الشربينى الاقصرى
نحن نخدع أنفسنا عندما(نغنى)و تغنى مدارسنا ومؤسساتنا الحكومية وتعزف الفرق الموسيقية فى الأعياد والمناسبات القومية نشيد السلام الجمهوري (بلادي.. بلادي.. لك حبي وفؤادي ). أين هى بلادنا التى لها حبنا ؟ ؟

اين هى بلادنا التى لها قلبنا ؟اين مصر التى كتب لها ابن مصر الأستاذ(محمد يونس القاضى)نشيدها الخالد (بلادي بلادي لك حبي وفؤادى )مستلهما كلماته من خطب الزعيم المصري الخالد مصطفى كامل التى كان يستهلها بقوله : (بلادي.. بلادي ) والذى لحنه فنان الشعب ابن مصر (الشيخ سيد درويش) وغناه فى أعظم مناسبة وطنية وهى عودة ابن مصر المناضل وقائد ثورة1919 م (سعد زغلول ).كل ما نراه الان على الساحة المصرية هو تدمير لمصر ..تدمير لاقتصادها ..تدمير لسياستها ..تدمير لبنيتها الاجتماعية والثقافية والحضارية..تدمير للإنسان المصري العظيم وتجريده من كل قيمه وأخلاقياته النبيلة . مليونيات هنا ومظاهرات هناك واعتصامات هنا وعصيان مدنى هناك ...ماذا تستفيد مصر من كل هذه الفوضى المدمرة. حوادث قطارات وحوادث سطو مسلح وسرقات بالإكراه فى وضح النهار ..ماذا تستفيد مصر من ذلك العبث القاتل ؟

تهريب للسلع التموينية وإهدار للمال العام وحريق يشب هنا وعمارات تنهار هناك ..وماذا ايضا تستفيد مصر من كل هذا ؟ والعجيب والغريب فى الامر ان الحكومة تتفرج على ما يحدث وكأنها تشاهد فيلما سينمائيا من أفلام الرعب الأمريكية وتنتظر فى نهاية المطاف ظهور كلمة(النهاية) وينتهى الفيلم وتضاء الأنوار ويخرج الجمهور من السينما مستمتعا بالفيلم ومرددا (بلادى بلادى لك حبى وفؤادى ....)

أما الجمهور فانه ينظر أيضا على انه داخل السينما وان هؤلاء الأبطال الشريرين والقتلى والجرحى والخراب والدمار ما هم إلا داخل الفيلم السينمائي وسوف تظهر أيضا كلمة(النهاية) وتضاء الأنوار ليخرج الجميع من السينما مرددين أغنيته(سيد درويش) الشهيرة (بلادى بلادى لك حبى وفؤادى ...)

وبعد لحظات وعندما يصل الجميع الى منازلهم ويجدون انهم لم يكونوا فى سينما وما حدث ليس فيلما بل هو واقعا ملموسا فها هم أبنائهم قتلى وزوجاتهم جرحى وثكلى وبناتهم بلا عفة انهم يصابون بالحزن واليأس ويستيقظون من الوهم ليجدوا انفسهم هم القتلى وهم المسروقة اموالهم والمنهوبة اقواتهم .

وسوف تجد الحكومة نفسها انها أيضا لم تكن فى مشاهدة فيلما سينمائيا انها الحقيقة وها هو الشعب يخرج على القانون والأعراف شاهرا سيفه لانه لم يجد ابنه ولا شرفه ولا قوت يومه يخرج مرددا ..(بلادى بلادى لك كرهى يابلادى ..) وسوف ترد عليه الحكومة بغطرستها متحدية اياه قائلة:(بلادى بلادى لك عنادى،،)وعندها سوف تختلط كلمات الاغنيةبين (الحكومة والشعب )

ليخرج صداها قائلا :( بلادى بلادى ..لك كرهي وعنادي.