الأقباط متحدون - سحرة فرعون بين الضلال والتضليل
أخر تحديث ٠٤:٤٤ | السبت ٢ مارس ٢٠١٣ | ٢٣ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٥٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سحرة فرعون بين الضلال والتضليل

بقلم: مدحت بشاي

medhatbe@gmail.com
إنه الإعلام المصري الظالم المُضلِلْ في رسالته الخائنة لمصالح الوطن والمواطن كما يراه البعض ، والمظلوم المُضلَل في رؤية للبعض الأخر ، بل ومن وجهة نظر البعض الثالث بيوت كفر وضلال مبين !!!
 
بداية ، الإعلام الحكومي بكل وسائطه وأشكاله غير مُختلف على تصنيفه وليس موضوع المقال ، فهو إعلام موجه تحت الطلب السلطاني باستثناء حالات قليلة لبشر تخرج عن الإطار فيُبعدون بشطب إبداعات أقلامهم أو تهديد أصحاب الرؤية المختلفة التي تقدم برامج يحلم أصحابها بنسبة من المشاهدة ومنافسة برامج القنوات الخاصة ..
 
وفي كل الأحوال أرى أن الإعلام الحر في جانبه الإيجابي قد استطاع تحقيق ثقافة سمعية ومرئية ساهمت في دعم حالة الرفض العامة للفساد المالي والإداري في عموم اللاد ، وفضح آليات القمع الديكاتورية قبل الثورة وبعدها ، فكانت متابعات حركات الرفض مثل كفاية و6 أبريل وغيرها وعرض فحوى المدونات وصفحات التواصل الاجتماعي الثائرة.. ولعل متابعات حادث خالد سعيد وبشاعة حادث كنيسة القديسين كانت الطلقة الأخيرة النافذة  لاشتعال روح الثورة الينايرية الرافضة لكل ألوان وأشكال القهر والقمع الإنساني والداعية للعدالة الاجتماعية ..
 
أما الجانب السلبي للأداء الإعلامي في السنوات الأخيرة (ويدفع فرسانه الآن ثمن انتهاج مفرداته الشكلية والتطبيقية )أرى من أشكالها الفاقعة ( سواء ما تم بحسن نية أو بغرض الإثارة والمتاجرة بالأحداث ) وعلى سبيل المثال : استقبال المفرج عنهم من القتلة أصحاب نهج الفكر الظلامي على أبواب السجون ، وجعل أحدهم ضيف يومي على مائدة حوار تليفزيونية يبث عبره كل رسائل أكثر جماعات التشدد سلبية ، بل وصل الأمر الذهاب إلى دول الفرنجة وقطع مئات الأميال للالتقاء بموريس صادق في الولايات المتحدة الأمريكية ، أومقابلة سائق الإرهابي بن لادن في دولة عربية و الهرولة إلى أشرف السعد في لندن ويوسف ندا الرمز الإخواني المليارديري في الخارج والإعلان عنها جميعاً كسبق إعلامي ، ، فضلاً عن مطاردة كل صاحب فتوى مثيرة حتى لو تم رفضها من جانب أهل الذكر والعلم والفتوى من دار الافتاء مثل فتاوى إرضاع الكبير والديمقراطية الحرام وهدم الأهرامات وزاوج القاصرات وبول الإبل للاستشفاء وعدم توصيل الكاهن ورفض السلام على المسيحي وتهنئته في الأعياد حيث ينبغي كراهيتهم ، فإذا بالإعلام يصنع منهم النجوم الجاهزة للمساء والسهرة ، وعليه تلقف غيرهم الفكرة فأبدعوا قضايا مثيرة وخناقات بين أهل الفن وأهل التدين المغشوش ، وبين أهل الرياضة من العجزة والفشلة وأهل الإعلام الفاسد .. ثم انتشار حرب جديدة بين أدعياء الكفاح الثوري في الميادين وفلول زمن النكد بعد الثورة ، والدخول في مراحل تنجيم الكذبة حتى لو صدر الحكم بأنهم كاذبون كاذبون فصنعوا منهم زعامات تطيح برموز الإعلام ومقارهم في أكبر مشاهد الرعب والترويع لم يكن لها سابقة في أي عهد على أرض المحروسة ..
 
وعليه ، فإننا ورغم أن الفعلة المُضللون هم نفر قليل من فرسان الإعلام فقد كان الحصاد المر وفيراً للأسف على أرض الواقع ، ويبقى السؤال: لماذا تتباكون وأنتم مشاركون في تهيئة مناخ وظروف مواتية لصناعة رموز النكد للانفراد بتلابيب مصالح أهل البناء والإصلاح والفكر المستنير ؟!!!!
 
ولكن ورغم كل ما سردت فقنوات الإعلام الخاص باستثناء بعض القنوات الدينية الإسلامية والمسيحية الشاردة كانت عظيمة وقدمت وتقدم كل يوم هي ومنابرنا الصحفية الخاصة ضريبة الكلمة الحرة ، كان أخرها تقديم شهيد الكلمة الحرة الحسيني عبد اللطيف روحه على مذابح العمل الثوري النبيل ، وعليه لا يمكن قبول ماجاء بمقال رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام الأستاذ الدكتور سليمان صالح بمجلة المصور المعنون " كيف ندافع عن حرية الإعلام ؟"..
والحقيقة ، أن ما كتبه لا يحتاج إلى تعليق مني كمواطن مصري وإنما فقط توجيه أسئلة للاستفهام ، ولذلك أعرض على القارئ بعض ما قرر الأستاذ الأكاديمي المتخصص وأترك له الأمر ..
 
يقول البروفيسور " أما حال المؤسسات الصحفية الخاصة التي أطلقت على نفسها لقب المستقلة فلقد نشأت طبقاً للشروط التي حددتها السلطة ، ومن أهمها شن حملات لتشويه صورة التيار الإسلامي وهو الخصم القوي الذي يدرك نظام مبارك خطورته " .. وأسأله هل لم تكن معنا يا بروفيسورعندما تحالف النظام مع الإخوان ومنحهم 88 عضوية في البرلمان ، وألم تتابع أن تلك القنوات الخاصة هي التي قدمت لأول مرة على شاشاتها نجوم تيارات الإسلام السياسي وتعريف الناس بهم ، بل وعندما وجدوا فيهم وجبة إعلامية مثيرة لشهية المشاهد تنافسوا في تقديمهم وفي مرحلة تالية إقامة حوارات بينهم وبين رجال الفعل السياسي الحقيقي .. ألا ترى أن نجوم ألأحزاب الدينية كان ميلاد ظهورهم على تلك القنوات .. ثم ألا ترى أن جميع برامج التوك شو باستثناء برنامج " هناء سمري" كانت تقدم نجوم المعارضة بما فيهم رموز حركة كفاية وجماعة التغيير وشايفنكو و6 أبريل وكلنا خالد سعيد وغيرهم .. كنت فين بروفيسورنا العزيز وأنت تضيف هنا أن الصحف الخاصة التي تدعي الاستقلال كانت تبرر اضطهاد نظام مبارك للتيار الإسلامي ، وهي التي استمرأت ـ للأسف ـ وعكس ما تقول والذي كان ينبغي أن تلومها عليه تقديم وجوه التشدد حتى تعاطف معها الناس إلى حد نجاحها في استقطاب أهل التدين الشكلي بعد الثورة ، فهم لم ينجحوا فجأة بل كانت فرشة الإعلام الخاص هي التي مهدت وأعدت السبل لنجاحهم  ؟!!!
 
 يقول البروفيسور " كما تشكل تغطية هذه القنوات لبعض الأحداث مثل الاعتداء على قصر الاتحادية دليلاً واضحاً على أنها متحيزة وغير عادلة وتمجد الذين يرتكبون أعمال العنف وتحولهم إلى أبطال في الوقت الذي تدين فيه التيار الإسلامي عندما حاول أن يدافع عن قصر الاتحادية بشكل سلمي " .. مش مصدق أن يقول رئيس قسم الصحافة بجامعة القاهرة هذا الكلام .. أي اقتحام فعله المتظاهرون واليوم الأول كانت التظاهرة رائعة دون إراقة نقطة دم والعلاقة رائعة بين الشباب والشرطة والجيش في أعلى درجات الوئام ، ثم كانت غزوة "الجبنة النستو" في اليوم الثاني من قبل أشاوس التشدد ، فكان سفك دماء أنبل شباب مصر وسحلهم ومحاكمة الأحياء منهم في الشارع بمعرفة نيابة خاصة غير شرعية لنزع اعترافات تحت وابل من التعذيب ؟!! ..
 
للحديث بقية حول أطروحات البروفيسور، ولكنني أسأل الله ألا يكون كل أساتذة الإعلام لهم نفس تلك القناعات الخطيرة ، وأدعو الله العلي القدير ألا يشارك بروفيسورنا في وضع ميثاق الشرف الصحفي .. زمن أكاديميين صحيح !!!!       

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter