بقلم : صفنات فعنيح
كان حظي هكذا في هذا الصباح الذي قررت الذهاب الي ( المول ) والتسوق .. لفت نظري اسرة مصرية تتسوق هي الاخري .. زوج وزوجة وثلاثة اطفال .. ابنتان في عمر السابعة والثامنة وطفل صغير حوالي سنتين ونصف .. هذا الطفل المصري شد انتباة جميع المتسوقين في هذا المكان الذي يحتوي علي شنط للسفر ..وكنت الوحيد الذي اقترب منهم بعد ان ترك كل المتسوقين المكان .. لتعالي اصوات هذة الاسرة ..
دفعني الفضول واللهجة المصرية كي اقترب علي مقربة منهم .. ولكني آثرت ان لا اتكلم معهم .. وهم لم يعيروني اي اهتمام واستمروا في النقاش الحاد حول انواع واشكال واحجام شنط السفر .. وتبين لي من الحديث انهم مزمعون علي السفر لزيارة الاهل في احد قوري الصعيد ..وتصنعت انا ايضا ان افحص بعض هذة الشنط كي لا الفت انتباههم بي .. في هذة الاثناء تركوا طفلهم الصغير الذي بدا مغرما بجذب الشنط من اماكنها ومسكها والجري بها مستمتعا بانها تجري علي عجلتين ولها مقبض طويل وتصلح للعب وعندما تتستق وتقف نتيجة لاصدامها بشئ ما يلقيها ويلتقط اخري وهكذا وعند منعة يرتمي علي الارض في صراخ هيستيري ..
فاحجموا عن منعة في اللعب بالشنط وتفرغوا لصراخهم وعويلهم في كيفية اختيار الشنط ومقارنة الاسعار..والاحجام .. وفي بضع من الدقائق تقرب من ال ١٢ دقيقة تحول المكان الي سوق مصرية خالصة شنط ملقاة علي الارض وصياح ..وصراخ لهذا الطفل العجيب .. ظهر رجل ببدلة انيقة علي ما يبدو انة مدير هذا المحل وعرض عليهم المساعدة بطريقة وبرغبة ملحة في انهاء هذا الكرنفال المريع .. وما رأوا هذا الرجل حتي انهالوا علية بكم من الاسئلة وبلغتة الاجنبية وبطريقة القاء مضحكة في التحدث بهذة اللغة ..
ووقف هذا المدير متلعثما غير متفهم لما يسألوة عنة وهم ايضا فقد ازدادت حيرتهم لعدم حصولهم علي اجابات من هذا المدير .. وبدا المشهد بن طرفين يتناقشون وبصوت عالي ولا يفهم احدهم الآخر ومازال الطفل يصرخ مرميا علي الارض فقد منعوة من العبث بشنط السفر ........ هاجت مصريتي في وجداني .. وقررت ان اقف بجوار ولاد بلدي انقذ تخلفهم الواضح عن بقية شعوب الارض .. فتدخلت في الحديث معرضا مساعدتي للطرفين ..
ولاني كنت متابع الحدث منذ البداية في غضون دقيقتين كنا انهينا اختيار الشنط وذهبنا جميعا امام البياع الذي يتم عندة دفع الفلوس .. وهم المدير بالإنصراف وقبل ان ينصرف ضم علي يدي بشدة وشكرني علي انقاذ الموقف .. وتهدئة الصراخ وإتمام صفقة البيع .. وذهب المدير ليبدأ شوط اخر من التحرش بالكلام علي طريقة الدفع .. ولسوء الحظ ان البائع المنوط بإتمام البيع كانت إمرأة متقدمة في السن .. وشكلها يوحي انها خرجت علي المعاش قبل كدة حوالي خمس او ست مرات .. وبصعوبة بالغة تمت صفقة البيع وانصرفت هذة الاسرة تاركة المحل ..
اما انا فقد تسمرت امام هذة المرأة العجوز وابتد أ عقلي يعمل ويفكر فيما حدث ولم انتبة الا عندما اقتربت مني هذة المرأة العجوز وقالت لي مثل هؤلاء الناس لازم يرجعوا بلدهم .. وانهم مش مفروض يخلفوا اطفال ولم تنتظر اي اجابة مني .. علي ما يبدو انة قرار نهائي اتخذتة هيا ولا يمكن الرجوع فية .. وهممت بالرحيل من امامها وانا في شدة التوهان ولكنها استوقفتني كي تشكرني علي صبري .. واتقان لغتها ومساعدة المحل في اتمام بيع هذة الشنط وفجأة تأسفت لي ..
لقد شعرت انها اهانتني بقرارها عن رجوع هؤلاء الناس من مكان ما أتوا وان ليس من حقهم ان يخلفوا عيال .. فقد شعرت اني وهؤلاء الناس
من بلد واحدة .. واني لم استحق هذة الاهانة فكنت مجرد رسول سلام وتكلمنا عن اشياء اخري بعد ان اصطحبتني لمكان الشنط مرة اخري .. لقد هالها منظر المكان .. فاخذت تهمم بعبارات كثيرة كبقية كبار السن .. اما انا فاستذنت بالانصراف اجر معي فكري الذي وفي ثوان معدودة قد ذهب بي لعصور الاستعمار الطويلة التي احاطت ببلدي الحبيب .. افقد الانسان المصري .. اتصالة بالحضارة .. واصبح محتاج اعمار فوق عمرة ليطور وجودة .. ويلحق
بالركب الحضاري ولست ادر لماذا وفي هذة اللحظات قفذ الي فكري الكتور مجدي يعقوب وقلت في نفسي ..
طيب ما دة مصري برضة وقد عاش جدودة داخل حظيرة الاستعمار بكل انواعة .. اية الفرق ادركت تماما عظمة الرئيس جمال عبد الناصر عندما قرر ان يكون التعليم مجانا .. ولو كانت تجربتة في مجانية التعليم سارت وبنجاح كنا اختصرنا اشياء كثيرة النهاردة ولكنها وبعد نجاحها في البداية الا انها فشلت بسبب فساد الانسان المصري .. الذي لم يتعلم انجاح هذة التجربة .. والنهاردة لا يوجد شئ علي لساني يمكن ان يقال وقد قلت الكثير .. غير قلبي معامي يامصر في المك الجلل ....
واسأل اللة كي ينظر بعين الرحمة لمصر والمصريين
يــــــــــارب .. يارحم الراحمين .