيله للخزانه  فجمع كل المميزات في قانون واحد لان الضرائب الاقل تشجع و تجذب       الاستثمار و قد ازدهر الاستثمار بالفعل بعد تطبيق الاصلاحات الضريبيه  
كان الدكتور يوسف بطرس غالي وزيرا نشيطا  لا يكل من العمل ففضلا عن اصلاح نظام الضرائب المصري الذي حصل بسببه علي جائزه افضل وزير ماليه في افريقيا و اسيا عام 2009 من مجله افريكان بانكر فانه  اعد مشروعا جيدا للتامينات الاجتماعيه  و قام فيه بتوسيع قاعده المنتفعين من التامينات الاجتماعيه لتشمل فئات كثيره  كانت محرومه من التامين الاجتماعي   و اصلح نظام التامينات القديم بقانون جديد مملوء بالمزايا لكن للاسف تم وضعه في الادراج بعد الثوره


اما قانون الضرائب العقاريه الذي اعده الوزير المجتهد فلم تجد الحكومات المتعاقبه بعد الثوره مفرا من تطبيقه رغم الهجوم
الشديد علي هذا القانون اثناء وجود الوزير في منصبه


 من مميزات الوزير ايضا انه لم يقترض من الخارج اثناء وزارته التي دامت سبع سنوات  و اعتمد علي الموارد الداخليه للدوله فلم يسعي للقروض الاجنبيه او   لقروض صندوق النقد الدوليو ابتعد عن شروطه التي تجعل جهات اجنبيه تتحكم في سياسات الدوله الاقتصاديه


كان احد الاسباب التي يتركز بسببها الهجوم علي يوسف غالي هو انه وزير مسيحي يتولي وزاره مهمه مثل الماليه  و هي اهم وزاره تولاها مسيحي بعدثوره يوليو  فاستكثروها عليه فكان لا ينظر المهاجمون لكفاءته و لا لحسن ادارته للوزاره و المال العام   بل كانت هناك قسوه غير مبرره  في الهجوم الذي كان كثيرا ما يصدر حتي من اعضاء  الحزب الحاكم الذي ينتمي اليه الوزير ربما لابعاد نظر الاعلام عن الوزراء الاخرون  رغم انه لم يكن من الوزراء رجال الاعمال   الذين يمتلكون استثمارات   ..بالمليارات  تتعارض مع مناصبهم الرسميه   او الذين يتاجرون في اراضي  الدوله و حصلوا عليها بالملاليم  و باعوها بالمليارات بل كان استاذا في الاقتصاد و له ابحاث و مؤلفات كما انه كان رئيسا للجنه السياسات الماليه في صندوق النقد الدولي


 اما القضايا المتهم فيها فتافهه لا تستحق منها استخدام مطبعه الوزاره لطبع دعايه انتخابيه  او انه استعار سيارات من مصلحه   ..الجمارك من التي  تاخر اصحابها في دفع جماركها  و استخدمها في تنقلاته  بينما يتم التصالح مع  المليارديرات الذين نهبوا الاموال مقابل جزء من ثرواتهم  ..لقد كان يتم تطبيق المقاييس الصارمه في النزاهه مع يوسف غالي اما الاخرون فيتمتطبيق المقياس المصريه الفضفاضه معهم التي تجعل من المتهم حمل وديع يبغي مصلحه الوطن
و قد ورطه بعض زملائه الوزراء في قضاياهم  اما لابعاد انظار الاعلام عنهم   او لانه بالخارج فلا يوجد من يدافع عنه فتتم ادانته و تبرئتهم  


        لقد كان الاقتصاد المصري ينمو نموا جيدا في عهد يوسف بطرس غالي لكن  لم ينعكس هذا علي المواطن البسيط اما بسبب الطبقات الغنيه التي تستفيد من اغلب  ثمار النمو و تلقي بالفتات للطبقات الدنيا  او بسبب الزياده السكانيه الضخمه التي تبتلع اي تقدم اقتصادي فقد تولي بطرس غالي الماليه لمده سبع سنوات كانت مثل السبع سنوات الغنيه في عهد يوسف الصديق و التشبيه طبعا مع الفارق بين الانسان و النبي يوسف الذي لامثيل له ..فكانت تلك السنوات مثل البقرات  السبع السمان التي اتت بعدها  بقرات   عجاف بدات تاكلها و اتمني ان لا تطول المده الي سبع 


 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter