الأقباط متحدون - ثورة الجياع إلى الطهارة
أخر تحديث ٠٤:٠٩ | السبت ٢ مارس ٢٠١٣ | ٢٣ أمشير ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٥٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ثورة الجياع إلى الطهارة

 ماجدة سيدهم
" ليس بالامتلاك وحدة يحيا الإنسان بل بفعل المحبة تطهر النفوس .."

*ما بالكم تئنون ، تقفون هنا تتراشقون بالجثث الحية ، مخنوقون بأحابيل الغلظة والجهالة وتظنون ما تحفرونه من أخاديد يضبط فهما ويـهدئ شكـّا ،.أما زلتم تعانون الخوف ذاته ..! في الاتساع المعبد بالتلاعن جلس فقراء مدينة الشمس فاغرين كواتهم يطلبون ملحا وبعضا من ضوء ،

تتطلع أحداقهم إلى غيمات لا تحبل بظل ولا خمر ولا كسرات من نفحة ،إذا ستمكث الحنطة هذا المساء أيضا بلا رقص وبلا جسر يتعثر المارون ،بينما على ابواب التسكع بالوطن تلعق الكلاب نزيف الحلم الساقط عن ولائم الاله الماجن بالصمم ..


في مطلع كل مغفرة تدق مآذن المحاولة كي نقترف الخطيئة بعينها -السقوط إلى الدرك الأسوأ - حيث يطبل مرتكبو الشريعة خزيا وفاعلوا التقوى الآثمة يرتقون وهما ملطخا بصكوك الرجاسات، ينصبون من أركان العهر آيات للانحناء ، وبالماء اليابس نتوضأ حيرة ، ربما نمسك صيدا لكن في كل تسبحه يغلي القــِدرُ بدسم الرفض- فالأيدي الملوثة بالانقسام لا تحصد غير الشتات ،مللنا مشهد المطاردة بين اهوال الكذب ولحم التعساء لذا ضج الشارع بصيحة التقيؤ " اسمعوا .. الشوارع ليست محلا لنعالكم والطرقات نفضت غبار شبقكم الثائر ، اغلقوا قبوركم التي تقطر بغضة .وعن احلامنا ترجلوا .."


وأما أنت ..كـدُب بائس ومسكين ،يوم شيعت البهجة إلى مثواها الأول لحتي أدركك نصل الموت وأنت على قيد الهذيان ، اصمتوا الآن جميعا ، اخلعوا عنكم ضجة أذهانكم العتيقة القوا بكل ما ملكت أياديكم من أحاجي وتعاويذ ،اختبروا مرة أن تذرف عيونكم دمعا جميلا ،أيها الجياع إلى الطهارة والعطاش إلى التقدير.. انتبهوا لبقايا الإنسان فيكم ، ثوروا لقيامتكم ولا تهدأوا ، تخلصوا من كبرياء اتساخكم وفي أردن الفهم تعمدوا ،

إلى عمق الجمال أسبروا غورا ،واسألوا من أين يسطع شرف النقاء ، أدركوا أنفسكم و إلى الآخر التفتوا ،واختبروا كيف بحلاوة تتعانق الأصابع فالحب هو مخلصكم ، فكم يصوغ اكتشاف الإنسان كافة المفردات إلى نصابها المستقيم ،حينها ستكون يا صديقي بالغناء أول المبشرين ..!
ولم ينته بعد ..
   

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter