بقلم/ الشاعرة تريز صبري عدلي
رحلت يا حبيبي في بدء الشتاء...
دون كلمٍة واحدة .....
أخذت حنيني وتركت لي الجفاء...
قتلتها في المهد...خواطر في حبك واردة...
أهملت صرختي وسولت لي العناء....
ضللتها إلي الأبد... طيورا من قلبي شاردة...
كيف قدرت هكذا في سلاسةٍ تقتلني....
بتقاليد العصر وتلك العادات السائدة....
كيف قدرت أن تشيح بوجهك عني....
في طريقي أنا....ذاهبة أم عائدة...
كيف قدرت أن تزدري الذكريات....
والآمال من كانت في قلبي رائدة...
كيف تركتني لبرد الشتاء....
يفرك عظام سنيني واحدةً فواحدة...
كيف رق قلبك لهذه الآثام....
كيف أطفأت روحي وتركت جثتي هامدة...
كيف جلدت حبي بسوط الأيام....
بعدما كنا ذا القلب الواحد..وذات النفس الواحدة...
كيف يا حبيبي احتملت العلياء..وظلم الكبرياء..
وقسوة القطيعة الماردة....
تري أين أنت مني الآن....
وهل تسمع أناتي في كل صوبٍ راكضة....
أم تري تستهويك دمعاتي....
من جوف آتوني تصرخ صاعدة....
وهل تمنع نفسك باجتهادٍ مني....
وتقتل ذا الحنين...في عيونك تلك الصامدة...
أم تراك في اليم رميتني أبدا....
بقلبك ها الجرئ....وتلك الأيادي الجامدة...
وهل أرادا كفاك أن يحتضنا وجهي....
ويمسحا دمعةً فرت مجاهدة....
أم تظن إني خلفك ألهث ....
وإني إياك لابد واجدة....
وهل تعود يوما تمنحني....
ذات القبلةِ الناعسة..في الوجدِ تهف وافدة...
أم في يقينٍ تنتظر قبلاتي....
من كانت في قلبك تسجد عابدة...
وهل يأتي صوتي من خلفك مداعباً...
وتسبيك ضحكاتي العذبة..وكلماتي الناهضة...
أم إنك شطبت تاريخي..ومحوت صوتي...
وتركت ضحكاتي تعوي باردة....
هل أطلق يا حبيبي أخيرا سراحك...
وأبقي في حبك أبد دهري زاهدة...
أم إنك ستعود يوما..تمنحني دفئا وسلما..
وبعض قبلاتٍ زائدة....
هل ستترك ذات الشتاء يقسو علينا...
ويطلق في عمرينا كلابه الرابضة....
أم يا حبيبي ستنهض خلفها....
وتطردها أبدا من جناتنا الخالدة....
هل ستأتي ثانية ًمع بزوغ فجري...
وتحررني من كفوف الأنين القابضة...
أم سوف تتركني كل أيامي....
في سجن ليلي...خلف جدرانه الباردة...
وهل ستعود تهفف خلسة ًفي قدوم ربيعٍ ٍ
بعدما رحلت في شتاءٍ جاحدة....
أم سأمضِّي العمر وحدي....
حتى يكف الحلم...وتمسي قصيداتي راشدة
وهل تحارب يوماً من أجلي....
بعدما تركت الحرب لسلطاتي البائدة...
أم إنك يا حبيبي سئمت الحرب....
والمحاربين...والبطولات الواعدة...
تريز صبري عدلي