بقلم : د . وجيه رؤوف
حاولت كثيرا أن أصمت , تارة عن طريق نداء بداخلي , وتارة من نصائح الأصدقاء وتارة بفعل عوامل خارجية, وتارة لكى أريح أعصابي وأهدى من نفسيتي , وفعلا صمت كثيرا بانتظار الفرج من الله حتى تهدأ الأمور من حولي , ولكن !!!؟؟؟
لم أعد أستطيع الصمت , فالدماء تنادى من جوف الأرض , دماء شهداء أبرار لم يرتكبوا جرما ولا معصية , ذنبهم فقط أنهم أقباط ومن أجل أنهم أقباط فهم يدفعون ثمن كل شيء ,
يدفعون ثمن تخلف أمه كاملة ,
يدفعون ثمن فشل حكومة كاملة ,
يدفعون ثمن انفلات أمنى كامل ,
يدفعون ثمن تردى إقتصادى ,
يدفعون ثمن تردى أخلاقي ,
ودائما هم الشماعة التي تعلق عليها أسباب فشل المنظومة السياسية كاملة ,
في عهد ما قبل الثورة , عانى الأقباط الكثير والكثير , وكانت تستخدمهم حكومة حسنى مبارك وسيله لكسب المعونات بعده مبررات وهميه منها حماية الأقباط من تعصب الجماعات المتطرفة , وهكذا كان يستفيد حسنى مبارك من صناعه فزاعه المتطرفين للأقباط حتى سقط أخيرا عن طريق الفزاعات التى كان يصنعها ويدعمها بيده ,
هكذا كان الأقباط قبل الثورة تسرق حقوقهم وتنهب , حتى أن حكومة حسنى مبارك التي يتباكى عليها الخلق الآن كان في يدها حل كل شيء ولكنها لم تريد لكي تستثمر هذه المشاكل لمصلحتها الشخصية , ولن ننسى قانون دور العبادة الموحد الذي ظل أسيرا لأدراج فتحى سرور لعده دورات بمجلس الشعب ولم يحاولوا إقراره , حتى بات بناء بيت للدعارة أسهل بكثير من بناء كنيسة ,
ولقد كان الحزب الوطني هو من يهيج المتطرفين لكي يمنعوا بناء الكنائس حتى بات بناء كنيسة في ذهن المتطرفين كأنه كبيره من الكبائر ,
ولن أعيد ذكر المذابح الكثيرة التي حدثت بخصوص بناء الكنائس فالتاريخ في مصر حافل بها , ويكفى لك أن تضع عنوان ( حريق بكنيسة ) على مؤشر جوجل للبحث لترى بعينك أهوال مما يحدث في مصر ,
المهم فيما بعد الثورة التي ظهر فيها الهلال مع الصليب , وكان المسيحيون يصبون المياه للمسلمين للوضوء , ويحيطون بهم في الميدان أثناء الصلاة لحمايتهم ,
حقيقة كنا نظن أنها ثوره
ولكن للأسف أتضح أنها عوره
حدثت مآسي كثيرة , ولكنى لست الآن بصددها ,
سبب كتابه مقالي هذا
هو خبر مقتل أربع أشقاء أقباط في برج العرب بالأسكندريه ,
والمثير للدهشة والسخرية أيضا هو ذكر سبب قتلهم بكل وقاحة ودون خجل ,
فهم يذكرون أن حارس الأرض وهو مسلم قد ظن أن هؤلاء الأشقاء ينتوون بناء كنيسة على أرضهم , لذلك قرر قتلهم ,
طب ليه ؟؟
هي الأرض , أرضك ؟؟
لا
أرض حد من أهلك ؟؟
لا
طب ليه ؟؟؟
هو كده , عشان حرام
حرمت عليك عيشتك
هو أنا با ترجاك ولا باستعطفك , دى أرضى وأرض أجدادي ,
ثم أنت ليه بتدى نفسك الحق , انك تيجى في أرضى وتبنى فيها دور عباده ليك في الوقت اللي بتمنعنى أنا ؟؟؟ ,
هو أنت ليه بتدى نفسك الحق أنك تبشر بدينك في ارضي في الوقت اللي بتمنعنى فيه أنا ؟؟؟؟
ليه وليه وليه وليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خلاص تعبنا ,
تعلم في المتبلم يصبح ناسي ,
مافيش فايده , الناس دى عمرها ما هتفهم ,
تفتكروا ما فيش حل ؟؟؟
لأ فيه حل .................................................................
المطالب مفروض تتغير تماما !!!
وده مطلب من كل الحقوقيين في مصر وفى دول العالم ,
ما فيش هزار وما فيش وقت .........................................
ألمطالبه الآن بالمساواة الدولية , وده هو الحل الوحيد اللي هيرغم الدول العربية للخضوع للقانون وتمكين القانون على الجميع ,
المطالب الآن لجميع الدول بالمساوه في الحرية الدينية الدوليه ,
بمعنى عدم السماح ببناء كنائس داخل الدول الإسلامية يقابله عدم السماح بإقامة مساجد داخل الدول المسيحية ,
عدم السماح بالتبشير بالمسيحية داخل الدول الإسلامية يقابله عدم السماح بالدعوة داخل الدول المسيحية ,
وفى المقابل : السماح ببناء الكنائس داخل الدول الإسلامية يقابله السماح ببناء المساجد داخل الدول المسيحية ,
والسماح بحريه التبشير داخل الدول الإسلامية يقابله السماح بحريه الدعوة داخل الدول المسيحية .
وهكذا دى قصاد دى , , وإحنا راضين بالمساواة حتى لو في الظلم , فالمساواة في الظلم عدل .